ما حقيقة الدور الذي يلعبه الترابي في المعارضة؟
د. زاهد زيد
26 February, 2012
26 February, 2012
هل يلعب الترابي دورا مزدوجا ؟ هذا السؤال وغيره من الأسئلة تطرح نفسها ، عن العلاقة بين المؤتمرين الوطني والشعبي التي تبدو التي تبدو في ظاهرها علاقة منفصمة وخصومة لا تدانيها خصومة . فالدكتور الترابي لا ينفك يدعوا سرا وإعلانا لاسقاط الحكومة . والحكومة من جانبها لا تنفك تزج به في سجونها وتتهمه بالتآمر لقلب نظامها . فكيف يجوز لأحد أن يتشكك في صحة ما يجري أمام الجميع .
لكن هل يمكن لعاقل أن يصدق أيا من الفريقين ؟ وهل يمكن لأحد وقد رأينا أقوالهم وأفعالهم بل وتآمرهم أن يثق فيهم وفيما يصدر عنهم ؟
فقد تآمر جمعهم وبخبث شديد ضد كل القوى السياسية لينقليوا على الحكم الديمقراطي وقبل ذلك كان تحالفهم مع نظام مايو خيانة للوطن والمواطن . ولو تتبعنا تاريخ القوم لوجدنا أنه سلسلة من التآمر والخيانة ، فالنميري نفسه تعرض لخيانتهم وتآمرهم في آخر أمره معهم وكان ينوي أن يحاكمهم حال رجوعه من أمريكا إلا أن الأحداث لم تمكنه ولو تأخرت ثورة أبريل شهرا واحدا لتغير حالهم وإلي لأبد . وتشهد كل الانتخابات التي كانوا جزاءا منها بقدرتهم وجرأتهم علي التزوير .
لقد قاد الترابي هذه الجماعة الفاسدة في معظم عهودها وتقلباتها الحربائة ، وأرضعها مكره وخبثه وهي لا زالت في مهدها وترعرت في حضنه وتحت سمعه وبصره وإشرافه وتوجيهه . فكيف يمكننا أن نصدق أنه يقف الآن ضدها بل ويعمل على وأدها ؟
أما جماعة الإنقاذ فقد خبرهم الشعب ،و ما أخبث من زيد ألا عمرو ، فهم لم يكتفوا بسرقة السلطة بل نهبوا الجمل بما حمل . ولا حاجة بنا لنعدد خبثهم ومكرهم . ولا حاجة بنا للسؤال عن مصداقيتهم ؟ وتحالفاتهم ؟ فذلك لا يحتاج منا لكثير عناء .
إذا ما الذي يدعونا أن نصدقهما "الشعبي والوطني" في خصومتهما الحالية ؟ لا شيئ يدعو لتصديق الترابي في خصومته لجماعة الإنقاذ وكما لا شيئ يدعونا لتصديق الإنقاذيين في ذلك . نفس الطينة ونفس الفصيلة
فالترابي ليس سوى الوجه الآخر من عملة اسمها الحركة الإسلامية . ولا يعدو الدور الذي يقوم به دور أخر في مسرحية هو بطلها ومخرجها مع جماعته ومجموعة الكمبارس البشير وزمرته . وهي مسرحية بدأت فصولها منذ مقولة "اذهب للقصر رئيسا واذهب للسجن حبيسا " .
لا زالت نفس المسرحية مستمرة بنفس الشخوص مع تبدل الشخوص مع تبدل الأدوار. إذن لا عجب أن لا يحاكم رأس الفتنة ولا عجب أن يتخذ من السجن استراحة فقد تعود على ذلك تنفيذا للدور الذي رسمه لنفسه مع مجموعة الدجالين والكذابين ، ضحكا على الناس وتضليلا لهم واختراقا لصفوف المعارضة وتشتيتا لجهودها .
فالثعلب العجوز لا زال يلعب بذيلة مادا لسانه لمن يصدقون أنه قد تاب وتعلم الدرس وأنه صادق في توبته لكن :
مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا
Zahd Zaid [zahdzaid@yahoo.com]