ماذا يريد جبريل إبراهيم؟!

 


 

 

مناظير -
* لم يكتفِ الانقلابيون واذنابهم بسفك الدماء واعاقة المسار الديمقراطي وعزل السودان مرة أخرى عن العالم الخارجي واعاقة التعاون مع المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الدولية، ونهب خيرات البلاد وتهريب مواردها وإفقار الشعب وسفك الدماء فقط، بل يسعون كما سعى سادتهم في العهد البائد لتدمير ونهب ما تبقى من المشاريع والبنية التحتية لتجريد البلاد من كل أمل في الاصلاح، وها هي يدهم الآثمة تمتد الآن لتدمير ما بقي من مشروع الجزيرة وتحويله لهيئة تتبع لوزارة المالية حتى يتحكم فيه المتمرد الانقلابي (جبريل ابراهيم ) وعناصر حركته الانقلابية، ويعيثون فيه فسادا ويديرونه لمصلحتهم كما فعلوا في بقية الهيئات والمؤسسات التابعة لوزارة المالية، ولقد كشف محافظ مشروع الجزيرة قبل بضعة ايام عن استلامه لخطاب من وزارة المالية يحتوي على مقترح بتحويل المشروع الى هيئة تابعة لوزارة المالية، وهو نفس المقترح الذي سعى النظام البائد الى تحقيقه للتحكم في المشروع والتخلص منه بالبيع بالتجزئة لاحقاً، وحالت دون ذلك الوقفة الصلبة لمزارعي المشروع وتحالف مزارعي الجزيرة والمناقل، ويسعى جبريل وحركته الآن لتحقيق ما فشل فيه اسلافه، ولقد بدأت المؤامرة بمشكلة تسعير وشراء القمح ثم اهمال الموسم الزراعي الحالي وتهميش الزراعة والمزارعين كمرحلة أولى للسيطرة على المشروع والتخلص منه وتحويل ايرادته لصالح اطراف اتفاق جوبا الهزلي في غياب وضعف وفشل الطغمة الانقلابية العاجزة ووقوعها تحت سيطرة الحركات المسلحة!
* لقد ترك الانجليز السودان بخارطة طريق واضحة للبنية التحتية كضامن لنهضة اقتصادية اجتماعية تحقق دولة الرفاه والاستقرار، وظلت الزراعة ومشروع الجزيرة حتى نهاية الثمانينيات من القرن الماضي عصب الاقتصاد والحياة والنمو في السودان، ثم بدأ الانهيار مع سيطرة تجار الدين على البلاد بقوة السلاح وتسخيرها لمصلحتهم وتحقيق اطماعهم الشخصية، وكانت النتيجة دولة مضمحلة منهارة اقتصادياً ممزقة اجتماعياً يأكل انسانها لحم اخيه حيا وميتاً، وأحيت الثورة الأمل ببعث جديد، ولكن سرعان ما هب الانقلابيون الخونة لإطفائه لاستمرار الحكم الكيزاني البغيض وسيادة النهب والفساد، وكانت الزراعة الضحية الاولى كالعادة فشهدت تهميشاً متعمداً وإفقاراً لأهلها وتدميراً لما تبقى من مشاريعها، يشهد على ذلك حال الموسم الزراعي المطري لهذا العام ٢٠٢٢م الذي يفضح أمرهم وبعدهم عن مقاصد الحكم الرشيد وبناء دولة العدل والرفاه لشعب صار في حيرة من أمره متسائلاً، بأي أجندة أتوا لحكم هذه البلاد، وهم يتعمدون التغافل عن موسم الزراعة المطرية الذي يتكفل باطعام 70 % من أهل السودان وحمايتهم من المجاعات !
* لقد ظل الانقلابيون من أعلى الهرم حتى أدناه، يتجاهلون صيحات المزارعين منذ بداية العام بتوفير مدخلات الانتاج كالتقاوي والوقود للموسم المطري الحالي ( ولا نتحدث عن التمويل الزراعي لصغار ومتوسطي المزارعين لأن ذلك أصبح أمراً بعيد المنال) ــ كما يقول المهندس الزراعي (ابوسارة بابكر حسن صالح) ــ مضيفاً: "إنني موجود بمدينة الابيض وهي أكبر سوق للمحاصيل النقدية، واشهد بانعدام كل مقومات الزراعة المطرية حيث لا توجد نقطة جازولين واحدة حتى في السوق الاسود، وهنالك شح واضح في التقاوي والاسمدة والمبيدات وكل المقومات الأخرى، وهي ظاهرة غريبة جدا لم تشهدها الابيض من قبل في أحلك المواسم، ويبدو جليا أنها مؤامرة واضحة القصد منها اغراق الناس أكثر في الفقر للانشغال بأنفسهم!
* ان ما يحدث مؤامرة كبرى على الزراعة، بل انها تستهدف الانسان السوداني والسودان كوجود، وللاسف الشديد بواسطة حكامه الذين لا يهمهم سوى سلطتهم ورفاهيتهم وقتل الأبرياء.
* لقد احتسب شعبنا النفط و الذهب، وهاهو في طريقه لاحتساب الزراعة وما بقي من سبل العيش في بلادنا المكلومة !
* كان ذلك بعض ما قاله المهندس أبو سارة، وها هي المؤامرة تمتد الى الزراعة المروية ومشروع الجزيرة ووضعه تحت سيطرة وادارة (جبريل) وحركته التي تسيطر على كامل وزارة المالية، ليتصرفوا فيه ويعيثوا فيه فسادا كما يحلو لهم، بينما الطغمة الانقلابية مشغولة في قتل المواطنين وحياكة المؤامرات للبقاء في السلطة !
الجريدة

 

آراء