ماذا لو استقال معتز أو لم يستقل؟!

 


 

 

 

*عندما تعتمد وسائل التواصل الاجتماعي في الواتساب والفيس بوك أسلوب الاشاعة والبناء الفوضوي للسياسة ، فقد خلقت الوسائط من كل شخص فاشل وليس لديه فكرة ناضجة في السياسة ، إضافةً البيروقراطيات الحزبية العاطلة عن المواهب وعن إنتاج الحلول في الحكومة أو المعارضة ، وجميعهم قد صاروا أعباء على المواطن فانطبقت عليهم أبيات المتنبي :

كلما أنبت الزمانُ قناةً * ركب المرءُ للقناة سنانا
وأوجزها أهل السودان ( الفش غبينتو ضيع قضيتو ) فأصبحت الوسائط الاجتماعية التي كان من الممكن أن تكون جزءاً من الحل في رتق النسيج الوطني ، والتوحد على برنامج الحد الادنى الوطني المتمثل في حرمة السيادة الوطنية والتكافل وعكس أخلاق السودانيين الريفيين المعزولين عن سالب الحضرية الاستهلاكية ضيقة الأفق من خريجي المدارس المدنية والعسكرية الذين لا يفرقون بين الشراكة والتبعية للأجنبي فحتى مراكز القوى داخل النظام صار لكل منها ( جدادها الاليكتروني) فالقوى التى تعمل بشكل دائم لإفشال رئيس الوزراء من داخل المنظومة فتطلق شائعة حول رئيس الوزراء حيناً وحيناً آخر أن الرئيس على وشك إقالته .
*والبعض من رواد وسائط التواصل الاجتماعي من العاطلين عن المواهب السياسية والتفكير الموضوعي ويعطونك الإحساس وكأن رئيس الوزراء قادم من جزيرة نائية وبعيدة عن فشل السياسات الكلية للدولة والتى ظلت تطالب بالاصلاح منذ عدة سنوات عندما أعلن النائب الاول ورئيس الوزراء السابق الفريق بكري حسن صالح عن برنامج إصلاح الدولة ، فلا أرضاً قطعت ولاظهراً أبقت ، واللافت كأنما هنالك حكومتين ، حكومة سرية تعادي الحكومة العلنية وتهزمها في كل مرفق ، أما عن المعارضة فحدث ولا حرج فهو نفس الاسلوب ونفس الاسباب يحاربون بعضهم البعض كأطراف معارضة ضعيفة وممزقة ومستكينة وهي تسلم أمرها للخارج وهذه الصورة تتجلى في الحشد الأممي من الحضور والشهود غير العدول الذين قرروا الاحتشاد اليوم في فندق كورنثيا صبيحة هذا اليوم الأحد التاسع من ديسمبر لتهيئة المناخ بين الحكومة والحركات المسلحة وبشهادة شهود ممثلين للمجتمع الدولي.
*إن هذا الاجتماع بممثلي المجتمع الدولي يؤكد على أن الفرقاء السودانيين لايملكون القدرة على احترام وقدسية السيادة الوطنية أو حتى إحترام الصراع بينها في التداول السلمي للسلطة ، بينما نقرأ في تاريخ هذا البلد العظيم ، أن ملك الفونج قد قاتل ملك تقلي فكانوا يقتتلون نهاراً ، ويقوم ملك تقلي بإطعام الجيش السناري ليلاً لمدة ثلاثة أيام ، فتدخل أهل الحل والعقد كما أوردها صاحب الطبقات ووضعوا حلاً للأزمة ، فما بال هؤلاء الذين ينتظرون حلولاً من الأجنبي ؟! وكأنه ليس بينهم رجلاً رشيد.. والإمام الصادق المهدي قد زين لنفسه بأن الحركات المسلحة تأتمر بأمره والشاهد أنها قد قبلت حضور ومشاركة ممثلي جميع البلدان الأجنبية ولكنها حرمت الإمام الصادق المهدي وعزله ولم تعطه شرف الحضور التشريفي ، وبرغم هذا الواقع يصر الامام على أن يقول : ( هذا شأن يهم الحركات المسلحة ) ولكم أن تسموا هذا الموقف بالإسم الذي يستحقه ، ولنا أن نتساءل : ماهي القيمة المضافة إن رحل السيد / معتز موسى أو بقي رئيساً للوزراء؟! فإن الذي يجري هو عبارة عن نتائج تراكمية لثلاثين عاماً من الفشل الذريع ، ومن ذا الذي يملك عصا موسى ليقوم بتقويم وتعديل ما تراكم عبر سنوات الانقاذ ؟ من ياترى؟ وسلام ياااااااااوطن.
سلام يا
ضيق الشوارع وأزمة الوقود وزيادة صرف الوقود جراء زحام الطريق، ولازالت وزارة الاستثمار تصدر تصديق العربات الصغيرة.. أهي فوضى لصالح السماسرة والاستهلاك خصما على الإنتاج والإنتاجية.؟! وغرد يا.. وسلام يا..
الجريدة الاحد9/12/2018
////////////////////

 

آراء