ما عاد الامر يحتمل يا البشير
لم احاول ان اخاطبك شخصيا من قبل لقناعتى التامه انه كان امرا غير مجد خاصة وان الشان كان صراع سياسى داخلى سودانى الامر... عبر مسيرتكم التى ناهزت الربع قرن من الزمان فعلتم فيها الافاعيل والتى لخصتها انت شخصيا بقولك لقد حيرنا الشيطان والاعتراف سيد الادله
اليوم الامر صار جد مختلف وربما يكون مخرجا آمنا لامور جعلت كل الشان السودانى شائكا بافاعيلكم التى حيرتم بها الشيطان . اليوم الامر امر بلد وطن يكون او لا يكون وبمتابعاتى وتحليلى المتواضع للخارطة السياسيه عالميا واقليما وداخليا فقد لاحظت انكم حاولتم ايجاد مخارج بتورطكم حتى فى حرب اليمن لتكون ثمنا للعبة التوازنات التى اصطدمت بالاطماع وبالمهددات الامنيه المصريه واتخاذها سد النهضة ذريعة لان مسالة فوبيا المياه بالنسبة للمصرين دونها خرت القتات ورغم ان مصر غير مشتركه فى حرب اليمن الا ان الميل الخليجى بقيادة السعوديه جعلت لمصر وزن ودور لما لها من قوة اعلاميه وحمايه امريكيه اسرائيلية بجانب تنازلها عن الجزيرتين كرشوة سياسيه للسعوديه وبديل للجذب السعودى والخليجى اتجاه مصر والتى من جانبها مالت دول الخليج لمصر التى وقفت معهم ضد قطر بمعنى ان مصر وظفت كل الاوراق لصالح مصالحها بجانب الدعم الامريكى الاسرائيلى
كل هذا جعلكم تحاولوا اعادة التوازن بضغوطات المصالح فكانت زياراتكم لروسيا وزيارة الرئيس التركى التى قلبت الطاوله السياسيه والاقتصاديه مما جعل المسرح مهيئا لنفس السناريو السورى وما يدور رحاه من نفس قوى الصراع مما جعل وتيرة الصراع تتسارع وتتصاعد براس الرمح مصر والمظله الجاهزه سد النهضه حيث نقلت مصر الياتها الى قواعدها باريتريا ولقد حاولتم تهدئة الامور بخطابكم فى عيد الاستقلال تجاه ماذكرته فى حق الدول التى كشرت لك عن انيابها رغم عواء الاعلام المصرى اناء الليل واطراف النهار فى امر غير مالوف وخبث لشق نسيج الوحده الوطنيه حتى يتمكنوا من توسيع رقعة احتلالهم للسودان حيث لم تشبعهم حلايب وشلاتين وهى فى المحصلة النهائية تعتبر وصمة عار فى التماسك الوطنى حيث استغلت مصر الضعف فى الحس الوطنى واولياته والصراع نحو السلطه لاطالة امد وجودها فى السودان باطمئنان فلم تجد قوى تقول لها انا واخى على ابن عمى وانا وابن عمى على الغريب
وعندما طفح الكيل وبات الامر واضحا للجنين فى بطن امه تم استدعاء سفيركم بالقاهرة كما يقول جمهور الكرة ككرت اصفر لعل مصر وحلفائها ينتبهون ثم كانت كلمة الختام التى طال امدها بعد اجتماع مكتبكم القائد بالموتمر الوطنى والاعلان رسميا بكل الكان معلوم للمتابعين للامر
الامر المحزن حقا هو تبلد الحس حتى السلطوى لديكم حيث فى قمة هذه الازمة قدمتم لاعداء الوطن مهددى امنه ووجوده بتلك الحزمه من الاجراءات القاسيه فى زيادة الضغط على المواطن فى معيشته الضنكه وكان من الممكن ان تعالجوا الامر بحكمة تقتضيها ظروف المهددات الخارجيه
الان جد الجد وحانت ساعة الانتباه لخطورة الامر مما يستدعى وبصفتكم العسكريه للقوة المسؤوله عن حماية تراب الوطن اعلان انقلاب داخلى بفك الارتباط بين المؤتمر الوطنى والسلطه وان يكون مثله مثل اى حزب مسجل فى السودان وان يتم تشكيل حكومة تكنقراط مدعومة بخبرات عسكريه وامنيه لا علاقة لها بالحزب الحاكم وتوجد هذه الكفاءات التى ما زالت الامه السودانيه تحتضنها وهم لها رهن الاشارة متى ما تم استدعائهم نعم يوجد من لم تتلوث اياديهم بما حيرتهم به الشيطان كما اعترفتم
واعتقد صادقا ان امر كهذا لو تحقق بارادتك ووفق مقتضيات الوضع الراهن سيعيد كثير مما حاق بالسودان طيلة الفترة الماضيه التى حيرتم فيها الشيطان
باختصار ما بات الامر شأنا خاصا بالمؤتمر الوطنى يقرر فيه بمصير الوطن بل صار شان خاصا لكل ابناء الوطن فقط اذكركم بانه عند تخرجكم من الكلية الحربية وحتى لحظتكم هذه قسمكم هو التضحيه بالروح والدم من اجل السودان وعلمه الذى رميته فى ممشى قصركم نحن لا نريد منكم تضحيه بروحكم ودمكم.. فقط من اجل ان يظل السودان متماسكا التضحيه المطلوبه منكم حسب واقع اليوم هو تنحيكم عن الحكم بعد ان تسلموا الامر لقادة شرفاء من ابناء القوات المسلحه والشرطه والامن انتم تعلمونهم ورفاقكم بجانب كوادر مشهود لها بالامانه والكفاءة من ابناء الخدمه المدنيه يمكنهم بسند شعبى جارف ان يعيدوا للسودان عافيته ومكانته المرموقه قبل عام استيلائكم على السلطه بل وقبل الهوان الذى بسببه اتاح لكم مهووس السلطه الصادق المهدى استيلائكم عليها وقطعا سيعيد ما اقترحناهم لادارة الامر سودان العمالقه المحجوب والازهرى الى الساحة العالميه مرة اخرى صوتا داويا يسمع له بانتباه فهلا فعلتها ليحتار الشيطان فعلا
waladasia@hotmail.com