مالالا يوسفزاي فخر المرأة وعزتها .. بقلم : بدرالدين حسن علي
في ذات يوم من الأيام سألتني كريمتي : متى يا بابا نحصل على حقوقنا ؟ قلت لها : " في المشمش ! " وكنت أعني ما أقول، لم أكن أقصد إحباطها فأنا أعتز وأفتخر بها .ولكن حقوق المرأة ضائعة سواء في بلدي أو في العالم أجمع .
طبعا حضرت عددا من الندوات وغيرها ، وقرأت بعض الكتب ، وشاهدت بعض الأفلام السينمائية عن أوضاع المرأة ، وخرجت منها بنتيجة واحدة إنها مزرية .
نسماء " بالهبل " لمعن في بلدي وفي العالم العربي والعالم أجمع ، رائداتٌ أنجزن كلٌّ في مجالها، نساء فاعلات أثّرن في مجتمعاتهنّ على كافة الأصعدة الإنسانية منها والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وكنّ الأكثر نجاحاً، في مقدمتهن تلك المرأة الرائعة فاطمة أحمد إبراهيم وقائمة طويلة من أروع النساء في جميع القارات .
في " اليمن السعيد ! " وبعد معارك طاحنة سقط فيها عدد كبير من الضحايا معظمهم أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في رحيل نظام على عبدالله صالح وما تمخض عنه الوضع الحالي في اليمن ، وخاصة الضحايا من النساء ، كان " الخبر السعيد ؟ " أن تصبح توكل كرمان أول إمرأة عربية تفوز بجائزة نوبل للسلام .
في مقابل ذلك وفي أول بلد عربي إنطلقت منه ما يعرف بثورات الربيع العربي ، وأعني تونس ، تم تقلد الرجال المناصب الوزارية القيادية ، وتراجع دور المرأة التونسية ، ولو سئل " البوعزيزي " لماذا أحرقت نفسك ؟ لقال : من أجل الظلم والقهر الواقع على نساء بلدي .
وفي مصر ثاني بلد عربي في منظومة ثورات الربيع العربي تقلد ألأخوان المسلمون الحكم والسلطة ، ولكن تم عزل المرأة المصرية عن منجزات ثورة 25 يناير ، إذ شغلت المرأة 12 مقعدا فقط من مجموع 508 مقعد في مجلس الشعب !!وهطذا الحال اليوم مع المرأة المصرية في عهد عبدالفتاح السيسي
وفي ليبيا حيث سقط القذافي مقتولا بعنف شديد وسقوط
عشرات آلاف الليبيين ، وفي أول إنتخابات ديموقراطية لإنتخاب المجلس المحلي لمدينة مصراته العظيمة التي قضيت فيها أجمل أيام حياتي كانت النتيجة : ثمانية وعشرون رجلا وصفر للنساء .
نتائج الأحداث في سوريا لم تظهر بعد ، ولكن من الواضح أن مزيدا من الإنتكاسات ستصيب المرأة السورية في مقبل الأيام ..والأخبار التي تكشف عنها وكالات الأنباء تعكس وضعا مأساويا للمرأة في سوريا .
وفي السودان التي لم تهزها ثورات الربيع العربي جلدت إمرأة على مرأى ومسمع الجميع ، وشنقت أخرى ، وقمعت بعنف ظاهرة " لا لقمع النساء " ، وواجهت الناشطات السياسيات ليس في السودان فحسب بل في جميع البلدان العربية وليس فقط من قبل قوات الأمن ، وإنما من قبل رجال يعارضون وجودهن في الحياة اليومية ، والشواهد على ذلك كثيرة جدا ، حتى أصبح المعادل الموضوعي المأساوي لإعتلاء السلطة والقيادة المزيد من تقليص حقوق المرأة .
الغريب في الأمر أن كل الخطوات التي أنجزت في مجال توسيع الديموقراطية والتي من المفترض أن تؤدي إلى توسيع حقوق المرأة أدت إلى العكس
تماما !!
هكذا وباختصار شديد الآفات الثلاث التي عانت منها البلدان العربية عبر سنين طويلة من النضال والكفاح وهي : المعرفة ، الحرية وتمكين المرأة ذهبت أدراج الرياح .
في السعودية " ويا للهول "ممنوع أن تقود المرأة سيارة ، وقد أثبتت المرأة أنها يمكن أن تقود طائرة !!!
ويبقى السؤال المهم : هل حقيقة أن حقوق المرأة قضية متعلقة بقيم المجتمع الغربي فقط ؟
أيضا الغريب في الأمر وفي كثير من البلدان العربية والإسلامية نجد دعوات تتفق تماما مع تعاليم الإسلام نحو المرأة ، ولكن الناتج صفر على الشمال .
أنظروا فقط لحالة المرأة عند مناقشة الدساتير في الوطن العربي ، النتيجة عزل تام للمرأة ، لأن الفهم السائد هو : المرأة ناقصة عقل ودين !
في جميع ثورات الربيع العربي ناضلت المرأة بشجاعة مع الرجل من أجل التغيير نحو الأفضل من أجل تحقيق العدالة الإجتماعية والكرامة والشفافية وعدم الإقصاء ،
ولكن ... ما أقساها من كلمة : لكن !!!
مالالا يوسفزاي الناشطة الباكستانية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام 2014ـ لعملها لتعزيز حقوق الفتيات، تستعد لدخول قاعة البرلمان الكندي في العاصمة الكندية اوتاوا ، حيث من المقرر أن تتسلم جنسيتها الفخرية الكندية والتي منحت لها في 22 اوكتوبر 2014 . وقد تم في السابق وضع خطة لتكريمها في حفل كان من المفترض اين يتم في تورنتو يوم 22 اكتوبر 2014 ولكن الغي بعد قيام مسلح بالدخول الى مبنى البرلمان الكندي واطلاق
النار مما ادى الى مقتل الجندي ” ناثان سيريلو” وذلك خلال الاحتفال في يوم الذكرى القومي . ومالالا هي سادس شخص يحصل على الجنسية الكندية الفخرية، كما اعلن عن ذلك رئيس الوزراء السابق ستيفن هاربر ذلك لشجاعة يوسفزاي و نضالها من أجل حقوق النساء والفتيات وخاصة حقهم في التعليم والذهاب الى المدارس. .وها هو جاستن ترودو رئيس الوزراء الكندي يكرم مالالا ويمنحها الجنسية الكندية الفخرية والنساء السودانيات يضطهدن ويجلدن ويعتقلن ويعذبن ويقتلن ، فلماذا لا نكرم إمرأة مثل فاطمة أحمد إبراهيم!!!!!
badrali861@gmail.com