ماهى جدوى مراقبة انتخابات حسمت سلفا؟

 


 

 

 royalprince33@yahoo.com

اطلعت على خبر مضحك نشر صباح الأمس على أحدى الصحف المصريه جاء فيه :

" دعت منظمة هيومن رايتس ووتش – أمس – الأحد – السلطات السودانيه الى وضع حد للأعتقالات التعفسيه، وطلبت من المجتمع الدولى نشر مراقبين بشكل عاجل فى السودان للتحقق من تنظيم انتخابات حرة وذات مصداقيه فى هذا البلد".

ولا أدرى ما هى  جدوى نشر اؤلئك المراقبين بعد فوات الأوان وبعد أن حسمت نتيجة هذه الأنتخابات سلفا وطوى ملفها؟

وهل هناك جدوى من حراسة مال مسروق من أجل ان يأتى سارقه فى نهاية المطاف لكى يأخذه امام اعين من راقبوه وحرسوه، دون ان يهتموا برد ذلك المال المسروق لصاحبه الحقيقى؟

فى كثير من الأحيان استعجب لدور هذه المنظمات الدوليه التى لا اشك فى اهدافها النبيله، لكنها تفتقذ للحس الذى يجعلها تقوم الأمور على نحو جيد يمنع شرور الأنظمه الديكتاتوريه من ان تستغل (مظاهر) الديمقراطيه للحصول على شرعيه مزيفه للأستمرار فى الحكم.

فهذه الأنتخابات تم تزوير نتيجتها منذ مرحلة التسجيل وطوى ملفها، واذا راجعت سيرة  مفوضيه الأنتخابات  تجد أغلب كوادرها من الذين ساندوا الأنظمه الديكتاتوريه الشموليه وكانوا اعوانا للنميرى الذى اعدم المفكرين وشرع لأقبح قوانين استبداديه فى تاريخ البشريه وهى المعروفه بقوانين سبتمر التى أذلت النساء والرجال وقطعت ايادى وأرجل المحتاجين من خلاف.

 ولقد كتبت فى أكثر من مرة ان مراكز التسجيل لم  يعلن عن مواقعها على قدر واضح وكاف ولذلك لم تتح  فرصة التسجيل لكافة السودانيين بل كانت مثل (العزومه) التى يختص بها الأقارب والأهل من الدرحة الأولى، وغالبية الذين سجلوا اسماءهم فى خارج السودان  اما  كانوا من ينتمون للمؤتمر الوطنى بصورة حقيقيه أو هم من المنتفعين، ومن بينهم حملة بطاقات لاجئين وفى ذات الوقت يحتفظون بجوازات سفرهم السودانيه !

وهنا اشعر بأن البعض يخدعون موظفى الأمم المتحده ولذلك تجب مراجعة كشوفات اللاجئين بصورة جاده وعمليه.

فهل يعقل ان يحصل شخص على بطاقة لجوء  بعد أن يقدم قضيه ضد النظام الحاكم فى بلده ويدعى بأنه عذب وشرد وفصل من الخدمه وتعرضت حياته للخطر وفى ذات الوقت تجده  متمتعا بجواز سفر سودانى ومسجل اسمه من ضمن الناخبين بل تجده من بين المدافعين عن الأنقاذ ومؤتمرها الوطنى بل تجده من المحظيين فى السفارات السودانيه؟

اذا كانت هذه المنظمات الدوليه جاده فى حل مشكلة السودان وتعمل من اجل وحدته واستقراره وقبل كل ذلك حل مشكلة دارفور وعودة النازحين واللاجئين والمشردين، فعليها ان تعلن بطلان هذه العمليه الأنتخابيه منذ بدايتها لأنها (مزوره) وغير شفافه منذ مرحلة التسجيل.

وعليها ان تطالب باعادة عملية التسجيل والتعداد السكانى ومراقبتهما مراقبة جيده، وعليها ان تطالب بتشكيل مفوضيه جديده للأنتخابات منفكه من هيمنة النظام الحاكم فى السودان، وهذا لا يتأتى الا بالأستعانه بشخصيات سودانيه من الخارج تؤمن بالديمقراطيه وغير محتاجه للمؤتمر الوطنى الذى يضغط على كافة السودانيين للرضوخ والأستسلام لطلباته وللعمل من أجل فوزه فى الأنتخابات ويمكن فى هذا الجانب الرجوع للأطباء السودانيين الشرفاء المبعوثين لدراسات عليا فى مصر ولا يقل عددهم عن 150 طبيبا، وكيف يتعامل معهم النظام ومع حقوقهم من أجل (لوى) اياديهم للتصويت لصالح المؤتمر الوطنى!

وعلى كافة الجهات  ان تضغط على نظام الخرطوم باعادة حق المغتربين والمهاجرين واللاجئين السودانيين وهم يمثلون ربع أهل السودان فى التسجيل والتصويت فى كافة الأنتخابات الرئاسيه والبرلمانيه وان تحدد لهم (كوتة) من المقاعد النيابيه التى تؤخذ بالقوائم النسبيه فهم الذين يدفعون الضرائب المفروضه عليهم من قبل الدوله ومنذ عشرات السنين، اضافة الى ذلك فهم الذين يساهمون فى تحسين وضع اسرهم واهلهم وجيرانهم وفى توفير الغذاء والكساء وفى الصحه والتعليم دون من، وهم يساهمون حتى فى تجميل المدن وتحديثها، وهم اكثر الفئات السودانيه التى عانت من هذا النظام وتسعى لتغييره  ديمقراطيا حتى تعود معززه ومكرمه الى وطنها الذى يحكمه الاسلام السياسى والدوله الدينيه التى تهتم بما ترتديه النساء أكثر من اهتمامها بالجوعى والمرضى والمشردين العراة الذين يسكنون الفيافى والخلاء !

ان قضية التحول الديمقراطى فى السودان والعمل على تغيير هذا النظام الفاشل بالوسائل السلميه ليس مسوؤلية السودانيين وحدهم، وانما هو مسوؤلية الضمير العالمى كله.

ان شكوى اهل دارفور وصوت انينهم عار على جميع الأنظمه العربيه التى تدعم نظام الأنقاذ وتعمل على بقائه فى السلطه.

ونحن نعلم أن السياسة تبنى على المصالح ولذلك فأن كل من يدعم نظام الأنقاذ هو مستفيد منه بصورة مباشرة أو غير مباشره، لكن هل تقوم العلاقه بين الأخوان والأشقاء على المصالح؟

أن التاريخ لن يرحم ولن يغفر ومن يظن ان نظام الأنقاذ يحافظ على امن السودان  واستقراره وفيه شكل من اشكال الدوله، واهم فالذى يحافظ على أمن السودان رغم الظلم الماثل للعيان والذى لا يحتاج الى دليل هو وعى هذا الشعب العظيم وتربيته الصوفيه المتسامحه (مسلمين ومسيحيين) والتى عمل نظام الأتقاذ ومنذ أن جاء للسلطه على تقويضها بفرض مشروعه الجهادى (الأسلاموى) الأقصائى الذى يعتمد على افشاء ثقافة الكراهية، ولا يعترف منظروه بالفشل حتى لو عد السودان ضمن افشل دول العالم.

اننا نخشى اذا استمر هذا النظام فى الحكم ان يفقد هذا الشعب الطيب صبره وحلمه فيتفشى العنف والدمار وينسحب ذلك على أمن واستقرار دول الجوار بل يصبح السلام العالمى كله مهددا، فالسودان جسر يربط بين العالمين العربى والأفريقى وهذه المنطقه هى مكمن الثروات على جميع اشكالها.

ان كافة الجهات اذا كانت جاده فعليها ان تضغط وتدعو لأعلام محائد فى السودان ولتشكيل حكومه قوميه فورا من أجل انقاذ السودان من (الأنقاذ) ومن أجل التحضير لأنتخابات حرة وديمقراطيه ونزيهه وشفافه .. مرة أخرى ما هى الجدوى من مراقبة انتخابات حسمت من قبل ومنذ مرحلة التسجيل سوى ان تمنح نظاما فاقدا للشرعيه، تلك الشرعية التى يلهث خلفها باى ثمن؟

آخر كلام:-

ابيات من قصيدتى (للوطن)

سيدتى ..

يا ذات الثوب الأخضر

يا اكرم من ماء البحر ومن ضوء القمر

ومن نخل رميناه بحجر، فاعطانا الثمر

بحبك سيدتى ..

أرفع رأسى

أعيش اليوم وبعض الأمس

أمشى زهوا ، مرحا اتبختر

اطا جبل العز كصقر عربى اسمر

أحلق فوق الياس

الآمس قرص الشمس

واشعر..

أنى ملك الدنيا وأعظم من اشعر

 

آراء