ما وراء الكيبورد

 


 

 

 

عندما فجر العالم المسلم العراقي محمد بن موسى الخوارزمي ، علم الجبر وقدم فيه اللوغاريثمات Algoritmi (من خوارزمي)، وقدم عدد " الصفر" الذي بنيت عليه كل علوم التقنبة ، من لم يدر بلخده أنه بذلك أساسيات ثورة اليوم في التكنلوجيا وعلم الفضاء ، على أن كل الأمر يدور في عملية جبرية completion بين الصفر والواحد حتى صار العالم يرد علينا بضاعتنا هذه في العالم الرقمي الذي لا نساهم فيه إلا قليلا جدا.

نحن ابناء الخوارزمي ما زلنا نرزح في ثقافة الأستهلاك الميكانيكي ، والان تركنا العالم في الاستهلاك الميكانيكة وحول الحياة لسراديب تقنية تدار بالرموت كنترول في شبكة انترنت الاشياء ، Internet of things ، وقالوا لبنا قبل ثلاثين عام ان الذي لا يواكب التقنية سوف يكون اميا بعد عشرين عام وقد كان ، الان نحن في أميون تماما ، ومستهلكون فقط ، وسوف نصير اكثر امية بعد قليل لأن كل الاشياء حولنا سوف تتحرك بروتوكولات (انظمة رقمية )، وتتحرك او توجه بمجرد ما تكتب ال IP Internet protocol وتطير بمجرد ان تعطيها امر الطيران والان بدأت الحروب تدار بالروبوتات اسلحتها وحركاتها وقد وصل علم الروبوتات المبني على اللوغاريثم نفسه الى صناعة جرايثم وحشرات تقنية دقيقة توجه وتدار بكل فاعلية ... وهنا لا اعرف اذا كان ود تكتوك رحمه الله حاضرا بماذا كان سيتنبأ بعدها ... بعد ان تنبأ (كما يقال) بآنتقالنا من مرحلة المشي بالبيوت ( ميكنيكا) ... والكلام بالخيوت (سراديب التقنية ) .
عندما اتانا عالم تقنية البرمجيات بالانترنت "برنار لي: في سنة 1997 في بطلب من مركز بليغيتس للتقنية في حي سويتو للسود قرب جوهانسبورج ، كنت للتو قد فرغت من إنشاء أول موقع لي وخصصت لي ايميل في الإنترنت ، وكنت اشعر بالفخر بيني وبين نفسي في الولوج لعالم النت والذي واحدا من دافعي لي للذهاب لجنوب افريقيا، لكني لم أكن أعلم ان معرفتي هي جزء قليل جدا جدا في عالم الاستهلاك نفسه ، وكان بلخدي ان اتطور في هذا الاتجاه ، و بعد ان تقدمت قليلا واكتشفت أن "مفاتح " the blue prints او "بذرة" علم التقنية بيد زمرة معينة من البشر وغالبهم من زمرة اليهود ، لا يشاركهم فيه احد ولا ينافسهم فيه احد ، ويطلقون كل مرة ، بذرة من بذرات تقنية ما ثم يبني الاخرون "المطورون the developers عليه ما يريدون ، هذه هي قناعتي التامة الان بعدما اكتشفت ايضا ان النت تدار في هيئتها العليا w3w وما وراءها ،،بمثل هؤلاء من خلالا تطوير تلك البذور ، كل هذا مأخوذ من الاساسيات التي وضعها علماؤنا ، محمد الخوارزمي في العراق ، وبن الهيثم في الأندلس ، والبروني وأخوان الصفا وغيرهم.
وكنت العب بنواصي الكيبورد واعطي الاوامر داخل لغة ال HTML اول لغة طورت للبرمجة في مواقع النت وكانت تلك الاوامر المبيتة tags تغعل في فعل السحر وتدهشني عندما اعطيها امر الظهور في الشاشة لتظهر لي ما الريد ، ولم يدر بخلدي كيف ان العالم من تحت مفاتيح الكيبورد له سوق وهرج ومرج حتى تتم لي تلك النتائج من العمليات وتظهر لي كما اريد. بل كنت استغرب جدا من التسخير الالهي الذي جعل الأسلاك ، والساتيلاتز قرب الافلاك ، تتحرك بأوامر عقل بشري . والله كنت في حيرة فعلا... لكن عندما اتى لنا بيرنر (فعلا بيرنر فقد أشعل عقولنا الصغيرة ) ، عندما وحكى لنا كيف انه فتح بابا موحدا لنظام الشبكات المفتوح Open Systems OS والذي اكتشفه هو (لا ادري بأي عقلية)، وجعل الانترانت تتحدث مع بعضها بعد ان كانت شبكات متغيرة الانظمة واللغات ، هذا الرجل شربك لغات البرمجة في الحاسب الالي ال C وال C++ وال الباسكال ولغات برمجة النت ال HTML و ال XML و الجافا اسكربتس وجعل كل الرقع الداخلية tags والتي بأوامر معينة تغير الوان الشاشات في المواقع وتضيف الاصوات والصور وتجعلها تتحرك وتتراقص ، وكأنها حياة من نوع اخر ، ثم انه اوجد ال WWW مختصر بوابة النت لدخول كل تلكل اللغات وبرتوكولات النت تتحدث بلغات مختلفة لكنها تتفق مع بعضها في عمل متكامل يخرج لنا في شكل مواقع ما علينا الا ان نكتب عنوانها في عنوان المتصفحات ليظهر لنا عرض اي شيء كما كتبه صاحبه ، والغريب ايضا في التقاط روبوتات مختصة داخل برامج المتصفحات هذه الروبوتات لا تقرا الا جزء معين في موقع اي شخص او جهة ما او شركة وتحضره في ثواني والسبب انها تقرأ رقعة META فقط لتبحث عن ملايين الكلمات او الجمل المتشابهة عشوائيا ليتم عرض ذلك الموقع وفقا للبروتوكول المخصص له رقم عالمي لا يحمله الا ذلك الموقع.
لكن الذي ادهشني أكثر هو آلية عمل الايميل نفسه ، كيف تكتب عنوان ايميل معين لجهة ما ، وبلغة معينة من الالاف اللغات ، فبعدما تكتب الايميل وترسله يصل في ثواني؟
السر انو الناس الخارقين ديل قاموا عملوا سبع طبقات سموها الطبقات المنطقية logical layers ، وكل طبقة ادوها وظيفة معينة ( تسخير الهي)، يعني تخيل انو عندك رسالة حروفها نور وجسمها سبايب من لون البلور ليست لها هلام يلمس ولا قوام يرى بالعين المجردة ، هذا القوام والهلام قسموه لسبع طبقات لها سبع وظائف من جانب المرسل تقابلها نفس الطبقات بس بي صورة مقلوبة في جانب المستقبل لتستقبل الرسالة المرسلة مثلها ومثل اي سبع قمرات قطر ، كل واحدة تسلم الثانية امانتها للطبقة الزميلة counter layer يعني ، واحدة مهمتها قراءة عنواني المرسل والمرسل اليه وعند اللقاء تتم عملية تصافح hand shaking ومطابقة compliance ليدخل اسم الايميل على الايميل ، وهذا يحدث اولا يعني زي السلام عليك يا محمد وعليكم السلام يا احمد ، وتتم مطابقة الاسماء للجد العاشر مثلا (والاجداد هنا هي رقم البرتوكول المخصص لذلك الشخص في النت والموافق مع رقم البروتكول بتاع جهازه ورقم بروتوكول بتاع مقدم خدماته Local services provider اينما كان مع بروتوكول مقدم الخدمات للدولة وتقرأ هنا اللواحق الاخير مثلا السودان SD اذا كان الراسل او المرسل اليه من السودان مع جنوب افريقيا .co.za ) فيقبل الاسم الاسم الاسم ويتم التصافح ويبدأ بعد ذلك تفريغ غرف الطبقات عند المستلم وفتحت احضانها ليتم فتح ابواب طبقات المرسل في تزامن عجيب ليبدأ عمل الست طبقات لكل منهما لتقوم الثانية بمعرفة لغة المرسل لتهيئ لها لغة الغرفة المخصصة ويتم القبول وتقوم الطبقة الثالثة مثلا بمعرفة حجم الرسالة وعدد احرفها لتهيء لها طبقة المكان وتقوم الاخيرة مثلا بإنزاع كامل الشحنة وتدق ليك جرس كمان توريك انو في شحنة رسالة نزلت وتكتب ليك عنوان المرسل وعنوان الرسالة وكمان ترسل رسالة راجعة اننا يا جماعة استلمنا رسالتكم وتجد ما ارسلت في خانة الارسالة مع اشارة الاستلام والا سيكتب لك رسالة ان العنوان الذي ارسلت له غير صحيح .
بنيت كل تقنيات النت على شفرة اجدنا الذين اكتشفوا لغة الاسكي التي تقرأ ضربات الكيبورد بين الصفر والواحد لتخصص كل ضربة حزمو معينة من مصفوفة الصفر واحد صفر واحد صفر مثلا (تمثل كلمة معينة عندما تنقر على عدة ازرار وهكذا تمت ترجمة تلك الضربات الى كلمات والوان واصوات وخلافها تعرفها اجواف لغات البرمجة وتحولها لما نقرأ ونرى ونتفاعل مع الحاسب والواتس والفيس وخلافهم.
سبحان الذي سخر البشر ليسخر الحديد والحجر وسخر الرياح لواقح وسخر النطف نواقل لأسباب خلقنا وخلق الله ،
سبحان الذي سخرلنا هذا وما كنا له مقرنين .
الإيمان بالتسخير هو ايمان بأن الله واجد ، وخالق ومنشيء النشأة الاولى وبيده مقاليد الأمر من قبل ومن بعد وهو ذو القوة والجبروت واللطيف الذي أبدع اللطايف ، وما تسخير الانسان وعقله وعمله في الكون الا نطقة في محيط علم الله العظيم.


rafeibashir@gmail.com
>

 

آراء