ليس امام الثورة من خيار سوى ان تنتصر او تنتصر
عمار محمد ادم
4 May, 2022
4 May, 2022
. من ظن منكم ان الثورة قد انتصرت بعد سقوط نظام البشير فهو واهم. ومن ظن منكم اننا نعيش في عهد ديمقراطي حقيقي فهو اشد وهما. ولا اتحدث عن الدولة العميقة والنظام السابق. ولكنني اتحدث عن الواقع الان وهو ان الدولة يحكمها العسكر من بعد انقضاء حكم الانقاذ وزواله وقد اغلقت كل الابواب دون انتصار الثورة. وكم كانت الدعوات لانطلاق الثورة من قلب الخرطوم والزحف نحو القصر الجمهوري ولكن ذلك لم يحدث. وستكون الثورة قد انتصرت لو انها حاصرت القصر الجمهوري او اقتحمته واصبح الثوار منتشرين في باحة القصر ومفترشين ارضه الخضراء وتحت اشجاره وآرفة الظلال. حينئذ يمكن ان نقول ان الثورة قد انتصرت ثم ياتي الجيش يمشي علي استحياء ليلحق بركب الثوار و ينحاز خجلا. اما ان تحظر الثورة من مركز الخرطوم وتتنفس في الاحياء وتخف وتيرتها حينا وتزداد احايين اخري ثم تتدخل الاجندة الخاصة ، والغامضة وترفع الاجهزة الامنية يدها ويخرج الامر عن حد السيطرة ويعتصم الثوار عند مقر الجيش يتبادلون حبا بحب عبر الشعارات والمواقف ويرفض الجيش ان يتعامل مع تجمع المهنيين وحده فيجتمع شمله مع احزاب الاجماع الوطني ونداء السودان ويخاطبون الجيش كقوة مشتركة ويعترف بهم الجيش امعانا في التمويه والخداع وكسبا للوقت ويصبح محيط القيادة الي مولد سياسي تنتشر فيه السرادق وتقام فيه حلقات الذكر الثوري بانفاس ولغة لاتفهمها الاحزاب ولكن تحاول استغلالها والمجلس العسكري في حيرة من امره تجاه هؤلاء الشباب الذي تعلقوا باستاره واستعذبوا ورود مائه ينشدون ويرتلون ويرددون اهازيج هي مابين الحزن والاسي ويتحشرجون ويخرجون بوخات قلوبهم المحروقة ويعيشون في حالة هي اشبه بالضياع. قلبي يتفطر لحالهم انا اراهم امامي من حين لاخر يتحرقون لعهد الحرية والخلاص ويحلمون بمستقبل جميل وهم في ريبة من امرهم تبعث اليهم الاحزاب السياسية كل يوم من يصوغ الشعارات التي تزيد من الضغوط علي العسكر فيما يشبه الاهانة والاساءة الي الجيش والواقع يتعقد كل يوم يفعل ذلك والاحزاب ذاتها هي الاحزاب قبل ثلاثبن عاما لم تتغيير ولم تتبدل ولم تتطور والعقلية ذاتها هي العقلية القديمة. وفي المقابل اشواق الشباب وطموحاتهم واحلامهم وهم ينفتحون علي الافق الانساني العريض ويقارنون انفسهم بالشباب في دول العالم الاخري فيرتد اليهم البصر خاسئا وهو حسير. لهفي عليهم وهم يتساقطون قتلي ولكنهم رغم ذلك لا يسلمون انفسهم لقوي لايعرفونها ولايفهمونها وان ارادة ما قد اسلمتهم للماضي وهم نصف الحاضر وكل المستقبل.
وظل الشارع ينتظر علي احر من الجمر تشكيل الحكومة من بعد مخاض عسير ومفاوضات مضنية واستمرار ثورة عارمة لشعب عظيم وامة عريقة . ولكن وللأسف فان مفاوضات الاحزاب ستجئ مخيبة تماما للأمال وفاقدة لادني مقومات الاستمرار في ادارة البلاد في ظل ظروف معقدة وأوضاع متردية في كآفة المجالات وجاءت المفاوضات علي غير ما كان متوقعا فهي تفتقد في كثير من مناحيها الي عنصر الخبرة والكفأة وطغت الاعتبارات السياسية والحزبية علي اعتبارات اخري واهمها اشواق الثوار وقضية الشهداء.
ان الاتفاق السابق بين المجلس العسكرى وقوي الحرية والتغيير الذي كان يفترض انهما شريكان في الثورة لذلك فانهم يقسمون المناصب بينهم وهذه ليست حقيقة فالجيش ليس اصيلا في الثورة والذين يتحدثون الان باسم الثورة لم يكونون يتحدثون ابان الثورة ولم نسمع لهم اصواتا الابعد انتصار الثورة والثوار الحقيقيون الذين كانوا في قلب المعركة يتقدمون المواكب ويحرضون الناس علي الخروج فاين كان اولئك الذين يزحمون الاعلام والثوار لم يزالوا يواجهون الرصاص والبمبان والضرب بالهراوات والسجون اعرف من كان يلوذ بمنزل قريب له ا كلما احتدم الامر واحمرت الحدق وحمي الوطيس فيأتي قريبه شافعا له ولا اعرف واحدا منهم كان معتقلا سوي البعص وبعضهم
وبعضهم من كان يمارس المعارضة بايقاع بطئ ونبرات خجولة فعلا صوته من بعد الثورة وتوسعت حنحرته وكان الاولي ان تكون هذه المخاطبات قبل الثورة تاجيجا لنارها والهابا لحماس الشباب حتي وان كان ذلك عبر الفيديوهات. ان محاولة ابراز قيادات زائفة ووهمية من بعد انتصار الثورة او ظهور ثوار زائفون لمجرد انهم كانوا يرتادون ميدان الاعتصام من بعد الانتصار وكانوا قبل الثورة يمارسون حياتهم العادية ويؤدون اعمالهم بعيد عن زخم الثورة والثوار وقد اصبحوا الان اعلي صوتا واكثر حركة بينما توارى الثوار الحقيقيون وتركوا الساحة في تواضع للادعياء الذين اصبحوا اوصياء علي الثورة من لدن اجيال لم يكن لها اصلا اي اتصال وتواصل مع الثورة والثوار ولكنهم يمارسون الانتهازية السياسية في اعلي مراحلها ام اولئك الذين يعيشون الان في بلاد المهجر يجمعون الدرهم والدينار وقد اكتنزوا شحما ولحما هم وابناؤهم وزوجاتهم فحدث عنهم ولاحرج يطلقون الحديث هكذا علي عواهنه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يتحدثون في الحقير والاصيل كيفما شاؤوا وهم قد اسنت انفسهم وتشوهت افكارهم من خلال وجودهم الطويل والمستمر في بلاد تحنطت فيها الافكار والشخوص وبعضهم يعيش لاجئا سياسيا يلقي له بالفتات ويعيش مسخا مشوها مزدوج الولاء.
الثورة يصنعها هؤلاء الشباب من سن الثامنة عشر وحتي الثامنة والعشرين في عطبرة والبراري والكلاكلات والدمازين ومدني والعباسية وشمبات والكثير من مدن السودان هؤلاء وحدهم من يحق لهم ان يتحدثوا باسم الثورة وان يحددوا هم بانفسهم حاضرهم ومستقبلهم
انني اذ اخاطب الشباب في هذا الظرف التاريخي الدقيق واخشي عليهم من المصير الذي لقيناه نحن جيل مابعد ثورة ابريل 1985وكنا لم نزل طلابا في جامعة الخرطوم انتظرنا الثورة كثيرا وتكللت مساعينا بالنجاح في مقاومة نظام النميري الشمولي ولكننا فرحتنا لم تكتمل فسرعان ما هجمت عليها و اجهضتها الاحزاب السياسية بالصراعات الداخلية والخارجية والتنافس علي كراسي السلطة وكانت الاحزاب ولم تزل لاتمارس الديمقراطية في داخلها ووجد جيلنا نفسه مقصيا ومبعدا وكان هو وقود الثورات المتكررة والتي انتصرت فيها ارادتنا ولكننا وجدنا انفسنا خارج اللعبة السياسية وقد اتت الاحزاب من بعد كبت دام سنوات عديدة ليسدوا علينا كل المنافذ ويغلقوا كل الطرق وهذا ما انتم فيه الان ايها الشباب اذا لم تهبوا لحماية ثورتكم من تغول الاجيال القديمة التي فشلت في حكم البلاد وجرتها الي الفوضي والي الانقلابات العسكرية المتتالية وانتم اليوم ايها الشباب اذا لم تستخرجوا كل طاقتكم الكامنة وتطلعوا بدوركم في تحصين ثورتكم فسوف يكون مصيركم مثل مصيرنا ومآلكم كمألنا فلابد من ان تستنهضوا هممكم وتقوموا بدوركم الطليعي في حماية مكتسباتكم الا فانكم سوف تعضون اصابع الندم وتبكون علي دماء الشهداء التي سوف تضيع هدرا اذا لم تستشعروا المسؤولية كاملة تجاه قضيتهم التي حملوكم لها وهي تحقيق شعار الثورة.. حرية سلام وعدالة وان لم تكونوا انتم ايها الشباب حراسا لهذه المبادئ فمن بكون لها وذلك بتحقيق العدالة الانتقالية والعدالة الاجتماعية والسلام لايعني فقط وقف الحروب ولكن نبذ العنصرية والجهوية والعرقية وتوحيد المشاعر وكل الامكانات لبناء، سودان جديد حر ديمقراطي ينعم اهله بالحرية والرخاء والرفاهية.
ايها الشفاتة والكنداكات ان هذه الثورة ثورتكم وان هذا الزمان زمانكم ولا اظنكم ادوات لقوي السودان القديم يصعدون علي اكتافكم الي السلطة ثم يركلونكم غير عابئين بما يصيبكم من خيبة امل وفقدان الثقة في انكم وبارادتكم التي استطاعت هزيمة نظام الانقاذ واسقاط عمر البشير قادرون علي تفويت الفرصة علي كل الانتهازيين من قوي السودان القديم ممثلين في الاحزاب التي شاخت والكيانات التي اهترأت والافكار والرؤي التي عفي عليها الزمن وفقدت مدة صلاحيتها من مخلفات الاستعمار البريطاني البغيض الذي لم يزل جاثما علي صدورنا من خلال رؤاه واطروحاته وافكاره ممثلة في الانظمة التي تنتظم اوجه الحياة عامة العسكرية منها والمدنية.
ايها الشفاتة والكنداكات انني ادعوكم لاستلام السلطة وادارة دولاب الدولة من خلال سلمية ثورتكم وليس المهم الان لجان المقاومة ولكن الاهم لجان الوزارات والهيئات والمؤسسات لنبدأ مسيرة التنمية والبناء والتقدم علي ان تتولي لجان الاحياء مهام ادارة الاحياء من حيث التأمين والنظافة والانارة وتقديم كآفة الخدمات والاعمال الخيرية.
تسقط بس كل المفاهيم القديمة وليكن السودان في حدقات العيون وسويداء القلوب.. وعاش السودان حرا ابيا
واتاوه الان من فرط مابي من الم حين اذكر اولئك الشباب الذين سقطوا شهداء فيما مضي من احداث وتفطرت من هول ذلك قلوب امهاتهم وفجعت اسرهم وذويهم وفقدهم اصدقاؤهم من اطلق الرصاص في صدور اولئك الشباب ومن اصدر الاوامر. بذلك سقوط عشرات الشاب شهداء ليس بالامر السهل وسبقته من قبل اربع اضعاف هذا العدد والدماء لن تروح هدرا وهي اشد حرمة عند الله من بيته الحرام ارواح الناس التي ازهقت في هذه الاحداث وغيرها ستكون لعنة علي كل من خان قضيتهم وقد قال حميد(كتل النفوس بيودي وين) والذين سقطوا مضرجين بدماء الثورة والنضال لاشك هم شهداء عند الله لانهم خرجوا ضد القهر والظلم والاستبداد وخرجوا ليقولوا لا وقد قال الرسول الاعظم(يعجبني الرجل اذا سيم خسفا قال لا ..ملء فيه).
الشهداء الذين شيعتهم الجماهير الغاضبة في مدن السودان المختلفة ستكون دماؤهم امانة في اعناق اخوانهم الثوار حين يجعلون نار الثورة متقدة لاتخبو يعلو أوارها مستعرة لاتموت لان قضية الثوار هي قضية امة تريد التحرر والانعتاق والتغيير والحق في حياة حرة كريمة مليئة بالمعاني مشبعة بالقيم قضية باقية ابد الدهر لانها قضية الانبياء والرسل والقادة العظماء هي قضية الثورة صد استغلال الانسان لاخيه الانسان تحت اي مسميات كانت او اي مبررات فالحقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار وهؤلاء الذين خرجوا ويخرحون لايريدون غير شئ واحد وهو ان تكون الامور في الوضع الصحيح فانه لايصح الا الصحيح وحتي لا يوكل الامر الي غير اهله وقد يكون فينا العلماء والخبراء ممن حصلوا علي الدرجات العليا في مجالاتهم داخليا وفي ارقي الجامعات العالمية ونالوا قسطا وافرا من الخبرة والتدريب داخليا وخارجيا ولكن يؤتي الي المناصب والمواقع الحساسة بمن لديهم علم وخبرة يأتي بهم الولاء الحزبي ولاتأتي بهم الخبرة ويسرع بهم نسبهم حين يبطئ بهم عملهم.
الثوار الذين كسروا حاجز الخوف وحطموا جدران الصمت هم من حددوا هدفهم ويسعون نحوه في ثقة وقوة وصمود لايتزحزحون عن مبادئهم ولايتقهقرون الى الوراء لحق بهم من لحق وتخلف عنهم من تخلف لن يرضون بغير رحيل السودان القديم ولاشئ سوي رحيل السودان القديم او تسقط مرة اخري.
ستأتي الموجة القادمة اشد قوة وامضي عزيمة وستقضي علي الاخضر واليابس في عقلية السودان القديم المهترئة البائسة المتهالكة ولن تجدي التسويات التي تقوم بها بعض الجهات فان الجماهير الغاضبة لن ترضي بغير تحقق ارادتها وهي ادرى بمن هو اجدر بقيادتها..ان هؤلاء الشباب يعرفون مايريدون ويعرفون كيف يحققون مايريدونهم (عيونهم مفتوحة...وصدورهم مكشوفة...بجراحها متزينة.
وشرفاء القوات المسلحة لن يسكتون وسيحددون مواقفهم اامبدئية الصارمة من خلال المؤسسية والضبط والربط وان نقف معهم مكتوفي الايدى ونحن نرى الوطن يضيع ويعود الاستعمار او يتجدد علي ايدي عملاء اجهزة المخابرات الاجنبية الدولية والاقليمية ولن ترهبنا التهديدات مهما تعاظمت ونحن نعلم ان السواد الاعظم من اهل السودان هم علي قلب رجل واحد وان الشرفاء في القوات المسلحة والاجهزة الامنية الاخري يعلمون انهم بين يدي التاريخ فالثورة التي روتها دماء الشهداء من الشباب السوداني الوطني الحر لن يسرقها العملاء والمأجورين ولن يعود النظام القديم ولن يسيطر عليها الانتهازيون .والصمت في هذا المقام جريمة فليذهب العسكر والاحزاب الي الجحيم ولتبقي الثورة ومطالبها العادلة والتي لايحققها هذه المبادرات المشبوهة والتي صاغتها انامل مشبوهة ووضعت لمساتها ةلاخيرة اصابع لم تقدر دماء الشهداء في هذه الثورة العظيمة فهي مبادرات بطعم ورائحة دم الشهداء ومصبوغة بالخيانة والعمالة والارتزاق والله اني لاعرفهم بسيماهم واراهم رأي العين شاهت وجوه العملاء والمجد للشرفاء والخلود للشهداء وعاش نضال الشعب المؤمن العظيم وبالطبع فانني لا اجمل الحديث ولكنني اعني من اعني.زالثورة لن تموت في نفوس الثوار والقمع لن يخمد جذوتها حتي تنتصر.
.
/////////////////////
وظل الشارع ينتظر علي احر من الجمر تشكيل الحكومة من بعد مخاض عسير ومفاوضات مضنية واستمرار ثورة عارمة لشعب عظيم وامة عريقة . ولكن وللأسف فان مفاوضات الاحزاب ستجئ مخيبة تماما للأمال وفاقدة لادني مقومات الاستمرار في ادارة البلاد في ظل ظروف معقدة وأوضاع متردية في كآفة المجالات وجاءت المفاوضات علي غير ما كان متوقعا فهي تفتقد في كثير من مناحيها الي عنصر الخبرة والكفأة وطغت الاعتبارات السياسية والحزبية علي اعتبارات اخري واهمها اشواق الثوار وقضية الشهداء.
ان الاتفاق السابق بين المجلس العسكرى وقوي الحرية والتغيير الذي كان يفترض انهما شريكان في الثورة لذلك فانهم يقسمون المناصب بينهم وهذه ليست حقيقة فالجيش ليس اصيلا في الثورة والذين يتحدثون الان باسم الثورة لم يكونون يتحدثون ابان الثورة ولم نسمع لهم اصواتا الابعد انتصار الثورة والثوار الحقيقيون الذين كانوا في قلب المعركة يتقدمون المواكب ويحرضون الناس علي الخروج فاين كان اولئك الذين يزحمون الاعلام والثوار لم يزالوا يواجهون الرصاص والبمبان والضرب بالهراوات والسجون اعرف من كان يلوذ بمنزل قريب له ا كلما احتدم الامر واحمرت الحدق وحمي الوطيس فيأتي قريبه شافعا له ولا اعرف واحدا منهم كان معتقلا سوي البعص وبعضهم
وبعضهم من كان يمارس المعارضة بايقاع بطئ ونبرات خجولة فعلا صوته من بعد الثورة وتوسعت حنحرته وكان الاولي ان تكون هذه المخاطبات قبل الثورة تاجيجا لنارها والهابا لحماس الشباب حتي وان كان ذلك عبر الفيديوهات. ان محاولة ابراز قيادات زائفة ووهمية من بعد انتصار الثورة او ظهور ثوار زائفون لمجرد انهم كانوا يرتادون ميدان الاعتصام من بعد الانتصار وكانوا قبل الثورة يمارسون حياتهم العادية ويؤدون اعمالهم بعيد عن زخم الثورة والثوار وقد اصبحوا الان اعلي صوتا واكثر حركة بينما توارى الثوار الحقيقيون وتركوا الساحة في تواضع للادعياء الذين اصبحوا اوصياء علي الثورة من لدن اجيال لم يكن لها اصلا اي اتصال وتواصل مع الثورة والثوار ولكنهم يمارسون الانتهازية السياسية في اعلي مراحلها ام اولئك الذين يعيشون الان في بلاد المهجر يجمعون الدرهم والدينار وقد اكتنزوا شحما ولحما هم وابناؤهم وزوجاتهم فحدث عنهم ولاحرج يطلقون الحديث هكذا علي عواهنه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يتحدثون في الحقير والاصيل كيفما شاؤوا وهم قد اسنت انفسهم وتشوهت افكارهم من خلال وجودهم الطويل والمستمر في بلاد تحنطت فيها الافكار والشخوص وبعضهم يعيش لاجئا سياسيا يلقي له بالفتات ويعيش مسخا مشوها مزدوج الولاء.
الثورة يصنعها هؤلاء الشباب من سن الثامنة عشر وحتي الثامنة والعشرين في عطبرة والبراري والكلاكلات والدمازين ومدني والعباسية وشمبات والكثير من مدن السودان هؤلاء وحدهم من يحق لهم ان يتحدثوا باسم الثورة وان يحددوا هم بانفسهم حاضرهم ومستقبلهم
انني اذ اخاطب الشباب في هذا الظرف التاريخي الدقيق واخشي عليهم من المصير الذي لقيناه نحن جيل مابعد ثورة ابريل 1985وكنا لم نزل طلابا في جامعة الخرطوم انتظرنا الثورة كثيرا وتكللت مساعينا بالنجاح في مقاومة نظام النميري الشمولي ولكننا فرحتنا لم تكتمل فسرعان ما هجمت عليها و اجهضتها الاحزاب السياسية بالصراعات الداخلية والخارجية والتنافس علي كراسي السلطة وكانت الاحزاب ولم تزل لاتمارس الديمقراطية في داخلها ووجد جيلنا نفسه مقصيا ومبعدا وكان هو وقود الثورات المتكررة والتي انتصرت فيها ارادتنا ولكننا وجدنا انفسنا خارج اللعبة السياسية وقد اتت الاحزاب من بعد كبت دام سنوات عديدة ليسدوا علينا كل المنافذ ويغلقوا كل الطرق وهذا ما انتم فيه الان ايها الشباب اذا لم تهبوا لحماية ثورتكم من تغول الاجيال القديمة التي فشلت في حكم البلاد وجرتها الي الفوضي والي الانقلابات العسكرية المتتالية وانتم اليوم ايها الشباب اذا لم تستخرجوا كل طاقتكم الكامنة وتطلعوا بدوركم في تحصين ثورتكم فسوف يكون مصيركم مثل مصيرنا ومآلكم كمألنا فلابد من ان تستنهضوا هممكم وتقوموا بدوركم الطليعي في حماية مكتسباتكم الا فانكم سوف تعضون اصابع الندم وتبكون علي دماء الشهداء التي سوف تضيع هدرا اذا لم تستشعروا المسؤولية كاملة تجاه قضيتهم التي حملوكم لها وهي تحقيق شعار الثورة.. حرية سلام وعدالة وان لم تكونوا انتم ايها الشباب حراسا لهذه المبادئ فمن بكون لها وذلك بتحقيق العدالة الانتقالية والعدالة الاجتماعية والسلام لايعني فقط وقف الحروب ولكن نبذ العنصرية والجهوية والعرقية وتوحيد المشاعر وكل الامكانات لبناء، سودان جديد حر ديمقراطي ينعم اهله بالحرية والرخاء والرفاهية.
ايها الشفاتة والكنداكات ان هذه الثورة ثورتكم وان هذا الزمان زمانكم ولا اظنكم ادوات لقوي السودان القديم يصعدون علي اكتافكم الي السلطة ثم يركلونكم غير عابئين بما يصيبكم من خيبة امل وفقدان الثقة في انكم وبارادتكم التي استطاعت هزيمة نظام الانقاذ واسقاط عمر البشير قادرون علي تفويت الفرصة علي كل الانتهازيين من قوي السودان القديم ممثلين في الاحزاب التي شاخت والكيانات التي اهترأت والافكار والرؤي التي عفي عليها الزمن وفقدت مدة صلاحيتها من مخلفات الاستعمار البريطاني البغيض الذي لم يزل جاثما علي صدورنا من خلال رؤاه واطروحاته وافكاره ممثلة في الانظمة التي تنتظم اوجه الحياة عامة العسكرية منها والمدنية.
ايها الشفاتة والكنداكات انني ادعوكم لاستلام السلطة وادارة دولاب الدولة من خلال سلمية ثورتكم وليس المهم الان لجان المقاومة ولكن الاهم لجان الوزارات والهيئات والمؤسسات لنبدأ مسيرة التنمية والبناء والتقدم علي ان تتولي لجان الاحياء مهام ادارة الاحياء من حيث التأمين والنظافة والانارة وتقديم كآفة الخدمات والاعمال الخيرية.
تسقط بس كل المفاهيم القديمة وليكن السودان في حدقات العيون وسويداء القلوب.. وعاش السودان حرا ابيا
واتاوه الان من فرط مابي من الم حين اذكر اولئك الشباب الذين سقطوا شهداء فيما مضي من احداث وتفطرت من هول ذلك قلوب امهاتهم وفجعت اسرهم وذويهم وفقدهم اصدقاؤهم من اطلق الرصاص في صدور اولئك الشباب ومن اصدر الاوامر. بذلك سقوط عشرات الشاب شهداء ليس بالامر السهل وسبقته من قبل اربع اضعاف هذا العدد والدماء لن تروح هدرا وهي اشد حرمة عند الله من بيته الحرام ارواح الناس التي ازهقت في هذه الاحداث وغيرها ستكون لعنة علي كل من خان قضيتهم وقد قال حميد(كتل النفوس بيودي وين) والذين سقطوا مضرجين بدماء الثورة والنضال لاشك هم شهداء عند الله لانهم خرجوا ضد القهر والظلم والاستبداد وخرجوا ليقولوا لا وقد قال الرسول الاعظم(يعجبني الرجل اذا سيم خسفا قال لا ..ملء فيه).
الشهداء الذين شيعتهم الجماهير الغاضبة في مدن السودان المختلفة ستكون دماؤهم امانة في اعناق اخوانهم الثوار حين يجعلون نار الثورة متقدة لاتخبو يعلو أوارها مستعرة لاتموت لان قضية الثوار هي قضية امة تريد التحرر والانعتاق والتغيير والحق في حياة حرة كريمة مليئة بالمعاني مشبعة بالقيم قضية باقية ابد الدهر لانها قضية الانبياء والرسل والقادة العظماء هي قضية الثورة صد استغلال الانسان لاخيه الانسان تحت اي مسميات كانت او اي مبررات فالحقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار وهؤلاء الذين خرجوا ويخرحون لايريدون غير شئ واحد وهو ان تكون الامور في الوضع الصحيح فانه لايصح الا الصحيح وحتي لا يوكل الامر الي غير اهله وقد يكون فينا العلماء والخبراء ممن حصلوا علي الدرجات العليا في مجالاتهم داخليا وفي ارقي الجامعات العالمية ونالوا قسطا وافرا من الخبرة والتدريب داخليا وخارجيا ولكن يؤتي الي المناصب والمواقع الحساسة بمن لديهم علم وخبرة يأتي بهم الولاء الحزبي ولاتأتي بهم الخبرة ويسرع بهم نسبهم حين يبطئ بهم عملهم.
الثوار الذين كسروا حاجز الخوف وحطموا جدران الصمت هم من حددوا هدفهم ويسعون نحوه في ثقة وقوة وصمود لايتزحزحون عن مبادئهم ولايتقهقرون الى الوراء لحق بهم من لحق وتخلف عنهم من تخلف لن يرضون بغير رحيل السودان القديم ولاشئ سوي رحيل السودان القديم او تسقط مرة اخري.
ستأتي الموجة القادمة اشد قوة وامضي عزيمة وستقضي علي الاخضر واليابس في عقلية السودان القديم المهترئة البائسة المتهالكة ولن تجدي التسويات التي تقوم بها بعض الجهات فان الجماهير الغاضبة لن ترضي بغير تحقق ارادتها وهي ادرى بمن هو اجدر بقيادتها..ان هؤلاء الشباب يعرفون مايريدون ويعرفون كيف يحققون مايريدونهم (عيونهم مفتوحة...وصدورهم مكشوفة...بجراحها متزينة.
وشرفاء القوات المسلحة لن يسكتون وسيحددون مواقفهم اامبدئية الصارمة من خلال المؤسسية والضبط والربط وان نقف معهم مكتوفي الايدى ونحن نرى الوطن يضيع ويعود الاستعمار او يتجدد علي ايدي عملاء اجهزة المخابرات الاجنبية الدولية والاقليمية ولن ترهبنا التهديدات مهما تعاظمت ونحن نعلم ان السواد الاعظم من اهل السودان هم علي قلب رجل واحد وان الشرفاء في القوات المسلحة والاجهزة الامنية الاخري يعلمون انهم بين يدي التاريخ فالثورة التي روتها دماء الشهداء من الشباب السوداني الوطني الحر لن يسرقها العملاء والمأجورين ولن يعود النظام القديم ولن يسيطر عليها الانتهازيون .والصمت في هذا المقام جريمة فليذهب العسكر والاحزاب الي الجحيم ولتبقي الثورة ومطالبها العادلة والتي لايحققها هذه المبادرات المشبوهة والتي صاغتها انامل مشبوهة ووضعت لمساتها ةلاخيرة اصابع لم تقدر دماء الشهداء في هذه الثورة العظيمة فهي مبادرات بطعم ورائحة دم الشهداء ومصبوغة بالخيانة والعمالة والارتزاق والله اني لاعرفهم بسيماهم واراهم رأي العين شاهت وجوه العملاء والمجد للشرفاء والخلود للشهداء وعاش نضال الشعب المؤمن العظيم وبالطبع فانني لا اجمل الحديث ولكنني اعني من اعني.زالثورة لن تموت في نفوس الثوار والقمع لن يخمد جذوتها حتي تنتصر.
.
/////////////////////