مؤشرات البرهان الإيجابية .. أين هي

 


 

 

بشفافية -
على خلفية انزعاج البرهان ومجموعته الانقلابية من خطاب الاحاطة الذي قدمه فولكر بيرتس لمجلس الأمن، وتلويح البرهان بطرد فولكر بدعوى انه تجاوز اختصاصاته ومهامه، التقى البرهان يوم الأحد الاول من امس فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان المعروفة اختصارا ب(يونيتامس)، حيث تطرق اللقاء لاحاطة فولكر بيرتس التي اعتبرها البرهان انها لم تكن شاملة لمجمل الأوضاع في البلاد، ولم تستصحب معها المؤشرات الايجابية التي حدثت على الأرض، ودعا البرهان بعثة اليونيتامس للوقوف على مسافة واحدة من جميع الاطراف في الساحة السياسية بما فيها الجيش..ليس في هذا الذي قاله البرهان وظنه مآخذ خطيرة على البعثة ورئيسها لدرجة يستدعي معها طرده وبعثته من البلاد، ليس فيه ما يؤخذ على فولكر، بل على العكس فما أخذه البرهان على فولكر، كان المنطق يقضي بأن يشكر عليه فولكر وليس يؤخذ عليه، فاحاطة فولكر التي قدمها لمجلس الأمن كانت شاملة وجامعة ومانعة، لم يترك فيها فولكر مجالا الا وتطرق اليه، حيث شملت الاحاطة الجانب السياسي والاقتصادي والامني والاجتماعي، وما تناوله فولكر في كل هذه الجوانب هي حقائق يعيشها الناس على الأرض ويعلمون منها بأكثر مما أورده فولكر، خلافا لما ذكره البرهان عن ان الاحاطة لم تكن شاملة لمجمل الأوضاع،
أما حديث البرهان حول ان بعثة يونيتامس لم تقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف السياسية، فذلك ما تغالطه وتنفيه اللقاءات الكثيفة التي عقدتها البعثة مع كافة اطياف وفسيفساء المجتمع السوداني، ولم تترك البعثة جماعة الا والتقتها فيما عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول، لدرجة ان البعض عاب على البعثة التوسع غير الضروري وغير المفيد في هذه اللقاءات الكثيفة والكثيرة، أما لقاءات فولكر بقادة الجيش فتلك بلا حصر ولا عدد، حيث كان فولكر يعمد بين الحين والآخر للقاء بأحد قادة المكون العسكري، فالتقى مرارا وتكرارا بالبرهان نفسه وكذا بحميدتي والكباشي وبقية المكون، بل وما زال يفعل، غير ان الاعجب والاغرب من مآخذ برهان العجيبة على فولكر والبعثة، هي قوله ان احاطة فولكر لمجلس الامن لم تستصحب معها المؤشرات الايجابية التي حدثت على الارض، وهل قال البرهان مؤشرات ايجابية، نعم قالها هكذا على عواهنها، ولم يذكر ولا مؤشر ايجابي واحد منها، ومن اين له ان يأتينا بربع مؤشر ايجابي، وما زال التحدي أمامه قائما ان يذكر ولو مؤشر واحد ايجابي منذ وقوع الانقلاب..
وهل من ايجابية للانقلاب غير هذه الازمات المتراكبة والمتطاولة التي ضربت كل المجالات وأورثت الناس الشقاء والمسغبة، فقد أورث الانقلاب البلاد أزمة سياسية طاحنة ما تزال تراوح مكانها، وأورثها العناء والشقاء، أزمة في الكهرباء رغم رمضان وسخونة الاجواء، أزمة في الخبز، وغلاء فاحش وطاحن ضاعف اعداد الفقراء والمساكين، اضطراب وتفلتات أمنية شاملة، وفوضى وربكة وتداخل اختصاصات وتقاطع قرارات أوشك ان يدرج البلاد في خانة اللادولة، فأي مؤشرات ايجابية تلك التي يعنيها البرهان، اللهم الا اذا اعتبر كل هذا الضيق والعنت والشقاء الذي يكابده الناس ايجابيات، وهذا للأسف ما تواضع علماء النفس على وصف من يتسم بالقسوة والعدوان، ويشعر بالمتعة عند رؤية الآخرين يعانون الألم والعذاب، بأنه شخصية سادية..
الجريدة

 

آراء