*ماذا إذا لم يسقط العسكر في ٣٠ يونيو؟!

 


 

 

الثلاثون من يونيو ليس بالتاريخ المقدس ولكنه تاريخ يحمل القيمة الرمزية عند الثوار حين استطاعوا ان يعيدو فيه روح قوة الثورة وفرض ارادتها من جديد بعد ان غدرت اللجنة الأمنية للنظام البائد بالمعتصمين أمام بوابات القيادة العامة للجيش، حينها ظن العسكر ان السلطة قد دانت لهم بعد فض الاعتصام وإن الثورة قد انتهت وتلاشت، لذلك أسرعت في إعلان التنصل من اي اتفاقيات مسبقة كانت قد ابرمتها مع لجنة ممثلي الثوار المسماة انذاك بقوي االحرية والتغيير، وقامت بمسح كل الجداريات والصور في ميدان الاعتصام من أجل محو اي آثار كانت تعبر او تحكي عنه، كانت هذه الفعلة قمة في الوقاحة والدناءة من جماعة كانت تحمل دوما في نفوسها الحقد والكراهية علي شعب طيب اعزل ومسالم ظل يحلم بالحرية والسلام والعدالة، كان يظن ان جيشه سوف ينحاز اليه ويحميه حين لجأ إليه، لكن هيهات .. للأسف الشديد خاب الظن ووقع الثوار فريسة سهلة تحت يد الغدر والخيانة من الذين كانوا يفترض نصرته علي الفلول الطغاة من الانتهازيين وتجار الدين أعداء الوطن الذين اشاعو الظلم والفساد ..

بعد انتهاء جريمة فض الاعتصام وزوال الصدمة والدهشة التي أصابت المعتصمين استعاد الثوار قوتهم وجمعوا صفوفهم وتوحدوا علي ان يقهروا خيانة العسكر، فكان ذلك الطوفان العظيم الذي صادف يوم الثلاثون من يونيو من العام ٢٠١٩ والذي أعاد للعسكر صوابهم ورشدهم فتراجعو سريعا علي ما اقدموا عليه من خيانة ورضخو بذلة لارادة الشارع وطلبو الجلوس للحوار مع الثوار مرة أخري .. هنا كان الخطأ الكبير الفادح عندما وافقت قوي الحرية والتغيير علي محاورة العسكر مرة اخري والاتفاق معهم علي اقتسام السلطة. للأسف نحن اليوم ندفع ثمن هذا الخطأ الجسيم الذي بسببه جعل العسكر يطمعون علي الاستحواذ بالسلطة كاملة لوحدهم ويرفضون اي طلب لمدنية حكم الدولة ..

الآن وبعد ان وعي الشعب الدرس، لابد من خطوات عملية تتقدم بها هذه المسيرات المليونية الهادرة التي عمت كل مدن واقاليم البلاد .. الاضراب العام والعصيان المدني هما من الأسلحة المجربة وقد آن الأوان لاستخدامهم حتي يسقط هذا النظام الفاشي الذي ظل يقتل الأبرياء دون رحمة او وازع للضمير .. كي تستمرالسلمية وتنجح في بلوغ أهدافها لابد أن يصحبها الإضراب العام والعصيان المدني الشامل، عندها لن يجد العسكر بدآ من تسليم السلطة للشعب وهم صاغرين وخانعين لارادته الجبارة ..

نريد أن يكون حراك ٣٠ يونيو بداية فعلية وعملية متقدمة لتحرير البلاد من قبضة التسلط والديكتاتورية العسكرية .. المسيرات المليونية في المدن والأرياف عليها ان تزحف وتقوم بكنس كل الانتهازيين والفلول الفاسدة أعداء آلوطن، وتطهير البلاد مدينة مدينة، قرية قرية، حارة حارة وشارع شارع لبناء السودان النظيف المعافي الخالي من ضعاف النفوس الفاسدين وحاملي مشاعل الحقد والكراهية .. حراك ٣٠ يونيو يجب أن يكون بداية لجرد الحساب ومحاسبة كل المجرمين الذين تسببوا في دمار البلاد وافقار العباد ولا عفي الله عما سلف .. حراك ٣٠ يونيو لا بد أن يكون بداية لاسترداد ثروات البلد المنهوبة وتفعيل قانون من أين لك هذا؟! .. لا نريد هذه المرة عودة الثوار لبيوتهم قبل سقوط الفلول وطغمة العسكر المستبدة .. الآن توفرت كل فرص النجاح لهذه الثورة العظيمة بعد ذلك النضال الطويل والصبر التراكمي علي وحشية تعامل عسكر الانقلابيين معها .. لذلك لا بد من تتويج تلك السلمية النبيلة بخطوات عملية متقدمة لتحقيق مشروع الحرية والسلام والعدالة التي ينشدها كل الشعب السوداني.
المكون العسكري يدخل الآن في حالة الاحتضار بعد ان فشل الانقلاب، وصار كل همه البحث عن مخرج آمن يجنبه المحاسبة عن تلك الجرائم التي اقترفها في حق البلاد والعباد من قتل وتدمير وعزلة دولية اوصلت البلاد لحافة الانهيار الكامل، لكن هيهات.. ان القصاص آتي وحق دماء الشهداء لن يذهب هدرا ..

الثقة كبيرة في عزيمة وصمود كل جماهير الشعب السوداني الممثلة في كل قوي الثورة الحية من لجان مقاومة واحزاب وطنية ومنظمات مهنية وشعبية بأن النصر قادم وسوف يكون حليفهم وان الطغمة العسكرية الباغية مع الفلول الفاسدة ذاهبة لا محالة الي زوال .. السقوط أصبح واقع مؤكد، وحدوثه هو مسألة وقت ليس إلا..! ولا نامت أعين الجبناء ..

#الشعب اقوي اقوي والردة مستحيلة 💪🏼
# لا تفاوض، لا شراكة ولا شرعية
# عاش نضال الشعب السوداني ✌🏼

د. عبدالله سيدأحمد
abdallasudan@hotmail.com

 

آراء