ما لم يقُلْه مني مناوي عن مقاطع الإباحيات المنسوبة إليه! . بقلم: أحمد محمود كانِم

 


 

 

منذ أن اجتاح وسائلَ التواصل الاجتماعي الحديثُ عن مقاطع فيديوهات إباحية، أراد صانعوها انتسابها إلى السيد مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان جناح مناوي، أحد ابرز الأجسام الموقعة على اتفاقية جوبا التي بموجبها جيء به رئيساً للسلطة الإقليمية لدارفور، قرأتُ الكثير من البوستات والمقالات التي تصبُ مجملها في تبرئة الرجل وشجب هذا الفعل الفاحش المنكر... لكنني توقفتُ بدوري طويلاً عند المقطع الذي ظهر فيه السيد مناوي مؤخراً ليجلي جانباً مما كان غائباً عن الجميع، باستثناء سبعة أشخاص من المقربين من حوله -حسبما ذكر- .
لكن جملة واحدة ذكرها الرجلُ وأعادها من خلال حديثه بضع مرات، جعلتني أعيد استماع حديثه من جديد، وهي التي تتعلق بتورط أشخاص بعينهم في عملية فبركة المقطع الإباحي، ذكر منهم بالاسم د. صلاح بندر، وما دار بينه وبينه، وبين أخيه حسين أركو مناوي المقيم في بريطانيا وبين بندر من حديث.
و بغضّ النظر عن صدق ما ذكره مناوي من عدمه، فإن أيّة قراءة حصيفة لمفردات الرجل، ترسى بك إلى مرافئ حقيقة واحدة لا ثانية لها، وهي أن الفاعل أو المفعول من أجله أراد بذاك الفعل ابتزاز السيد مني أركو مناوي لإرغامه على فعل شيء ما.
والابتزاز كما عرفه فقهاءُ القانون، هو: القيام بالتهديد بكشف معلومات معينة عن شخص إن لم يقم الشخص المهدد بالاستجابة للتهديد.
وهذا الشيء لم يبح به السيد مناوي صراحة في حديثه!
إن تحالف حركة السيد مني مناوي مع العسكر الذين يمثلون الوجه الجديد للنظام السابق السافك الحارق الناهب، يجعله في مرمى بين ناري المكونات السياسية والمدنية الساخطة على النظام السابق وبين مكر وخباثة حلفاءه من وكلاء النظام السابق.
وهو بدوره سيصعب من مهمة كشف الفاعل الحقيقي في حالة ما إذا ظهر صلاح بندر ودحض وأنكر حديث السيد مناوي.. وتلك قضية محلها منصات المحاكم والقضاء..
لكن في اعتقادي، يبقى حلفاءه أيضاً في دائرة الاتهام إلى أن يثبت العكس، سيما وأن النظام السابق قد بلغ شأواً عظيماً في استخدام مثل هذه الأسلحة الصامتة مع الخصوم، بالمال تارة، وبالنساء تارات أُخرى.. مثلما حدث مع بعض قادة الأحزاب وحركات الكفاح المسلح الذين يحتفظ النظام السابق لهم بمقاطع (حقيقية) تم اصطيادهم بها عبر زميلات وسكرتيرات مجندات بعناية واحترافية عالية في غرف ومكاتب مزروعة عن بكرة أبيها بكاميرات مراقبة عالية في الجودة.. مما جعلهم دُمى في يد النظام السابق يحركهم كيفما شاء، إلى أن سقط ثم نهض.
فهو سلاح يتم استخدامه على نطاق واسع وسط النافذين من السياسيين لتطويع الخصوم منهم.
فالابتزاز كما ذكرنا، هو أسلوب من أساليب الضغط الذي يمارسه المبتز على الضحية، مستخدم عدة طرق منها أسلوب التشهير أو الإبلاغ أو غيرها بحيث يصبح الضحية تحت وطأة المبتز.
إذن هذه الحقيقة التي تمثل الحلقة المفقودة فيما يدور، والتي تتولد عنها عدة أسئلة لا يكتمل بدر حقيقة ما جرى إلى بالإجابة عليها..
وهي ماذا طُلِب "بالضبط" من السيد مناوي تنفيذه مقابل التوقف عن إنتاج ونشر مقاطع فيديوهات إباحية ضده؟
و ما الذي دفع صلاح بندر ومن معه للإقدام على أذية السيد مناوي بهذه الطريقة؟
ولماذا تم نشر المقاطع في هذا التوقيت مع أن إنتاجه قد تم منذ العام الفائت _حسبما ورد في حديث مناوي؟
وما هي الجهة المستفيدة من اغتيال شخصية مناوي؟
بقي أن أشير إلى أن المقال هنا ليس بصدد تكذيب أو إثبات حديث السيد مناوي، وأن الكاتب لا تجمعه أية صلة تنظيمية مع المذكور.
لكن للأمانة، وكما ذكرتُ في بوست سابق على منصتي على الفيسبوك، أن أي شخص تعرف على السيد مناوي عن قرب ولو لخمس دقائق، يدرك أن المقاطع المنشورة كانت مفبركة، وذلك ليس لأن السيد مناوي رجل معصوم، أو ناسك زاهد عن الجنس...
لكن ثمة مواصفات خَلقية لا تتطابق والشخصية المنشورة..
على سبيل المثال لا الحصر، أن باطن كفي مناوي وقديميه يتميز بسوادٍ يندر وجوده في أي شخص، وهو ما لم يفطن له صانع المحتوى، فوقع في خطأ أفسد مسعاه لاغتيال الرجل.

إنجلترا/ مانشستر
6سبتمبر 2022

amom1834@gmail.com
///////////////////////////

 

آراء