ما بين السودان ومصر…. أكبر من جوالات السمسم والعرديب والرخام والسيراميك
د. فراج الشيخ الفزاري
21 March, 2022
21 March, 2022
==========
كنت في زيارة خاطفة لجمهورية مصر العربية..وهي زيارة ،بعد انقطاع لمدة ثمان سنوات.فوجدت تغيرا كبيرا في معظم مناح الحياة المادية والبشرية خاصة البني التحتية ومظاهرها الحضارية في مدينة القاهرة.
: كما لاحظت وجود أعداد كبيرة من السودانيين يلاقونك عند كل منعطف وميدان ويتجولون بأريحية وكأنهم في شوارع الخرطوم. ولم ألاحظ أبدا أية حساسية في التعامل مع إخوانهم المصريين ..كما لم ألاحظ أية تفرقة في المعاملات الرسمية، بدءا من مطار القاهرة الدولي...فقد استقبلني مسئول الجوازات بابتسامة وترحاب وكأنه يعرفني من زمان..ولم تأخذ معاملتي في الدخول سوي ثوان غير محسوسة،وبدون رسوم مالية أو تعقيدات إدارية وارفق ذلك بكلمات طيبة وهو يناولني جواز السفر قائلا: مع السلامة يا ابن النيل...نورت مصر .
ثم جاءت الجولة السياحية العلاجية...فلا توجد تفرقة في المعاملة بل استثناءات خاصة للسودانين في رسوم الخدمة والعلاج..
وأذكر هنا حادثة تستحق التسجيل،مع احدي الطبيبات ،عالية التأهيل وهي الدكتورة صافيناز زكي شعبان، ورغم الدرجة العلمية الرفيعة التي تحملها،ومكانتها المتميزة بين أبناء مهنتها، الا انها في غاية البساطة والتواضع ولأول مرة أجد طبيبا تكسوه الفرحة والبهجة وهو يبلغ احد مرضاه بالهاتف بسلامة الفحوصات وكأنه يبلغ أحد أفراد الأسرة رغم أنها لا تعرفه الا كمريض عابر...ولكن انسانيتها سبقت مهام وظيفتها.
أما علي مستوي الشارع فقد لاحظت مدي الحميمية التي تجمع بين شعبي وادي النيل بعيدا عن التجاذبات السياسية فهي غير موجودة بين الناس البسطاء ولا يهتمون كثيرا بالتغيرات السياسية بل الإنسان السوداني البسيط فهو المهم سوي حكم زيد او عبيد.. وكانت دهشتي كبيرة..فإن معظم الذين تحدثت معهم من المصريين لا يدرون من حصار للسلع التجارية عند المعابر الحدودية...وعلمت ايضا بأن معظم الشركات العاملة في هذا المجال اصحابها سودانيين يديرونها من رئاسة شركاتهم بالقاهرة ...يعني التجار السودانيين هم أسباب اختلال الميزان التجاري علي الحدود المصرية السودانية. ..
أعود واقول ، أن العلاقات السودانية المصرية، وعلي جميع المستويات، يجب أن تظل راسخة وبعيدة عن التجاذب والمعلومات الخاطئة...فهي أكبر واعمق بكثير من جوال سمسم او صندوق شعيرية أو قطع سراميك ، بل هي علاقة شعب وأبناء بلد واحد يربطهم التأريخ ويوحدهم المصير المشترك..
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com
كنت في زيارة خاطفة لجمهورية مصر العربية..وهي زيارة ،بعد انقطاع لمدة ثمان سنوات.فوجدت تغيرا كبيرا في معظم مناح الحياة المادية والبشرية خاصة البني التحتية ومظاهرها الحضارية في مدينة القاهرة.
: كما لاحظت وجود أعداد كبيرة من السودانيين يلاقونك عند كل منعطف وميدان ويتجولون بأريحية وكأنهم في شوارع الخرطوم. ولم ألاحظ أبدا أية حساسية في التعامل مع إخوانهم المصريين ..كما لم ألاحظ أية تفرقة في المعاملات الرسمية، بدءا من مطار القاهرة الدولي...فقد استقبلني مسئول الجوازات بابتسامة وترحاب وكأنه يعرفني من زمان..ولم تأخذ معاملتي في الدخول سوي ثوان غير محسوسة،وبدون رسوم مالية أو تعقيدات إدارية وارفق ذلك بكلمات طيبة وهو يناولني جواز السفر قائلا: مع السلامة يا ابن النيل...نورت مصر .
ثم جاءت الجولة السياحية العلاجية...فلا توجد تفرقة في المعاملة بل استثناءات خاصة للسودانين في رسوم الخدمة والعلاج..
وأذكر هنا حادثة تستحق التسجيل،مع احدي الطبيبات ،عالية التأهيل وهي الدكتورة صافيناز زكي شعبان، ورغم الدرجة العلمية الرفيعة التي تحملها،ومكانتها المتميزة بين أبناء مهنتها، الا انها في غاية البساطة والتواضع ولأول مرة أجد طبيبا تكسوه الفرحة والبهجة وهو يبلغ احد مرضاه بالهاتف بسلامة الفحوصات وكأنه يبلغ أحد أفراد الأسرة رغم أنها لا تعرفه الا كمريض عابر...ولكن انسانيتها سبقت مهام وظيفتها.
أما علي مستوي الشارع فقد لاحظت مدي الحميمية التي تجمع بين شعبي وادي النيل بعيدا عن التجاذبات السياسية فهي غير موجودة بين الناس البسطاء ولا يهتمون كثيرا بالتغيرات السياسية بل الإنسان السوداني البسيط فهو المهم سوي حكم زيد او عبيد.. وكانت دهشتي كبيرة..فإن معظم الذين تحدثت معهم من المصريين لا يدرون من حصار للسلع التجارية عند المعابر الحدودية...وعلمت ايضا بأن معظم الشركات العاملة في هذا المجال اصحابها سودانيين يديرونها من رئاسة شركاتهم بالقاهرة ...يعني التجار السودانيين هم أسباب اختلال الميزان التجاري علي الحدود المصرية السودانية. ..
أعود واقول ، أن العلاقات السودانية المصرية، وعلي جميع المستويات، يجب أن تظل راسخة وبعيدة عن التجاذب والمعلومات الخاطئة...فهي أكبر واعمق بكثير من جوال سمسم او صندوق شعيرية أو قطع سراميك ، بل هي علاقة شعب وأبناء بلد واحد يربطهم التأريخ ويوحدهم المصير المشترك..
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com