ما بيشبهونا  .. الحركة الإسلامية السودانية سرطان لابد من اجتثاثه من جسد هذه الامة ليتعافى

 


 

 

لقد ظلت الحركة الأسلامية السودانية ولمدي سبع عقود من الزمان ان تكون جزء أصيلا من مكونات العقلية السودانية والوجدان الجمعي للشعب السوداني ولكن باءت كل محاولاتها بالفشل وصاحب الخزلان جهدها المضني بالرغم من بذل الكثير من المال والوقت والعمل التنظيمي الدقيق والاستفادة من كل التجارب الداخلية والخارجية.

اما من حيث الفكر فقد أخفقت تماما في تمكين رؤية فكرية اسلامية خالصة لها من دون الأخرين تتضمن مدرسة فكرية سودانية اسلامية خاصة تستطيع ان تجعل ممارسة الاسلام السياسي عبادة قلبية وعقلية وجسدية بمعزل عن التاثير التنظيمي وفكرة التجنيد التي تضاهي فكرة التبشير في المسيحية فكما ان للكنيسة كهنة وقساوسة ورهبان كذلك فان للتنظيم لدي الاسلاميين كهنة وقساوسة ورهبان حتي كلمة شيخ التي رآجت من بعد الثمانينات تعتبر كلمة مستحدثة كان يختص بها قبلا الذين يحفظون القران وكانوا يعدون علي اصابع اليد الواحدة. وبالرغم انهم كانوا يرفعون المصحف كثبرا علي أسنة الرماح لكنهم لم يستطيعوا ان يستخرجوا من بين ثناياه رؤية وفكرة للمجتمع والحياة وظل التدين التقليدي ومظاهره هو الامر السائد في السودان بالرغم من ماله وما عليه حتي كاد في كثير من الأحايين ان يكون مظهرا اجتماعيا وقد اضافوا اليه ان يكون شعارا خاوي المحتوي والمضمون مثل الكثير من الشعارات التي ترفع مثل شعار القران دستور الامة ولم يكن لمثل هذا الشعار مثلا تنزلا علي الارض يشبه الامة السودانية ويمتزج بفكرها وتراثها ووجدانها ولكن ظل كما هو ولم يزل شعارا معلقا علي ارض الواقع ليكون من نسيج المجتمع السوداني ومن عقيدته السياسية او في شكل رؤية موضوعية سودانية يمكن الاقتناع بها والثبات عليها ولا اقول عقيدة فالعقيدة في الاسلام واحدة.

لم تستطع الحركة الإسلامية السودانية ان تستلهم روح المجتمع السوداني من خلال حضارته وثقافته او تستوعب مكوناته الاجتماعية من خلال عمل منظم تكون فيه الامة السودانية علي قلب رجل واحد تتوحد فيها الرؤية والهدف والمصير وانما ظلت الحركة الاسلامية تطفو علي سطح الحياة السودانية كفقاعات متحركة ومتغيرة ومتبدلة ولم تستطع ان تخالط وتمازج الواقع السوداني وانما ظلت كالزيت يغطي سطح الماء يلامسه ولايستطيع ان يذوب فيه.فقد فشلت الحركة الاسلامية من خلال طرحها العاطفي ان تقدم رؤية محورية تدور حولها الامة السودانية تكون فبها الحركة قطب الرحي لدوران حركة الكون والحياة والاجيال وتستلهم فلسفة التيجاني يوسف بشير او انسانية ادريس جماع او وطنية العديد من الشعراء والكتاب.وليت النيل كان لها ملهما لفكرة صوفية عميقة تبعثها من السودان الي العالم من حيث لاقي الخضر موسي.او تنبعث من جبل البركل الجبل المقدس حيث كان التجلي

الحركة الاسلامية في السودان خواء في خواء في خواء من حيث الفكر ومن حيث انبعاثات الروح وتحقق فكرة موضوعية سودانية مشلخة. كالكسرة والآبري والتبروقة والبرش واغاني الحقيبة ومدائح اولاد حاج الماحي وما الي ذلك من مكونات المجتمع والوجدان السوداني الاصيل والفكرة الدينية النيلية عبر تحوراتها والتي انتهت بالاسلام.ولقد حاولت الحركة الاسلامية خلق بدائل في التراث فلم تنجح مثل فرقة الصحوة والصفوة وما الي ذلك فظلت تلك الاشواق المعلقة في الحياة حبيسة عضويتها ولم تنداح خلال الحياة السودانية كالمدائح والحقيبة واغاني التراث .وقد أرادوا ان يكون لهم مظهرا مميزا من خلال العمامة والجلابية والشال والمركوب الابيض او الملون ووضع ابتسامة صفراء علي الوجه فلم يجعلهم ذلك جزءا اصيلا من المظهر حتي انك تكاد ان تميزهم بسهولة عن غيرهم تعرفهم بسيماهم وحتي اللغة التي يستخدمونها والعبارات الدينية التي يتداولونها بينهم ترك الناس تعاطيها لهم واكتفوا بعباراتهم التقليدية مثل كتر خيرك والله يديك العافية وما الي ذلك من عبارات شبيهة.

لم تستطع الحركة الإسلامية السودانية ان تتغلغل في الوجدان السودانية بالرغم من استدرار العطف والمتاجرة بدماء الشهداء من خلال دماء الشهداء والبون شاسع بين اشواق اولئك وافعال هؤلاء فالتنظيم ذو صبغة أمنية عسكرية والهدف الحكم وكراسي السلطة والوسائل المال والسلاح والاعلام.ولم يتحقق لها النصر والفتح المبين لعقول الناس ووجدانهم وافهامهم ولكن تحقق لها الوصول والبقاء في السلطة والسيطرة علي مفاصل الدولة بحيل السياسة واحابيلها وقوة السلطة وقمع الخصوم وشدة البأس بالمال والسلاح والعلاقات الخارجية المتعددة والمعقدة والمتشعبة

الحركة الإسلامية السودانية سرطان لابد من اجتثاثه من جسد هذه الامة ليتعافي وليحل محلها الاسلام الصوفي الذي يشبه هذه الأمة وتشبهه بروح الحب والتسامح فيه وبقيم الصدق فالاسلاميون في السودان يكذبون ويتحرون الكذب وهم منافقون يظهرون مالا يبطنون وتلك طبيعة تنظيمهم وتكوين كيانهم السياسي وهم حالة سرطانية حمانا الله لاتختفي الا لتعود في مظهر اخر ولهم في ذلك وسائل متعددة واحابيل كثيرة وحيل لاتحصي ولاتعد ومأرب شتي ومشارب عدة..

 

////////////////////////

 

 

آراء