ما زال المؤتمر الوطنى سادر فى ضلاله القديم !

 


 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قرار العفو لم يأت شاملا إستثنى الصحفيين والدبلوماسيين المعارضين فى الخارج والداخل وهؤلاء هم منارات الفكر والثقافة !

بقلم الكاتب الصحفى

عثمان الطاهر المجمر طه / لندن

{ رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى } { رب زدنى علما }  بادئ ذى بدء نهنئ الأمة الإسلامية والعربية والسودانية بالعيد الكبير أعاده الله علينا والأمة قد تعافت من جراحها وأتراحها التراجيدية الممعنة فى التجزئة والتفتيت والتشتيت وأبدلها بالسلام والوئام والوحدة والتفاهم والتضامن والتلاحم والتراحم ونترحم على الحجاج الشهداء فى منى جعلهم الله فى جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا وألهم آلهم وذويهم الصبر والسلوان .

 بعد كل فينة وأخرى يخرج علينا أحد سادة المؤتمر الوطنى ليبشرنا بأنهم ما عادوا متشبثين بالسلطه وأنهم ثابوا إلى  رشدهم بعد أن علموا أن السودان لا يمكن أن يحكمه حزبا منفردا فلابد من إشراك الآخرين ولابد من إعادة الأمانة إلى أهلها ويريدنا أن نأكل من هذا هنيئا مريا وفى الحقيقة نسأل أنفسنا متى كان يوما للثعلب دينا ؟ وأخيرا خرج علينا أحدهم ليؤكد لنا أن العفو الرئاسى شاملا يشمل الصادق المهدى والحركات المسلحة ونرد عليه قائلين : للأسف الرئيس وحزبه المؤتمر الوطنى ما زالوا سادرين فى ضلالهم القديم وغيهم الهضيم بدليل هذا العفو الناقص الذى إستثنى الكتاب والصحفيين والإعلاميين والدبلوماسيين المعارضين فى الخارج وهؤلاء هم شارات بل منارات الفكروالثقافة بما لديهم من مؤلفات وخبرات وتجارب ومكتسبات من هجرتهم الطويلة خاصة السفراء الذين إحتكوا بتجارب الأمم المتقدمة من خلال صداقاتهم وعلاقاتهم برصفائهم وما فهموه من أسرار العمل السياسى والدبلوماسى رصيد قادر أن يضيف للوطن أسس القرار والإستقرار والنهضة والتقدم والإزدهار لكن الحكومة شغلها الشاغل حملة السلاح سبق أن قلت لصلاح قوش مشكلتكم أنتم تهتمون كثيرا جدا بحملة السلاح ومنهم الإنتهازيين وتنسون حملة الأقلام الوطنيين فرد قائلا : حملة الأقلام أخطر من حملة السلاح إن كان ذلك كذلك لماذا لم يشملهم العفو حتى يأتوا ويشاركوا بأفكارهم البناءة فى إعادة الأمن والسلام وإعادة الوطن ليندمج فى سلك الديمقراطية والحرية وإشاعة الطمأنينة والسكينة التى تكفل للجميع روح البذل والعطاء فى تجرد ووفاء من أجل سودان قومى وطنى ديمقراطى تعددى الأعراق والإثنيات والثقافات واللهجات لا مكان فيه للعصبيات أو القبليات أو التناحرات أو الإنقسامات أو صراع الهويات سودان واحد موحد ينعم بتقسيم الثروات وتبادل الخبرات وأفراح الكرنفالات بما يملكه من تراث وفلكلور شعبى نادر وساحر .

كنا نتمنى أن يكون المؤتمر الوطنى قد إستوعب الدرس وتعلم من التجربة التونسية أهمية إشراك الآخرين ونبذ الشوفينية والنرجسية والثيوقراطية وإقتنع بالشفافية والمصدافية وأنه مستعد أن يشاركه كل أبناء السودان بمختلف ألوان طيفهم الحزبى والسياسى والفكرى والثقافى وحملة السلاح وحملة الأقلام على حد سواء المهم مصداقية البناء أن يتداعى الجميع للمشاركة فى العطاء أن نسهم جميعا بعقول مفتوحة وقلوب مملوءة بحب الوطن والدفاع عنه بالغالى والنفيس يجب أن نجلس جميعا متجردين من الأطماع والمساومات والمزايدات والولاءات والعباءات  القديمة السقيمة التى أضاعت البلاد والعباد بالفساد والإفساد والإستبداد .

السؤال المطروح  ورقة الحوار الوطنى هل سيرتفع هذه المرة المؤتمر الوطنى لمستوى المسؤولية والوطنية والشفافية السياسية والمصداقية القومية كما يتغنى دائما وطن واحد وطن واعد يضم الجميع أم يظل يسبح فى مستنقع مياهه الراكده الأسنه بذات الشعار القديم من إتفق معنا فهو قديس ومن إختلف معنا فهو إبليس ؟

بقلم الكاتب الصحفى

عثمان الطاهر المجمر طه / لندن

 

آراء