مأزق الانقلاب ومبادرة الفرصة الأخيرة والتحديات الماثلة للآلية الثلاثية

 


 

شريف يس
11 June, 2022

 

في تطور مفاجي، العودة لطاوله التفاوض بين المجلس المركزي للحريه والتغيير، والمكؤن العسكري بدعوة ووساطه من مساعدة وزير الخارجيه الأمريكي للشئون الافريقيه مولي في والسفير السعودي في السودان،وفي تبادل للأدوار مع الآليه الثلاثيه لاعادة المشهد السياسي للحوار وللتعاطي وقراءة الأفكار والرؤي، ولكسر الجمود ،لأن التمسك بالمواقف والآليات لا يمنع من الدخول في العمليه السياسيه واستعادة الحل السلمي ، والمبادرة لا تطرح نفسها منبرا منفصلا وبديلا للآليه المدعومه من مجلس الأمن والمجتمع الدولي والأقليمي، في محاوله أخيرة لاستعادة مسار المرحله الانتقاليه والتحول الديمقراطي، وتذليل العقبات و التمترس والتباعد في المواقف بتعنت العسكر من خلال احكام قبضتهم علي السلطه، باجراءات انقلاب 25أكتوبر الذي عطل الوثيقه الدستوريه ومسار المرحله الانتقاليه وأهداف الثورة لما يقارب ثمانيه اشهر بلا مشروع ورؤيه، والانتهاكات والقتل بعد 25 أكتوبر، ادت الي انسداد واحتقان وانقسام سياسي وضائقه وأزمه اقتصاديه ومعيشيه طاحنه وخانقه وتردي مريع للخدمات وانهيار الأوضاع في السودان،وفوضي وسيوله أمنيه،واتساع آله القتل والقمع والعنف الوحشي واستمرار المظاهرات والأضرابات، وسقوط الشهداء الذين وصل عددهم الي 101 بعد انقلاب البرهان،وجلسه الحوارالفني المباشر التي انعقدت يوم الأربعاء لاستعادة التحول الديمقراطي بفندق السلام روتانا علي ظلال هذا المشهد ، اغرقت الحوار بقوي مؤيدة للانقلاب والشموليه وكانت جزءا من النظام البائد والمؤتمر الوطني حتي لحظه سقوطه، مثلا وزير الداخليه الاعلام ومستشارين، والجبهه الثوريه وقوي ميثاق التوافق التي ساندت وأيدت انقلاب 25 أكتوبر،ومقاطعه وغياب اطراف مهمه و فاعله وأساسيه ومؤثرة،كالمجلس المركزي للحريه والتغيير ولجان المقاومه والأمه والشيوعي وتجمع المهنيينن والتنظيمات النسويه،وقوي الشارع الحيه والمجتمعيه.
الذين طالبوا باجراءات تهيئه المناخ والبيئه المواتيه لحوار بناء وفعال يخاطب طبيعه الأزمه وأطرافها، وانهاء الانقلاب واستعادة الانتقال المدني الديمقراطي، الذي يعبر عن مصالح الشعب السوداني، والغاء حاله الطؤاري فعليا علي الأرض، وايقاف القتل والعنف المفرط والتعذيب والأماكن المجهوله للاعتقال، وحالات الاختفاء القسري والخطف واطلاق سراح كافه المعتقلين،والغاء وتعطيل القرارات والحصانه الممنوحه للأجهزة الأمنيه والاستخباريه بالتفتيش والاعتقال، والقرارات الارتداديه التي صدرت بعد 25 أكتوبر،بالغاء قرارات لجنه التفكيك،المتعلقه باصول وأموال قيادات ورموز وفلول النظام البائد، واعادتهم للوظائف في الخدمه المدنيه، ولان الحوار الحقيقي لا يمكن ان يتحقق وينجح بمن حضر وفرض الأمرالواقع الا بوجود قوي الثورة وأطرافها الرئيسيه في اطار المطلوبات والاستحقاقات المعلنه للحوار، من جانبها لتجنب المزيد من تعقيد المشهد السياسي والبدائل الزائفه لحوار متحكم فيه المكؤن العسكري لاعادة انتاج الأزمه، محمد ود لبات مبعوث الاتحاد الأفريقي في الآليه في كلمته في جلسه الحوار لخص الموقف ولم يبدو متفائلا ونعي الحوار في غياب كيانات وقوي سياسيه لم تحضر وفاطعت، واعتبر ان الحضور الحالي لا يمكن من الوصول لحل، ومنذ البدايه آليه تسهيل الحوار لم تستطيع ان تعرف اطراف العمليه السياسيه من خلال دعوة كل الأطراف دون تحديدها، ومن دون طرح الأجندة وخارطه الطريق وخطه للعمل وبرنامج واضح، لذلك لم يكن من الممكن ان تمضي الآليه بالحوار بهذا الشكل ،في غياب الفاعلين الاساسيين، من هنا نقرأ التدخل الدولي والأقليمي وضغوطه وزيارة المبعوثين لوقف الانهيار والتشرزم في اطار المبادرة الأمريكيه السعوديه للتدخل وقراءة الواقع بشكل مقارب وصحيح واستخدام الوسائل والآليات لاجبار العسكر علي تقديم التنازلات، وهو موقف ظل يفتقرة الموقف الدولي رغم الـتأييد والدعم للثورة السودانيه وايقاف تدفق الأموال والمساعدات للسودان بعد الانقلاب،رغم التقاطعات بين موقف الكونغرس المتشدد والواضح من الانقلاب مقارنه بالخارجيه والادارة الامريكيه، التي تنظر للمصالح والتحالفات وتدعم الآليه الثلاثيه وتلوح بالعصا والجزرة وفرض العقوبات، لعودة المسار المدني الديمقراطي وتسعي لتقديم النموزج السوداني في المنطقه الذي تمسك بوسائل العمل المدني والسلمي بالرغم من وجود الحركات المسلحه وانتشار السلاح، وكان مغايرا للربيع العربي الذي ادي الي نزاعات وحروب أهليه ومراكز وبؤر للأرهاب ، الا ان هذا الدور تراجع نسبياا بعد الانقلاب، في ظل التسابق علي المصالح والنفوذ علي البحر الأاحمر والقواعد والقرن الأفريقي وتمدد الدور الروسي والصيني، ولكن امريكا ما زالت تعتبر ان استقرار السودان وانهاء الانقلاب يمنع الانهيار وانفجار التناقضات الداخليه، ودول الجوار في اثيوبيا وجنوب لسودان وليبيا وتشاد وافريقيا الوسطي تشهد صراعات وحروب ونزاعات يمكن ان تشكل كرة لهب متدحرجه، تهدد الامن والسلم الأقليمي والدولي، والسودان مفتاح الحل يساعد في تهدئه الأوضاعوالاستقرار والأمن ، الاجتماع الذي تم بين الحريه والتغيير والمكؤن العسكري لمدة خمس ساعات اراد الوسطاء ان يكون بعيدا عن الاضواء، والمجلس المركزي اراد الشفافيه ومصارحه شعبه، لايصال رؤيته للطرف الأخر بوجود الوسطاء حول انهاء الانقلاب واستعادة المسار المدني الديمقراطي وتسليم السلطه للمدنيين ولا عودة للشراكه وترتيبات دستوريه وتهيئه المناخ والغاء قرارات انقلاب 25 أكتوبر والملفات العالقه ورؤيه للانتقال المدني بشروط تتضمن اجراءات وخطوات ، يتم التفاكر والتشاور حولها مع اطراف العمليه السياسيه ولجان المقاومه والقوي الحيه والفاعله في الشارع، سوف تسلم الي الآليه الثلاثيه والطرف العسكري، دون ان تتضمن خارطه طريق، وتصحيح ومراجعه العلاقه بين المدنيين والعسكريين وابعاد الجيش عن السياسيه ليتفرغ لدورة المهني والأحترافي في الأطار الدستوري.
الاستاذ ياسر عرمان الناطق الرسمي باسم المجلس المركزي للحريه والتغيير((لم نسعي لبناء شراكه جديدة وانما علاقه جديدة، وليس لدينا رغبه في التفاوض ونحتاج للسعوديه وأمريكا لبناء مستقبل جديد، ونحتاج لأمريكا والسعوديه للمصالح السودانيه والبناء ،والضامن هو الشعب السوداني، والمعارضه السودانيه تحتاج لتحقيق كتله حرجه في الحل السياسي، والمنازله في الشارع والحل السياسي لن يأتي بغير دور الشارع، والجبهه المدنيه مهمه لبناء السودان والديمقراطيه)) وعلي الصعيد العسكري هنالك تحفظات ولكن سوف تتضح رؤيه المكؤن العسكري بعد استلام رؤيه الحريه والتغيير، وبعض المراقبين اعتبرة خطوة جيدة وبدايه صحيحه لمعالم العمليه السياسيه التي لم تتضح بعد، حول عودة الشرعيه ونظام مدني ديمقراطي، الانتقال والترتيبات الدستوريه، تعديل الوثيقه الدستوريه ام وثيقه جديدة،وهنالك قوي سياسيه فاعله شاركت في الثورة ولم توقع علي الوثيقه الدستوريه، وتشكيل الحكومه ،محاصصات ام تكنوقراط وموقع الحريه والتغيير، ومهام المرحله الانتقاليه ،مؤسساتها والمجلس التشريعي ،والمفوضيات واصلاح المؤسسه العسكريه والأمنيه والعدليه والسلام ودوله المواطنه والمؤتمر الدستوري والانتخابات، البعض اعتبر،هذة المواقف تصب في تغليب المصلحه الوطنيه العليا بعيدا عن الأجندات الذاتيه والضيقه والمصالح الأنانيه والسودان يمر بأزمه لا بد من تجاوزها، وهنالك قرارات هامه وحاسمه متعلقه باقتصاد السودان سوف تصدر بعد اسبوع ذات علاقه باعفاء ديون السودان من صندوق النقد والبنك الدوليين والتدفقات الماليه والتطبيع مع مؤسسات التمويل والمجتمع الدولي، ومطلوب التنازل من المكؤن العسكري لحكومه مدنيه ،اذا اراد السودان الوصول لمراكز التمويل الدوليه ومولي في مساعدة وزير الخارجيه الأمريكي حثت البرهان علي اجراءات بناء الثقه ،وأكدت ان الحوار ليس بديلا للانتقال السلمي للسلطه للمدنييين،تجارب شعبنا مع اللجنه الأمنيه للبشير اتسمت بنقض العهود والمواثيق وخيانه الأمانه،عبر انقلاب 11 أبريل 2019 تحت غطاء الانحياز للشعب والذي عمل علي قطع الطريق واجهاض الثورة، وأرتكب مجزرة فض الأعتصام، وفض الشراكه وعطل الوثيقه الدستوريه بانقلاب 25 أكتوبر، ويرتكب يوميا القتل والعنف والأغتصاب والتعذيب ضد المتظاهرين السلميين من الشباب ولجان المقاومه، والجرائم ضد الانسانيه والتطهير العرقي في دارفور وجنوب كردفان، علينا ان لا نسمح بعودة رموز وقيادات وفلول النظام البائد للمشهد السياسي مجددا واستعادة الأحلام والأوهام والطموحات بعودة الشموليه والاستبداد،وأي مبادرة عليها ان تطرح اسئله الشارع ولكن ويبدو ان المبادرة تجاوزت الشروط المسبقه وامريكا تعتبر الضامن وتكثف جهودها وتجد الدعم من الكونغرس ومجلس الشيوخ وبوجود دول الترويكا والاتحاد الأوربي، وملف السودان مهما لدي الأدارة الامريكيه في الأقليم، ومولي في ظلت لعدة أيام في السودان علي غير العادة في زيارة الدول الأفريقيه وفي ثالث زيارة مكوكيه للسودان خلال فترة قصيرة كما تم تعين سفير مؤخرا حضر جلسه للكونغرس حول الأوضاع في السودان واشار لأمكانيه العقوبات الأمريكيه، تؤشر هذا الدور في ظل النقص والفجوة في الغذاء والوقود بعد الحرب الأوكرانيه وتداعياتها بشكل مباشر علي أوربا، ووجود ملفات النووي الأيراني والأرض المحتله في فلسطين، نجد السودان يأخذ هذا الدور والحيز، وهذا يستلزم وحدة القوي المطالبه بالتحول المدني الديمقراطي وتراص صفوفها، بكافه مكوناتها من قوي سياسيه ومدنيه ومهنيه ومجتمعيه ولجان مقومه ومنظمات نسويه، وتجاوز الخلافات السياسيه والفكريه، والعودة لمنصه التأسيس وبناء مركز موحد لقوي المعارضه والتواصل مع عبد العزيز الحلو وعبد الواحد النور ومراجعه ونقد وتطوير التجربه والتعلم من دروسها وعدم تكرار الأخطاء،والرهان علي جماهير شعبنا في في هزيمه الأنقلاب، باعتبارة العامل الحاسم والفاعل في الأنتصار والظفر لمبادي واهداف الثورة لسودانيه.
shareefan@hotmail.com

 

آراء