مآلات توريط السودان في دعم غزو الأوكران

 


 

 

أعتقد أن موقف الحكومة الإنقلابية في السودان المائل إلى الجانب الروسي؛ لا يعدو كونه موقفاً مماثلاً لما ذهب إليه النظام البائد حينما اصطف السودان بمعية الأردن وليبيا والجزائر واليمن وموريتانيا ومنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات، خلف القرار العراقي القاضي باجتياح دولة الكويت، بعد أن أعلن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في التاسع من أغسطس (آب) 1990 ضمّ الكويت الى العراق واعتبارها المحافظة العراقية التاسعة عشرة، وإغلاق كل السفارات الموجودة فيها وإلغاء كل سفاراتها في العالم.. لأن كلا الموقفين بُنيا على طمع مسبق في الحصول على الدعم العسكري مقابل التصفيق للدكتاكوريين _صدام &بوتين.
* قد يستبعد بعضُ المراقبين إمكانية تأثّر روسيا كثيراً بتلك العقوبات المعلنة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها من الدول الأوروبية، بقدرما يكون الطرف الغربي هو الخاسر الأكبر، لأن روسيا على ما يبدو قد احتاطت لكل الاحتمالات وأعدّت لها عدتّها .
قد يكونون مُحقّين في ذلك، إلا أن الأمر الذي لا يختلف حوله إثنان؛ هو أن الحرب الروسية ضد جارتها أوكرانيا ستكون لها ما بعدها، ولو على المدى البعيد.. وستكون آثار العقوبات المترتبة على التعاون مع روسيا في مساعيها التدميرية أشد وقْعاً على الدول ذات الإمكانيات المتواضعة ، مثل السودان الذي ظهر للعالم بإعلان تأييده للغزو الروسي بشكل لا التباس فيه.. من خلال تصريحات رئيس وفده السيد محمد حمدان دقلو المتواجد بالعاصمة موسكو أثناء بداية الغزو في الرابع والعشرين من فبراير 2022 ، في الوقت الذي ظلّت معظم دول العالم تحبس أنفاسها، وتضع كلتا اليدين على الفم خشية أن تتفوّه بكلمة من شأنها أن تجُرّ الوبال على شعوبهم لقعود.
* إن نتائج توريط السودان في غزو الشعب الأوكراني؛ سيتجرع مُرَّ كؤوسها الشعبُ السوداني المغلوب على أمره، لفترة لا تقل عن مدة الحصار والعقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهل المواطن السوداني وحجبته عن أهم منافذ تعاملات الاقتصاد العالمي لعقدين من الزمان.
إذ لم تكن تصريحات الرئيس الامريكي جو ‏بايدن القائل:
" سنعاقب أي دولة تتعاون مع بوتين." مجرد مناورات أو تهديدات فارغة كما يظن الظآنّون.

وغداً ستكشف الأيام ما سكتت عنه الألسن والأقلام.

احمد محمود كانم
28 فبراير 2022

أقلام متّحدة

amom1834@gmail.com
////////////////////////

 

آراء