مأساة بري: الابن العائد من تركيا والاسرة المغدورة!!

 


 

عيسى إبراهيم
1 December, 2022

 

ركن نقاش
** قرات تقرير الصحفي الاستقصائي عبدالرحمن الامين عن مأساة بري "مقتل أم وابنها وبننها" واقراره انه يستبق تقرير الشرطة وانه استقى معلوماته من مصادره الشرطية الموثوقة لديه..ويبدو ان الصحفي يهدف الى اجبار الشرطة لقول الحقيقة وينزع بسبب من تجاربه من عدم ثقة فيها لاسباب سياسية!!..واعلن عبداارحمن في تقريره بناء على مصادره الشرطية ان المتهم الاول حتى الان (وفق الادلة والملابسات المذكورة) هو والد الاسرة الذي يعاني من مرض انفصام الشخصية!!..
** اطلعت ايضا على تقرير الشرطة بتاريخ ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٢ الذي ورد فيه: فور تلقي البلاغ تحركت قيادة شرطة ولاية الخرطوم إلى موقع الجريمة وقامت بإتخاذ الترتيبات الفنية المتعلقة بمسرح الحادث وتم تشكيل فريق على مستوى عالي لإجراء التحري والبحث في هذا الحادث.
• قام فريق مسرح الحادث بكافة الإجراءات الفنية من تصوير ورفع البصمات وجمع المخلفات ومن بينها مسدس عيار (65/7) ملم وعدد (4) ظرف فارغ المطابق للمسدس وتم تحريزه ونقلت الجثامين للتشريح لمعرفة أسباب الوفاة وأثبت التقرير الطبي أن وفاتهم جاءت نتيجة الإصابة بطلق ناري في الرأس.
• من خلال التحريات الأولية والأدلة المادية المتوفرة ونتائج الفحص الجنائي تبين الآتي :ـ
1/ أن السلاح المستخدم في الجريمة هو سلاح شخصي لرب الأسرة.
2/ لا يوجد كسر أو سرقة أو نهب لممتلكات المنزل.
• تتواصل التحريات لكشف الدوافع وتحديد المتهم.
** علمت (مونتي كاروو) ان المباحث الجنائية استدعت أمس الأحد رب الأسرة المغدورة، حاتم عباس مضوي لأخذ أقواله ضمن التحقيقات لكشف لغز الجريمة الشنيعة التي تعرضت لها أسرته وراح ضحيتها زوجته وإبنه وأبنته في حي امتداد ناصر، وقضى رب الأسرة حاتم مضوي وقتاً طويلاً في التحقيقات امتد 6 ساعات أصيب خلالها بـ (هيستريا) أثناء الاستجواب..(الخرطوم-مونتي كاروو 28-11-2022)
انتماءات حاتم الاب العقائدية:
** حصلت (مونتي كاروو) على معلومات عن حياة الأب حاتم مضوي منذ أن كان طالباً في المرحلة الثانوية، من أهم وأبرز تلك المحطات في حياته ذهابه متطوعاً للقتال مع الدفاع الشعبي في جنوب السودان سنة 1994 وكان وقتها طالباً بالسنة الاولى في المرحلة الثانوية حيث التحق بمتحرك (سيوف الحق) في طريق نمولي وتمت إعادته بعد اقل من اسبوعين بعد اصابته بملاريا حادة ولصغر سنه ، كما انضم في اواخر التسعينات للتيار السلفي ثم أصبح من أقوى أنصار شيخ عبد الحي يوسف وكان مرافقه الشخصي
بعد اكماله المرحلة الثانوية، انتقل للدراسة الجامعية في جامعة الخرطوم ، حيث بدأ رحلة التحول الى التيار السلفي ثم أصبح من أقوي أنصار شيخ عبد الحي يوسف، تخرج في جامعة الخرطوم عام 2003 وحصل على مرتبة الشرف في الطب البيطري ، وأصبح ارتباطه بالتيار السلفي عميقاً وأقرب للسلفية الجهادية أو المقاتلة وهناك معلومات أخرى عن مشاركته في عمليات القتال بالصومال والعراق ، اثناء حرب الخليج الثالثة او ما تعرف بحرب تحرير الكويت او الغزو الامريكي للعراق، بعد تخرجه من الجامعة مباشرة..
** من جانبي قضيت ليلة مسهدا اتقلب من تأثير المأساة واذرف الدموع من هول الصدمة كون الاب المريض بالشيزوفرينيا (مرض انفصام الشخصية) هو المتهم الاول حتى الان في تصفية اسرته بتاتير من معاناته النفسية (تقرير الصحفي ع الرحمن الامين).. وجسد لي المأساة علمي بخبر عودة الابن الذي يدرس في تركيا حين علم بخبر مقتل اسرته واحسست بعظم ماساته كون المتهم الاول هو ابيه المريض وكلما اتخيله يزداد بكائي وتعاطفي من وقع الاحداث على شبابه الغض وبلوته العظيمة..اعانه الله على التحمل..
الشيزوفرينيا (انفصام الشخصية):
** الفصام اضطراب عقلي شديد يفسر فيه الأشخاص الواقع بشكل غير طبيعي. وقد ينتج عن الإصابة بالانفصام في الشخصية مجموعة من الهلوسات والأوهام والاضطراب البالغ في التفكير والسلوك وهو ما يعرقل أداء الوظائف اليومية، ويمكن أن يسبب الإعاقة.
يحتاج المصابون بالفُصام إلى علاج مدى الحياة. ويمكن للعلاج المبكر أن يساعد على السيطرة على الأعراض قبل ظهور الأعراض الخطيرة وتحسين المظهر على المدى الطويل.
اسباب الانفصام:
** إن سبب الإصابة بالفصام غير معروف، ولكن يعتقد الباحثون أن هناك مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية وعوامل أخرى خاصة بكيمياء المخ تساهم في الإصابة بهذا الاضطراب. ومن اعراض الانفصام السلوك العدواني رغم عدم شيوعه..
هل مريض الشيزوفرينيا مسؤول عن أفعاله:
** يقول الاستاذ محمد نجيب المحامي: فقط يتمتع مريض الانفصام بإستثناء الإباحة اذا ثبت ان حالة الإنفصام داهمته اثناء ارتكابه الجريمة ، هنالك حالات صحو تنتاب المريض ويكون فيها شخصا عاديا ومسئولا جنائيا..وفي سؤالي له: أليس قتل الفاعل الام والابن والابنة (اذا افترضنا ان الاب المريض هو القاتل) يشير الى استيلاء الشخصية العدوانية عليه؟..اجاب الاستاذ محمد نجيب قائلا: هذا تقرير يجب ان تؤكده الجهة الطبية المختصة، اذا ثبت طبيا انه ارتكب الجريمة وهو تحت تأثير هذه الحالة النفسية وان هذا الجنون داهمه اثناء الفعلة فلا سبيل الى معاقبته إلا بوضعه في مصحة نفسية وتفسير ذلك ان الذي يقتل لا بد من توافر قصد جنائي وهي حالة ذهنية تتلبس المجرم بقصد ازهاق المجني عليهم وهذا بالضبط يحتاج الى إرادة حرة والذي يقتل وهو في هذه الحالة يكون غير حر في اتخاذ قرار يمكن ان يتخذه الشخص السوي العادي أما اذا أثبت الطب ان القاتل ارتكب جريمته ولم يكن يعاني من مرض يفقده قياد عقله فسيحاكم كأي شخص عادي يخضع لمسئولية افعاله الجنائية..
eisay1947@gmail.com
//////////////////////////////

 

آراء