ما بعد الكارثة
هلال زاهر الساداتي
28 August, 2013
28 August, 2013
اجتاح الغضب الناس ، وعصر الألم قلوبهم مما حاق بهم جرآء الأمطار والسيول ، وكتب الكتاب ناقدين ومستهجنين ومستنكرين عدا القلة من ناس الأنقاذ والمؤتمر الوطنى من الاخوان المسلمبن الذين كانت لهم اليد الفاعلة فيما وصل الناس اليه من كوارث وذل ومسغبة ، وهم بالفعل يقتلون القتيل ويمشون فى جنازته مرتدين لبوس الحزن والأسى على فقده ، فقد قدت قلوبهم من صخر ، وخلت ضمآئرهم من الشفقة والرحمة ، واعماهم الفساد الذى صار معبودا" لهم ولآغبا" المثل والقيم والاخلاق . وفى غياب هذه الصفات الانسانية السامية امتدت اياديهم الملوثة بدمآء الأبريآء الى مواد الاغاثة التى ارسلتها الدول الصديقة والاصدقآء من قطر والسعودية ومصر والمغرب ، فكانوا كالذى جآء الناس لدفن جثمان ابيه الميت فدس منهم ادوات الحفر ، ( جو يدفنو ابوه قام دس منهم المحافير ) ، وكذلك باع المسئولون عن استلام وتوزيع مواد الاغاثة الى التجار امثالهم من الفاسدين وعديمى الضمائر ، بينما ضحايا الامطار والسيول من المواطنين فقدوا كل شيئ قليل يمتلكونه من حطام الدنيا مشردبن ويعانون من الجوع والبلل والعطش أو يشربون من المآء الملوث المتخلف من ميآه الامطار ، ويفترشون الارض ويتغطون بالسمآء ،
هذه الافعال الشآنئة وقبل ان تكون جرائم ضد الانسانية هى جرآئم يعاقب عليها قانون العقوبات السودانى مثل السرقة واستلام المال المسروق وخيانة الامانة مما يعرفه رجال القانون اكثر منى . وقد اعترف المسئولون فى اعلا مستوياتهم بالقصور والفساد وذلك فى مؤتمرات صحفية علنية ، فقد قال والى الخرطوم عبدالرحمن الخضر بان تشييد الجسور وجداول تصريف الميآه كانت معيبة وانهم فصلوا الرئيس المسئول عن البنى التحتية ، وقال نائب رئيس حزب المؤتمر الوطنى لولاية الخرطوم محمد مندور المهدى ان مواد الاغاثة تباع فى السوق .. لكل هذا اخاطب كل المتضررين من كارثة الامطار والسيول فى جميع مدن السودان متضامنين ليرفعوا قضايا ضد الفاسدين من المسئولين عن الاغاثة وتوزيعها وتجار السوق ، والذين صمموا الجسور والجداول من المهندسين والفنيين والمنفذين من المقاولين .
ونطالب بتعويض ضحايا السيول والامطار عن فقد منازلهم وممتلكاتهم ، واهبب ايضا" بالمحامين الشرفآء ليقفوا مع المواطنين المتضررين واعتبار هذا واجبا" وطنيا" يبتغون فيه الاجر من الله وتقدير وامتنان مواطنيهم على الرغم مما اصاب القضآء من عاهات وتشوهات فى السودان ومنها فصل مئات القضاة الاكفآء النزيهين كما حدث فى مجمل الخدمة المدنية والعسكرية ، ومع ذلك لم يعدم القضآء بعض القضآة النزيهين الشرفآء ، والحل الناجز والاخير هو استئصال هذا النظام الفاسد المستبد من جذوره وان يتضامن جمبع الشعب لخلع هذا النظام ،فانه لا خير يرجى منه ولا عدل يقآم ولا حياة لسودانى فى ظل هذا النظام .
هلال زاهر الساداتى
Hilal Elsadati [helalzaher@hotmail.com]