ما الذي يحاك ضد الثورة؟!! المخابرات المصرية والتآمر على الثورة

 


 

مجاهد بشرى
24 November, 2022

 

■ سبتمبر 2020م المخابرات المصرية تعلن عن رعايتها لإتفاق سياسي بين حركة تحرير السودان بقيادة مناوي و الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بقيادة مناوي .

■ ديسمبر 2020م القيادية بالحزب الاتحادي الاصل شذى عثمان عمر الشريف، تعلن اتفاق حزبها مع مناوي على تكوين لجنة مشتركة تعمل للتنسيق والتعاون بالإضافة للعمل المشترك لإنجاح الفترة الانتقالية وانفاذ اتفاق جوبا.

■ مايو 2021م مناوي و الميرغني يوقعان على اتفاق تنسيق سياسي و الدفع بإستكمال مستحقات اتفاق السلام .

■ مارس 2022م البرهان يزور الميرغني بأمر من المخابرات المصرية .

● هذه كلها كانت خطوات خلف ستار الدخان , الدخان الذي يغطي على كل شيء , و في داخله تدور معركة طاحنة بين المعسكر المناهض للإنقلاب و الداعم للتحول الديمقراطي , و بين المعسكر الداعم للإنقلاب و الساعي للإبقاء على الحكم الشمولي العسكري في السودان , مع تقاطعات في المصالح , و عملية تقليم اظافر دقيقة جدا نشرحها بالتفاصيل لتفهم كل شيء .

● إن اكثر ما يرعب مصر هو ان يكون هنالك تحول مدني ديمقراطي في السودان , و السبب لا علاقة له سوى بالمصالح , فإنتصار الثورة يعني ذهاب العسكر , و تحرر السودان و انطلاقه سياسيا و اقتصاديا بصورة تهدد وجود نظام العسكر في الجارة مصر , و قد يدفع بعودة الثورة إلى شوارعها من جديد, و الأخطر ان ذهاب العسكر سيعني فقدان القاهرة لحليف لها في حرب المياه او الحرب ضد الارهاب , لذا دعمت الانقلاب و خططت له, بل و أوفدت بفريق مخابراتي خاص يعين البرهان في معركة العقول على أرض السياسة , لتضمن بقاؤه في السلطة مهما كلّف الأمر و تحييد كل مهدد في طريقه مثل نائبه زعيم مرتزقة الجنجويد دقلو الذي اشتد الخلاف بينه و بين البرهان .

● انقلاب الـ25 من اكتوبر الفاشل كشف للقاهرة و كل الانقلابيين أن الأمور في السودان لم تعد كالسابق , و أن من قاموا به كل له هدف خفي يريد الوصول إليه عبره, لكن وعي المقاومة وقوى الثورة في السودان و صمودها افشل كل المخططات , بل زرع الشقاق وسط مكونات الانقلاب , و وضعها في ركن الضغوطات الشعبية و الخارجية مما يعني ان بعضها سيرتد عن الانقلاب و الهرولة نحو الشارع و القوى السياسية "ليس ايمانا منه بالثورة و اهدافها بالطبع " و لكن من أجل ايجاد مخرج له من ورطة الانقلاب, وحماية نفسه من مخططات وضعت للقضاء عليه .

● قوى الثورة و منها قوى الحرية و التغيير ضحية الانقلاب تعلم تماما أن البرهان او دقلو لن يسلّما السلطة التي تحميهما من المحاسبة , بل سيعملان جاهدين على شق صف قوى الثورة و مواصلة القمع و القتل و الاعتقال من اجل اجبار قوى الثورة على القبول بتسوية سياسية تبقي الأمور على ماهو عليه , و الحل هو ان تقوم الحرية و التغيير بعملية سياسية تضمن بها خروج العسكر من السلطة و استعادة النظام الديمقراطي ,و تحصين عملية الانتقال الشاقة و المليئة بالتحديات و المحفوفة بالمخاطر .

● و بصورة تكتيكية ثابتة و ممرحلة ظلت الحرية و التغيير ترفض الجلوس مع الانقلابيين و وكلائهم و ترفض حتى الوساطة الثلاثية في البداية , حتى تكسب المزيد من الوقت و تستميل بعض المحاور الداعمة للانقلاب و تفكيك معسكره , و خلق زخم خلف عملية سياسية متزنة لا تفرط في اهداف الثورة , و امام ثباتها و تصاعد الحراك و ازدياد الضغوط على الانقلاب, بدأت الخطة تؤتي ثمارها , فهرول القاتل دقلو للترحيب بالعملية السياسية و همه كله ايجاد مخرج لنفسه و اضعاف غريمه قائد الانقلاب, مما دفع البرهان بالقبول بالأمر نفسه كسبا للوقت , في انتظار تنفيذ خطة المخابرات المصرية ..

● لا احد يمكنه ان يصف المخابرات المصرية بالغباء في وضع الخطط الهادفة لإطالة امد اي حكم عسكري شمولي من واقع خبرتها الطويلة في الأمر, و لكن يفوت عليها دائما فهم طبيعة الشعب السوداني و الحالة المزاجية المستعصية على الفهم لغير السودانيين , خطة المخابرات المصرية هي سحب كل داعمي دقلو من حركات و إدارات اهلية تحت حزب كبير مثل الاتحادي الاصل و نقل ميدان المعركة بحيث تصبح المواجهة بين الحرية و التغيير و الاتحادي الاصل الذي اصبح من ضمن مكوناته الحركات المسلحة و المجلس العسكري و الكيزان و الادارات الاهلية في خطوة واضحة لسرقة الثورة ثم القضاء عليها ,و أن يكون الصراع بين زعيم الجنجويد دقلو و قائد الانقلاب البرهان لحسم هذا الصراع الذي ستكون عواقبه وخيمة.

● المخابرات المصرية تريد ان تقضي على اي خطوات ايجابية للحرية و التغيير التي ستقود عمليتها السياسية إلى انتصار الثورة و تغيير موازين المعادلة السياسية بإضافة اقوى مكون يمكنه تغيير كل الموازيين وهو لجان المقاومة "هذا في حال تم الوصول إلى وحدة قوى الثورة " و لو على نفس المستوى التنسيقي بين مناوي و الاتحادي الاصل , وهو هدف لا اعتقد انه بعيد لولا خوف بعض لجان المقاومة و تنسيقياتها من التخوين الذي تقود تياراته جهات و شخصيات معينة , فهم يدركون جدية و خطورة القتال بصورة منفردة في وسط هذه المعركة , خاصة في وجود تحالف بين كل اعداء الثورة ليس ضد الحرية و التغيير, بل ضد لجان المقاومة نفسها, لجان المقاومة التي تتلقى الضربات منفردة , حيث تواجه مواكبها القمع الوحشي و القنص الممنهج و الاعتقالات الجماعية بينما تسير مواكب الكيزان بحماية الامن و يتراقص في وسطها رجال الشرطة , يتم شيطنة اجسام الثورة مثل غاضبون و ملوك الاشتباك لشرعنة قتلهم و اعتقالهم بينما يسير مثل علي كرتي حرا طليقا و يعيد قضاء الكيزان كل من اقالتهم لجنة ازالة التمكين و الكثير من الشواهد لا حصر لها, و التي تدل على ان الهدف الأسمى و الأهم هو القضاء على رمز الثورة و الوعي المتمثل في لجان المقاومة , و تحويل السودان إلى سجن كبير و إعادته إلى عهد النظام البائد مع مضاعفة السوء الامني و تقييد الحريات كما يحدث في مصر حاليا .

● هذه الخطوات المتسارعة لأعداء الثورة لا يمكن قطع الطريق عليها دون ان تجلس كافة اطراف قوى الثورة بجميع مسمياتها و دون أي شروط مسبقة للحوار مع بعضها البعض , و وضع الأولوية لهزيمة الانقلاب , و تفكيكه , و العمل على وحدة الثورة بشجاعة لا تقل عن الشجاعة في مواجهة بنادق الانقلاب بصدر مكشوف , و أن تدرك لجان المقاومة بأنها الضامن الاساسي لأي ديمقراطية قادمة , وأن وجودها ضمن اي عملية سياسية يعني تحصين تلك العملية من غدر العسكر و وكلائهم الانقلابيين , و ان لجان المقاومة هي الشعب و مستقبله , بينما مكونات الانقلاب مثل الحركات المسلحة هي اجسام لا يمكنها العيش الا في جسم انقلابي يضمن لها السلطة و المال , و انها لا تملك اي سند شعبي خاصة بعد فشلها في تنفيذ الاتفاق رغم وجودها في السلطة لعامين, و انفرادها بالسلطة لعام كامل, مما يعني ان السلام ليس هدفها, اما الحظب الاتحادي الذي جهر بأنه في مركب الرئيس المخلوع في نفس اللحظة التي سقط فيها الشهيد صالح عبد الوهاب و الشهيد محمد مصطفى خوجلي و الشهيد حذيفة محمد عثمان, هو حزب تقوده المخابرات المصرية لإعادة مجد قد زال , بينما يعاني انشقاقات في وسطه , و الإدارات الاهلية توالي من يدفع لها , ما يعني ان هؤلاء جمعا لكن قلوبهم شتى , و ان خلافاتهم اكبر مما يجمعهم, و ان قوى الثورة تجمعها الحرية و السلام و العدالة , و ايقاف هذه الدائرة الشريرة المعينة على الانقلابات.

● سواء كنت جذريا ام لم تكن , إقرأ حديثي هذا و تذكر ان الفرق بأن نتحول لدولة عظيمة ترجمتها في مواثيقك الثورية , وبين ان نظل دولة يحكمها العسكر و يأتمر فيها الناس بأمر الجنجويد و الإدارات الاهلية المدفوعة الثمن هو موقفك اليوم من التوحد ضدها , و أن التاريخ لا يرحم , فالمعيق للثورة كالخائن لها و لتضحيات ابنائها..
فكيف تنتظر ان يخرج إليك من يختبي ما وراء ستار الدُخّان..
و أنت سيد الشارع ؟

#وحدةقوىالثورة
/////////////////////
///////////////////

 

آراء