ماذا يفيدك ياعثمان مرغني لو كسبت الإنتخابات وخسرت نفسك ؟ …. بقلم: د. زاهد زيد
21 April, 2010
اقرأ هذه الأيام مقالات الصحفي عثمان مرغني الذي (يناضل) للدخول للسياسة من باب الصحافة ,وأعجب (للحرقة) التي يكتب بها عن أخطاء المفوضية في دائرتـ(هـ ) وعن الذين لا يعرفهم وتبرعوا لـ(هـ ) بسياراتهم والذين حاولوا أن يدعمو(هـ ) ماليا مع فقرهم الظاهر ولكننا (شعب عظيم ) وعن الذين غدروا به ودفعو(هـ) للانسحاب ثم اورثو(هـ ) المرارة العميقة بعودتهم عن الانسحاب الى ان اعادت إليه المفوضية الأمل بقرارها (النبيل ) بإعادة الإنتخابات في دائرته .
لعل الأستاذ عثمان تنفس الآن الصعداء واراحته المفوضية ولو جزئيا بقرار الإعادة وكفته مؤنة ما أحسه من مرارة عميقة بسبب ما توهمه من غدر وخيانة لما اتفق عليه هو وأصحابه الغداريين ولعله الآن يجلس مطمئنا وسط من أسماهم بأعضاء حملته الانتخابية يعيد ترتيب أوراقه وينظم حملته ويحلم بالفوز و(التوهط) على كرسي النيابة .
لابد لنا أولا ان نهنئ الأستاذ عثمان على هذا النضال والمجاهدة من أجل ذلك الكرسي لا لشيئ سوى خدمة مواطنيـ(هـ ) ونقول له هون عليك فقد أحسستُ بالدم الذي كان يغلي في عروقك وأنت ترى المخالفات والتجاوزات والطعن من الخلف وخفتُ عليك من أن تخرج من هذه الإنتخابات صفر اليدين الا من السكري والضغط والشلل (حماك الله) ,أو لم تسمع بمرشح الوطني الذي انتقل إلى خالقه أثناء حملته الإنتخابية فأراح واستراح تاركا الجمل بما حمل للمفوضية التي لم تتأخر عن قرار الإعادة أيضا. ولم اسمع بمن تَذكَره من أعضاء حملته لأنهم انشغلوا بمرشحهم الجديد فلتحمد الله على سلامة البدن واستعد للجولة القادمة.
لم ادر حقيقة عن أي انتخابات يتحدث وبهذه الحرقة والحمية هل يتحدث عن الإنتخابات في الدائرة (12) الثورة الشرقية (أم درمان). أم عن انتخابات في مقاطعة في بريطانيا أو فرنسا . وشعرت بالأسف عليه وعلينا جميعا للوهم الذي تنزل على الكثيرين وانا أقرأ عباراته التي توهمك بوجود انتخابات حقيقة في بلد عريق في ديمقراطيته أصيل في مؤسساته الإنتخابية فنقرأ (قررتْ المفوَّضيّة القومية للانتخابات في السودان إعادة العملية الانتخابية في بعض الدوائر القومية والولائية.. (33) دائرة في مجملها.. منها (6) دوائر في ولاية الخرطوم.. من بينها الدائرة (12) الثورة الشرقية (أم درمان( ودعنا نصدق هذا ونمرره لنجد عبارة تصك أذنك صكا وتستعجب لها فيقول( إنّ عدة مئات من الناخبين أدلوا بأصواتهم على البطاقات الخطأ.. افترضتُ أنّ الأمر محدود في دائرتي وأنّ شكوى بسيطة للمفوضيّة تكفي لتصحيح الأمر بإعلان إعادة الانتخابات في الدائرة) أنا حقيقة لا أشك في هذا الوقائع ولكني متعجب ومندهش للحماسة التي تجعل انسانا عاقلا مثل الأستاذ عثمان لا يدرك من بعض الأمور بديهياتها .
والأعجب من كل ذلك ان يصور لنا الأخ عثمان انه السناتور عثمان المرشح المستقل في دائرة كذا فيقول ويروي وقائع تحكي عن تحركات سناتور سودني أصيل في العملية الانتخابية فيقول عندما كنتُ في جولة في مراكز الاقتراع في الدائرة (12) ثم ماذا يا سناتور (رجعتُ إلى أعضاء حملتي الانتخابية وأعلمتهم بالقرار) ويواصل كلامه احتجوا بشدة.. قلتُ لهم (سبق السيف العزل).. هذا قرار اتفقنا عليه. ويستمر قائلا لم أُصدِّق في البداية استعصى عليَّ أنْ أفهم .
حقيقة أنك لم تفهم ليس فقط واقعة أصدقائك الذين غدروا بك بل لم تفهم انك تتكلم وقد صدقتَ ما توهمتَ فأين هي الديمقراطية حتى تتكلم عن مفوضية وانتخابات وتجاوزات وأوهام النيابة وأعضاء حملتك الانتخابية وطعنة في الخلف وخيانة هؤلاء المتصفحين في الزمن الردئ.
هل أنت مقتنع بما تقول وتريد ان تقنع الناس بما تقول أم أنك تظن اننا من بلد الواغ واغ وعلى رؤوسنا الطير.
المفروض فيك وانت الصحفي قبل ان تصيبك حمى الانتخابات ان تكون متقدما في فكرك ورؤيتك على بقية الناس فبأبسط المقاييس وأقل الجهود إن كان عليك أن تدخل هذه المعمعة فعليك ان تدخلها كأي مواطن يقدم نفسه لتمثيل الناس في دائرته هذا اذا صدقنا انها انتخابات ونزيهة , وكونك غضضت الطرف عن كل هذا ولم يرفع ضغط دمك الا تلك التجاوزات الاجرائية فذلك يدعو للنظر لانه يعني قبولك بكل هذه المهزلة ولو تمت الناقصة وفزت غدا فما الذي سيكسبه البلد من السناتورعثمان أكثرمما كان سيكسبه من كونه صحفيا حرا يكتب بضمير الامة؟
ثم ما الفرق بينك وبين من يستغل موارد الدولة لصالح حملته الانتخابية ؟ وانت تستغل صفتك الصحفية وكتاباتك لتوظفها في حملتك الانتخابية ؟ وماالذي يهم كافة الناس من متابعة معركتك وتشغلهم بموضوع لا يخص الا مواطني دائرتك فقط؟ فما تظن ان البلد سيخسره اذا انسحبتَ او بقيتَ أو أعادوا الانتخابات او لم يعيدوها؟او حتى لا سمح الله لحقت بصاحبك ذاك في السموات العلى.
لقد شغلتنا وشغلت الناس من غير طائل فلا نحن نرجو من فوزك خيراو لن نخسر من فشلك شيئا . وكما ختمت مقالك أسألك سناتور عثمان ماذا ستكسب إذا فزت في الانتخابات وخسرت نفسك ؟
المصيبة ان نبني من الوهم قصورا ونحلق بجاحين من الأحلام في خيالات لا يطالها حتى اصحاب الكيف والمصيبة الأكبر أن نعتقد ان الآخرين يعيشون معنا في في نفس الوهم ولا نحس بنظرات الناس ونعتقد اننا في الوهم سواء.
Zahd Zaid [zahdzaid@yahoo.com]