ما هي حقيقة ما يحدث في العراق من تفجيرات؟؟؟ وهل وراءها الـ CIA
كتب الأستاذ علي يس موضوعا بعنوان (مسائل استخباراتية، انتحاريون رغم أنوفهم) في صحيفة الانتباهة، فكان الموضوع عظيم القيمة، كثير الفائدة، بالغ التأثير على الرأي العام لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
موضوع تشتم منه رائحة الإلهام وروح الانسجام والخيال الثر والقلم الحر، والذي يوفق لذلك هو الصحفي الصادق المتدثر بالتقوى، المتقنع بقناع الوطنية، المهتم بقضايا الأمة، والذي لا يقول إلا صدقا ولا يكتب إلا حقا، وهذه سمة كل كاتب يتحرر من التبعية والعمالة بسبب الترهيب أو الترغيب، موضوعه الذي أوضح فيه أن كل ما يحصل في العراق من تفجيرات يتم بعلم وتخطيط المخابرات الأمريكية وبخطة مسبقة من جماعة هوليوود.
وذكر أن المسألة لا تتطلب أكثر من سيارة تنفجر براكبها أو ركابها بجوار مسجد شيعي أو سني، وبعدها يتحدث الإعلام ثم الناس عن انتحاري سني أو العكس، ولا تستغرق المسألة أكثر من أربع وعشرين ساعة لتحويل رجل طيب خارج لمعاشه سني أو شيعي انتحاريا، ولا يخطر ببال أن هذا المسكين هو أول ضحايا الإرهاب الأمريكي بعد أن قادوه إلى نقاط التفتيش، فيعتذر له المسؤول الأمريكي ويطمنه بأنه ليس المعني بعد أن قدم له فنجانا من الشاي، وفي هذه الأثناء يكونو قد فعلوا بسيارته ما يريدون، وبعد مغادرته يزيدونه تطمينا بقولهم: اذهب بطريق كذا لأن الطريق الذي كنت ستسلكه متوقع أن يتعرض لهجوم إرهابي، حتى إذا مر بالموقع المعني انفجرت سيارته بالقنبلة التي وضعت فيها بتحكم عن بعد.
هذا ما صوره خيال الكاتب، لكن هناك من الأحداث الواقعة عبر التاريخ ما يجعل من الخيال حقيقة، ذلك أن المخابرات الأمريكية ضالعة في كثير من أحداث العالم التآمرية، والتيتسببت في تغيير نظم حكم ومقتل أفراد وخطف آخرين وإثارة فتن بين الطوائف والقبائل.
هؤلاء هم رسل الإنسانية وحقوق الإنسان، الذين ينحشرون في كل جحر بدعوى حماية الإنسان وحقوقه وحريته، ولإشاعة الديمقراطية والمستور غير ذلك، يدعون كل ذلك والواقع كل يوم يكذب ذلك، وقد انكشف أمر هؤلاء في كل ما رفعوا من شعارات ومباديء تظاهروا أنهم يدافعون عنها، ففي مجال حقوق الإنسان وإنسانيته تعاملوا معه تعامل الحيوان، فباعوه وشروه بثمن بخس في سوق النخاسة في الماضي، البائع بريطاني والمشتري أمريكي في أكبر تجارة رق في التاريخ الحديث، وهم أنفسهم يمارسونها اليوم على أطال لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا برعاية فرنسا سرا وخلسة وهي تعلم، ثم رعتها جهرا عندما انكشف الأمر فتوسط الرئيس الفرنسي لإطلاق سراح هؤلاء المجرمين وأقامت أوروبا الدنيا ولم تقعدها دون مراعاة لإنقاذ القانون أو انتظار ما يقوله القضاء التشادي أو مراعاة شعور ذوي الأطفال أو الأفارقة بصفة عامة والذين بيع آباؤهم في الماضي واعتذر لهم بلير عن ذلك فصاروا سماسرة لبيع وشراء أطفالهم، ومن يهن يسهل الهوان عليه... ليس لضرب بميت إيلام.
هذا وقد أوردت صحيفة الأسبوعية أن الرئيسين الفرنسيين والشادي كانا قد التقيا في ديسمبر، حيث بحثا كيفية إيجاد مخرج لقضية الأطفال المباعين، وخلص الرئيسان إلى أن تتم محاكمة صورية ينقلوا بعدها إلى فرنسا، وأكدت الصحيفة أن اجتماعات الرئيسين انتهت إلى صفقة بين الرئيسين تتولى فيها فرنسا تسوية كافة مشاكل الرئيس الشادي السياسية مع المتمردين.
يحدث هذا ولا زالوا يتحدثون عن إبادة جماعية واغتصاب في دارفور وتسليم متهمين لم تثبت إدانتهم، ويسعون لإطلاق سراح مجرمين ثبتت إدانتهم وقد شهد على جرمهم العالم أجمع وأدانهم القضاء الفرنسي أخيرا، أما في مجال الديمقراطية فهم يدعون حكومات وحكام متسلطين على رقاب مواطنيهم لا يعرفون الديمقراطية ولا تعرفهم لعشرات السنين، غير أنهم لا يعصون لهم أمرا.
وإذا قدر للديمقراطية أن تأتي بمن لا يريدون سعوا لإسقاطه ومحاصرته، والأمثلة على ذلك كثيرة، فقد كانت لهم أياد خفية في عدم وصول الإسلاميين للسلطة في الجزائر بعد أن فازوا عبر صناديق الاقتراع، وهم الذين يحاصرون ويقاطعون حماس وقد أوقفوا عن قطاع غزة كل ضروريات الحياة، حماس التي ليس لها ذنب غير أنها أتت للسلطة بإسلاميين عبر انتخابات نزيهة أشرفوا عليها هم أنفسهم.
وهم الذين استدرجوا بناظير بوتو إلى باكستان لتقتل ولتنشب الفتنة وتتسع الشقة والخلاف بين الباكستانيين، فينتج عن ذلك الفوضى والخلاف الذي يريدون، وتضعف السلطة ويعم الهرج والمرج حتى تكون باكستان لقمة سائغة للابتلاع، وقد قالها كينجر صراحة: ليس على أمريكا أن تتحمل أزمات العالم، ولكن عليها أن تديرها لمصلحتها.
وفي مجال حرية الصحافة والإعلام كتب البشري محمد عثمان في صحيفة الانتباهة قائلا: إن الحديث عن شراء الأقلام الصحفية لم يعد سرا، خاصة في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها من أحداث عنف وغزو أمريكي للمنطقة العربية والإسلامية وإسقاط حكومات وإبدالها بحكومات عميلة، هناك ظهرت الحاجة لصحفيين ليبيضوا وجه أمريكا ويدعموا ركائز الحكومات العميلة، ولخلق حالة مضادة لما يسمى بالتشدد الإسلامي، ولذلك جاء الإعلان الأمريكي قبل أكثر من عام ونصف بتخصيص مبلغ خمسة ملايين دولار لدعم ما سمي بالصحافة الديمقراطية في المنطقة، وزيد المبلغ إلى عشرين مليون دولار.
وقد ذكر أن سودانيا يقيم في ألمانيا كتب مرة في صحافة الخرطوم مقالا مفاده أن ثالثة صحافيين كبار سماهم بأسمائهم تم شراؤهم لصالح المشروع الصليبي، ورغم أن الكاتب قد ترك عنوانه مع المقال، إلا أن الأمر مر من غير مساءلة أو حتى تعليق من طرف المتهمين.
وفي هذا السياق لا ننسى تيسير علوني وسامي الحاج وغيرهم كثر من الإعلاميين المعتقلين دون محاكمة.
وفي مجال الحرية الشخصية هناك آلاف المعتقلين في سجون غوانتانامو دون أن تقدم لهم أو يقدموا لمحاكمات عادلة.
وفي مجال الحرية والتدين والاعتقاد ضرب هؤلاء أسوارهم وأقاموا حصونهم حول الإسلام وضيقوا عليه الخناق حتى لا يصل للآخرين ولا يصلوا إليه، وذلك بإظهاره أنه دين إرهاب وكراهية وعبودية، وجلبوا لذلك خيلهم ورجلهم وأموالهم وإعلامهم ليحولوا دونه ودون الطالبين للمعرفة والباحثين عن الحقيقة، متجاهلين أن الإنسان في هذا العصر قادر على الوصول للحقيقة بما لديه من وسائل معرفة وتقنية، وهو بصير بنفسه بما حوله والحقيقة كالظل لا تدفنها الرمال، ومن أساليب الصد عن هذا الدين منعوا الحجاب وأسكتوا الأذان وتكونت المنظمات الجمعيات في ألمانيا وغيرها لمنع إقامة المساجد ومضايقة الجاليات المسلمة بشتى الوسائل واستخراج الأفلام وتأليف الكتب المسيئة للإسلام والمسلمين ودعم سلمان رشدي وحمايته وإعطائه الجوائز من الملكة، وذلك تشجيعا لكل من ينحى هذا المنحى ولم يستثن من هذا السفيه أو العاقل، حتى البابا أدلى بدلوه في هذا المجال بتحدثه عن الإسلام والإساءة لنبيه ((تقول لي حقوق إنسان؟؟؟))، جزى الله المصائب كل خير بها عرفت عدوي من صديقي، وبها عرفنا من هو الإنسان المعني بحقوق الإنسان عند هؤلاء، نقول لهم: ولو كنتم صادقين بما رفعتم من شعارات لحرية النشر والاعتقاد، والتي تدافعون عنها وتستميتون من أجلها، وقد جيشتم الجيوش وعبرتم المحيطات واحتليتم البحار، إن كنتم صادقين في ذلك أرجوكم أن تفكوا أسر الإسلام وهو قادر على أن يصل إلى الناس كافة يعرض نفسه دون أن يكلفكم شيئا غير الصبر وحسن الاستماع.
نقول ذلك وقد أخذتم كل الفرص كاملة لتقولوا عن الإسلام كل ما تريدون بالحق والباطل، معتمدين على آلتكم الإعلامية المنتشرة، وإمكانياتكم الضخمة والتي لسان حالها يقول لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم سبيل الرشاد، مستغلين وهن المسلمين وغفلة حكامهم وتخاذلهم، من أجل الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، نرجوكم أن تعطوا الإسلام بعضا من فرصة ليقول عن نفسه ويفصح عن حقيقته ويكشف لمن يريد وجهه الملبد بغيوم التضليل، أعطوه الفرصة ليراه كل خاطب ليتبين سوءاته ومحاسنه وبعدها احكموا له أو عليه.
اسمحوا له ليقول ها أنا ذا، فهو ليس بالبعبع المخيف كما تصورونه، لكنه وديع كريم أمر بالرفق في كل شيء، وحفظ للحيوان حقه وذلك بقوله عندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألنا في البهائم أجر؟ قال: (في كل كبد رطب أجر)، وحفظ للإنسان حقوقه وكرامته بقوله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا).
اسمحوا له ليصل لكل باحث ومفكر، فإنه ودود رحيم (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)، هو كذلك وأرحم من ذلك، يستقبل من يريد أن يتعرف عليه من ذكر وأنثى، (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
ويبدأ مدخل حريته معك مطمئنا بقوله (لا إكراه في الدين) ويزيدك اطمئنانا بقوله (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا)، معترفا بك مقرا بدينك وكتابك وبأسلوب ليس فيه ترهيب ولا ترغيب يبدأ نقاشه منطلقا من الآية الكريمة (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)، وختم حديثه معك مودعا بقوله تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فيكفر)، وبينك وبينه الاعتراف بالآخرة (لكم دينكم ولي دين)، وبينكم التعامل والعيش بالحسنى وتبادل المنافع (لا ينهاكم الله عن الذي لم يقاتلوكم في الدين ولمن يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين).
هذا هو الإسلام وأسلوبه في الدعوة، فمن قال بغير ذلك وتعامل دون ذلك فقد ابتدع، (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله).
لا شك أننا في حاجة إلى من يتبنى مشروعا يكون هدفه إيصال هذا الدين إلى البشرية كاملا غير منقوص ولا محرف، وعلى المسلمين أن يستشعروا أنهم رسل لباقي الأمم، ومن أوجب واجباتهم أن يوصلوا هذه الرسالة العالمية إلى البشرية، وأن يكون هناك عمل مضاد بقدر ما أساء هؤلاء وشوشوا، وأن ندفع عن الإسلام وعن رسوله ونوضح للإنسانية سماحة الإسلام صاحب الرسالة الواحدة، الداعي للأمة الواحدة وإلى الأصل الواحد والقبلة الواحدة من أب واحد وأم واحدة لا فضل بينهم إلا بالتقوى، ندعوا إلى ذلك من غير ترهيب ولا عنف ولا تفجير، (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين).
الخليفة: أحمد التجاني أحمد البدوي
ahmedtijany@hotmail.com