ما مصير المبادرات الحالية لحل المشكل السياسي
د. زاهد زيد
14 August, 2022
14 August, 2022
الكثيرون غير متفائلين بقرب التوصل لحل للمشكل السياسي الحالي ، ويكاد اليأس يضرب كل أمل في رؤية الضوء في نهاية النفق .
بالرغم من مرور الشهور على حركة البرهان ورهطه ، لم يستطع أن يتقدم خطوة في اكمال الانقلاب ، كما فشل تماما في تقديم أي حل جامع للشمل وبدأ الانقلاب محلك سر ، وهذا معناه ضياع الزمن من غير طائل ، فلا مبادرات الصوفية ستشكل حلا ، ولا بقايا الإنقاذ بقادرة على أن تملأ الفراغ حتى الحركات المسلحة فقدت مصداقيتها لدى مواطنيها تماما وضاع ما كان لها من زخم سياسي.
نجح أعداء قحت في تعكير صفو العلاقة بينها وبين جمهرة الشباب في الشارع ، وهي أي قحت التي أعطت أعدائها الفرصة على طبق من ذهب لتنال منها ولا مجال لذكر ذلك والتفصيل فيه ، فقد علمه الناس وزادهم اليقين بأن حكومات قحت فاشلة ولا يعتمد عليها .
الشباب الذين يخرجون كل مرة للشوارع ويعودون بعد أن يفقدوا شابا أو شابين ليس لهم قيادة موحدة بل قيادات متفرقة يشك بعضها في بعض وما أسهل الاتهام بالخيانة وما اسهل التخوين .
وهكذا تمضي ايام البلد ما بين هؤلاء وهؤلاء ، لا حل في الداخل ولا من الخارج .
لم يبق هناك من هو قادر على صنع العجزات ، السودان بلد يحتاج لمعجزة حقيقية للخروج من أزمته .
وهذا الانقسام ادى لانقسام الناس ما بين من يرى الخلاص في الجيش ، مع إن الجيش ليس جيشا واحدا ولم يعد هو الوحيد الذي يمتلك القوة المسلحة فهناك الحركات المسلحة و هناك جيش مواز هو مليشا حميدتي ، وإن كان المدنيون في انقسام فالقوات المسلحة فيها من الانقسام الكثير والذي هو أخطر من أي انقسام آخر .
و قحت محاصرة من الكيزان ومن أخطائها ، ومن الصعب أن تلعب دور المنقذ أو البديل .
أما شباب المليونيات فقد فشلوا تماما في أن يوحدوا جهودهم وقياداتهم ويطرحوا مشروعا مستقبليا يشكل رؤية سياسية يمكن ان يبنى عليها . والسبب في ذلك أنها تضم قطاعات عريضة لا يجمعهم سوى الحماس الثوري و ضرورة التغيير والتمسك بسلام حرية عدالة . أما كيف ؟ فلا اتفاق على ذلك . غياب الرؤية الشاملة والقيادة الواحدة تجعل من حراك الشارع بلا مستقبل ينتهي إليه .
إن أهم ما يشكل عقبة في طريق الوصول لحل لازمة البلد هو غياب المشروع الوطني لحل شامل يلتف الناس حوله . والفرقة والشتات الذي يعصف بالكل .
لم ينجح العسكر وحملة السلاح في توحيد صفوفهم وتكوين جيش واحد وقوات أمنية واحدة ، الكل متمترس خلف سلاحه وجماعته ، ويظن أن بقاءه معتمد عليها ، لذا لن يتخلى عنه ، ولو عقدت الانتخابات سيدخل بسلاحه ليصوت وإذا سقط في الانتخابات فسيأخذ حقه بيده ، لذا لا أمل في منظور الأيام في تشكيل جيش واحد ولا في جمع السلاح ، ولا في التحول للعمل المدني من قبل هؤلاء .
يحتاج العمل مع حاملي السلاح إلى ترسيخ إيمان قادتهم بالعمل المدني وأن السلاح وحمله مرحلة وانقضت ، وهذا ليس بالعمل السهل ، في ضوء ما يتمسكون به من حقوق يرون أنهم نالوها بهذا السلاح .
إن إيمان البرهان وحميدتي بأن ما هم فيه ما كان ليكون لولا السلاح الذي بأيديهم لا يقل عن إيمان اركو مناوي والحلو وجبريل . وهذا يفسر لنا عدم حماس هؤلاء لفكرة توحيد القوات . كل يتمترس خلف سلاحه ويعتبره مصدر قوته الوحيد ، وربما يفسر لنا هذا عدم حماسهم للحكم المدني الذي لا يلعب الضغط العسكري فيه أي دور .
الانقسام في المكون المدني يعد امرا طبيعيا ، وليس خطيرا كالانقسام في المكون العسكؤي ، ولكنه غير طبيعي وخطير جدا إذا كان سيؤدي لحالة من الشلل الحادث الآن ، وسببه هو عدم التوحد حول ثوابت الأمة ولا حتى ثوابت الثورة لتمحور كل فريق حول ذاته وعدم تقبل الآخر والشك فيه وفي نواياه . لم يتفق المدنيون على ثوابت الأمة ولا الثورة بالرغم من أنهم جميعا يرفعون نفس الشعارات ، بل هم في شقاق و فرقة في أبسط مقومات المجتمع المدني ، في الحالة الطبيعية تحسم صناديق الانتخابات هذا الصراع ، لكنهم مختلفون حتى حول هذا ، فمنهم من يرى أن الوقت غير ملائم لها ، ومنهم من يرى ضرورة قيامها لحسم هذا الصراع . ويتكلم البعض عن فترة انتقالية ، ولا اتفاق حولها أيضا .
لو نظرنا إلى ما يمكن أن نقول إنها جماعات متقابة الفكر سنجد هذا التقارب ظاهريا أما باطنه فشتات ، كلجان المقاومة ، اسم طنان ورنان ويبدو منسجما مع تحركات الشباب ، لكن لا شيء يجمعهم سوى الاسم ، فقد فشلت كل محاولات جمعهم تحت قيادة واحدة يمكنها التفاوض لحللة الوضع ، وليس لهم مظلة واحدة تجمع شتات جهودهم لذا يأس الكثيرون من أن يتمكن هؤلاء من تقديم قيادة تقود البلد في مستقبل الأيام ، بالرغم من أنهم قوة كبيرة وقوامها الشباب فكان الاحرى بهم أن يكونوا أكثر قدرة وحرصا على توحيد جهودهم .
ولا تسال عن الاحزاب فهي الغائب الحاضر ، كشيخ اصابه الخرف ولازال يحلم بعودة ايام الشباب .
سؤال موجه للمليونيات ؟
لماذا لا تخصص مليونيات لاخراج مياه الامطار من الاحياء ، فإنها اسهل من اخراج الجيش من السلطة ؟
zahidzaidd@hotmail.com
///////////////////////////
بالرغم من مرور الشهور على حركة البرهان ورهطه ، لم يستطع أن يتقدم خطوة في اكمال الانقلاب ، كما فشل تماما في تقديم أي حل جامع للشمل وبدأ الانقلاب محلك سر ، وهذا معناه ضياع الزمن من غير طائل ، فلا مبادرات الصوفية ستشكل حلا ، ولا بقايا الإنقاذ بقادرة على أن تملأ الفراغ حتى الحركات المسلحة فقدت مصداقيتها لدى مواطنيها تماما وضاع ما كان لها من زخم سياسي.
نجح أعداء قحت في تعكير صفو العلاقة بينها وبين جمهرة الشباب في الشارع ، وهي أي قحت التي أعطت أعدائها الفرصة على طبق من ذهب لتنال منها ولا مجال لذكر ذلك والتفصيل فيه ، فقد علمه الناس وزادهم اليقين بأن حكومات قحت فاشلة ولا يعتمد عليها .
الشباب الذين يخرجون كل مرة للشوارع ويعودون بعد أن يفقدوا شابا أو شابين ليس لهم قيادة موحدة بل قيادات متفرقة يشك بعضها في بعض وما أسهل الاتهام بالخيانة وما اسهل التخوين .
وهكذا تمضي ايام البلد ما بين هؤلاء وهؤلاء ، لا حل في الداخل ولا من الخارج .
لم يبق هناك من هو قادر على صنع العجزات ، السودان بلد يحتاج لمعجزة حقيقية للخروج من أزمته .
وهذا الانقسام ادى لانقسام الناس ما بين من يرى الخلاص في الجيش ، مع إن الجيش ليس جيشا واحدا ولم يعد هو الوحيد الذي يمتلك القوة المسلحة فهناك الحركات المسلحة و هناك جيش مواز هو مليشا حميدتي ، وإن كان المدنيون في انقسام فالقوات المسلحة فيها من الانقسام الكثير والذي هو أخطر من أي انقسام آخر .
و قحت محاصرة من الكيزان ومن أخطائها ، ومن الصعب أن تلعب دور المنقذ أو البديل .
أما شباب المليونيات فقد فشلوا تماما في أن يوحدوا جهودهم وقياداتهم ويطرحوا مشروعا مستقبليا يشكل رؤية سياسية يمكن ان يبنى عليها . والسبب في ذلك أنها تضم قطاعات عريضة لا يجمعهم سوى الحماس الثوري و ضرورة التغيير والتمسك بسلام حرية عدالة . أما كيف ؟ فلا اتفاق على ذلك . غياب الرؤية الشاملة والقيادة الواحدة تجعل من حراك الشارع بلا مستقبل ينتهي إليه .
إن أهم ما يشكل عقبة في طريق الوصول لحل لازمة البلد هو غياب المشروع الوطني لحل شامل يلتف الناس حوله . والفرقة والشتات الذي يعصف بالكل .
لم ينجح العسكر وحملة السلاح في توحيد صفوفهم وتكوين جيش واحد وقوات أمنية واحدة ، الكل متمترس خلف سلاحه وجماعته ، ويظن أن بقاءه معتمد عليها ، لذا لن يتخلى عنه ، ولو عقدت الانتخابات سيدخل بسلاحه ليصوت وإذا سقط في الانتخابات فسيأخذ حقه بيده ، لذا لا أمل في منظور الأيام في تشكيل جيش واحد ولا في جمع السلاح ، ولا في التحول للعمل المدني من قبل هؤلاء .
يحتاج العمل مع حاملي السلاح إلى ترسيخ إيمان قادتهم بالعمل المدني وأن السلاح وحمله مرحلة وانقضت ، وهذا ليس بالعمل السهل ، في ضوء ما يتمسكون به من حقوق يرون أنهم نالوها بهذا السلاح .
إن إيمان البرهان وحميدتي بأن ما هم فيه ما كان ليكون لولا السلاح الذي بأيديهم لا يقل عن إيمان اركو مناوي والحلو وجبريل . وهذا يفسر لنا عدم حماس هؤلاء لفكرة توحيد القوات . كل يتمترس خلف سلاحه ويعتبره مصدر قوته الوحيد ، وربما يفسر لنا هذا عدم حماسهم للحكم المدني الذي لا يلعب الضغط العسكري فيه أي دور .
الانقسام في المكون المدني يعد امرا طبيعيا ، وليس خطيرا كالانقسام في المكون العسكؤي ، ولكنه غير طبيعي وخطير جدا إذا كان سيؤدي لحالة من الشلل الحادث الآن ، وسببه هو عدم التوحد حول ثوابت الأمة ولا حتى ثوابت الثورة لتمحور كل فريق حول ذاته وعدم تقبل الآخر والشك فيه وفي نواياه . لم يتفق المدنيون على ثوابت الأمة ولا الثورة بالرغم من أنهم جميعا يرفعون نفس الشعارات ، بل هم في شقاق و فرقة في أبسط مقومات المجتمع المدني ، في الحالة الطبيعية تحسم صناديق الانتخابات هذا الصراع ، لكنهم مختلفون حتى حول هذا ، فمنهم من يرى أن الوقت غير ملائم لها ، ومنهم من يرى ضرورة قيامها لحسم هذا الصراع . ويتكلم البعض عن فترة انتقالية ، ولا اتفاق حولها أيضا .
لو نظرنا إلى ما يمكن أن نقول إنها جماعات متقابة الفكر سنجد هذا التقارب ظاهريا أما باطنه فشتات ، كلجان المقاومة ، اسم طنان ورنان ويبدو منسجما مع تحركات الشباب ، لكن لا شيء يجمعهم سوى الاسم ، فقد فشلت كل محاولات جمعهم تحت قيادة واحدة يمكنها التفاوض لحللة الوضع ، وليس لهم مظلة واحدة تجمع شتات جهودهم لذا يأس الكثيرون من أن يتمكن هؤلاء من تقديم قيادة تقود البلد في مستقبل الأيام ، بالرغم من أنهم قوة كبيرة وقوامها الشباب فكان الاحرى بهم أن يكونوا أكثر قدرة وحرصا على توحيد جهودهم .
ولا تسال عن الاحزاب فهي الغائب الحاضر ، كشيخ اصابه الخرف ولازال يحلم بعودة ايام الشباب .
سؤال موجه للمليونيات ؟
لماذا لا تخصص مليونيات لاخراج مياه الامطار من الاحياء ، فإنها اسهل من اخراج الجيش من السلطة ؟
zahidzaidd@hotmail.com
///////////////////////////