ماذا بقي لنسكت عليه ؟

 


 

 

 


تعلمنا ان نُبرِز الوجه المشرق لشرطتنا منذ ان تربينا على يديها. كنّا نتحرّك لتلافي الخلل ونُزيل اسبابه لتلافي خروجه للعلن لأن ذلك يتسبب في فقدان الثقه التي يُكِنّها الرأي العام للشرطه ويتسبب في احباط قوات الشرطه وظهورها بمظهرٍ غير لائق في عيون مجتمعها.
لا اتحدّث عن الإنقاذ هنا فقد ذهبت بشرّها ، هذا اذا ذهبت أصلاً ، ولكني اتحدث هنا عن شرطة الثوره هذه الشرطه التي نفتقدها جميعاً كمواطنين.
ادّت ال ( خيانه ) التي رُزِئنا بها ممن ائتمنّاهم على ثورتنا الى بداية النهايه بالنسبه للجانب الأمني ووزارة الداخليه. وامتدّت الخيانه حتى يومنا هذا لكل ما له علاقه بتسيير دولاب الدوله من قمة هرمها الى أخمص قدميها ونحنُ ( نفسنا مفتوحه ) لإعطاء مزيدٍ من الفرص ووزارة الداخليه تحت الإحتلال الإسلاموعسكري. نعم هي تحت احتلال ولا تستطيع ان تتنفس الا بإذن السعادات فغابت حتى الخدمات الامنيه العاديه للشرطه وانفلت الامن.. ونحن الان في مرحلة جرائم ( النهب ) بالسكاكين والسواطير في الشوارع في وضح النهار وليس ليلاً. جرائم السرقات من المنازل والمحال والشوارع . ظهرت المسدسات بأماكن الشيشه او ما يسمى ( بالجنبات ) وسقط ضحايا في ظل الغياب المأساوي لشرطةٍ فاعله تجد قياداتها تأييدا واسعاً من الكثيرين ونحن ننتظر. الى ماذا تخطط القيادات العسكريه وهي تغل يد الشرطه عن اداءِ واجبها الذي حلف قادتها اليمين من اجل إنجازه ولو ادى ذلك الى المجازفة بحياتهم؟ من نلوم؟
هل نلوم القيادات العسكريه ام قيادات الشرطه ام رئيس وزراء يتخلّى عن اوجب واجباته تجاه وطنه ومواطنيه ويُسلِم رأسَهُ (طواعيةً او إكراهاً) لحاضنةٍ عسكريه ما كانت بحسباننا وتستمر ( طبطبته ) المُخِلّه وصمتهِ المُدَمّر لكلِّ ما هو متّسق مع المنطق والعقل؟
وتظلُّ الإتهامات تترى وتفيضُ بها الأسافير حول رجالٍ حول سيادته يقودون معه البلاد نحو كارثةٍ محققه ويكتفي بنفي ذلك عَرَضاً وبلا أدنى إنفعالٍ يوازي حجمَ الجُرم المُتَحدّث عنه. وما زلنا نتداعى الى الصبر الذي سوف يكون عاراً وليس فضيلةً ان نحن اتّبعنا سبيلهُ.
الشرطه أُنشئت من أجل احتواءِ المشاكل القبليه وهي متدربه على ذلك وتملك القدرة عليه.. اليس من العار ان يتدخل الجيش والدعم السريع وتُرَحّل القوات من اصقاع السودان لأجل احتكاك قبلي ؟ ، بجانب الإجرامِ المنفلت في المدن ، في شرق وغرب وشمال وجنوب البلاد؟ اين النخوه الشرطيه التي تمت زراعتها ورعايتها فيكم ؟ اين حب هذه المهنه و عهودنا لشهدائها وقادتها؟ لقد والله أصبحنا ( مسخره ).. يهرب جنودنا الى الدعم السريع بكامل تدريبهم وتعبنا فيهم وفي تأهيلهم باحثين عن الدفع الاعلا قيمةً. وما دام هذا الدعم من أموالنا فلماذا لا نُحَسّن نحن لهم مرتباتهم؟

الساده القاده العسكريين
السيد رئيس الوزراء ومن هم حوله والحواضن
لم ندّخر جهدا في مصادمة جلاوزة الانقاذ ودخول بيوت أشباحها وزنازينها ل ( نُدَلدِل ) رقابنا أمامكم وامام الغلط الذي طفح رأي العين. كنت اقول الّا شأن لقيادات المجلس العسكري بالشرطه وكنت أدعو الاخ رئيس الوزراء ليضع نفسه امام مسؤولياته( وفشلت )في الطلبين. الان انا أدعو قادة الشرطه لإلتقاط القُفاز والبعد عن الشلليات والبُعد عن العسكر ولو كانوا ارباب نعمتكم ظاهرياً. ارباب نعمتكم هم شعب السودان. اجعلوا ولاءكم لهذا الوطن ولترابه قبل ان يأتيكم الطوفان وهو آتيكم لا محاله. سوف تُقتلعون وتُنسون. نعم الجهه التي عينتكم هي عسكر السياده والجهه التي أذعنت او تآمرت ومن ثم تخلت عن مسؤوليتها هي رئيس مجلس الوزراء والجهات التي حبكت هي كل تلك المتنافرات المدنيه أفراداً وكيانات بعد ان لعبت على ذقوننا.
يا قادة الشرطه لا يستطيع شُرطي مُحبَط ان يؤدي واجبه. لقد هزمتم الروح المعنويه لافرادكم ضباطا ورتباً اخرى. هم يريدون القدوه.
القائد الذي يرمي بنفسه أمامهم عندما يحمى الوطيس وسيتبعونه قبل ان يقول اتبعوني..
القائد الخالي من الغرض طيب السمعه نظيف اليد. القائد الذي يُفَعّل وجوده بينهم ويداوي جراحهم ويتم عشاءهم وعشاء اولادهم ويضمن رزقهم الحلال بعيداً عن الرشوه والانحراف. ليكن همكم إعادة زملاءكم للخدمه بلا شروط او سقوفات وايفاء حقوقهم قبل ان تلحقوا بهم وحتى تجدوا لكم مكان بينهم ولا تعيشوا منبوذين فيهم. الامر ليس كتوفاً تلمع ولا يونيفورم ليس بداخله الّا خيالات مآته تستقي تعليماتها من الجهة الخطأ. انتم تعرفون واجباتكم من حاضنتكم كلية الشرطه ورعاية قادتكم حتى اشتدت سواعدكم. طبّقوا ما يليكم تجاه وطنكم ومواطنيكم وزملائكم المعاشيين
وارفعوا رؤوسكم امام مرؤوسيكم بحق فان لهم اذهان تميز الخبيث من الطيب.
انا لله وانا اليه راجعون.

melsayigh@gmail.com

 

آراء