ما يمكن ان تفعله الانتخابات يا سيدي الامام !
14 December, 2009
صرح الإمام الصادق المهدي بان الانتخابات لن تمنح حصانة ضد المحكمة الجنائية الدولية. وهي بدهية لا تصدر من سياسي في قامة السيد الصادق دون سبب قاهر. ولهذا اعطتها بعض الصحف اهمية كبري بحيث وضعتها بالبنط العريض في صدر صفحاتها الاولي .
ولست ادري ان كانت هذه المعلومة الخطيرة قد اطلقها السيد الأمام في هذا الجو الملبد فرحا بها أو ساخطا عليها وإن كان قد اطلقها علي سبيل الاحتجاج او التحذير او التشفي ، او اعلنها لإثارة الخوف والإحباط .
وكل هذه الحيرة لان موقف الامام غير محدد نهائيا من المحكمة الجنائية واتهامات اوكامبو للرئيس البشير ومجموعة معتبرة من القادة سيأتي ذكرهم لاحقا في جرائم الابادة الجماعية والاغتصاب الجماعي.فهو لم يعلن تأييده لها كما لم يعلن إحتجاجه برغم اننا نعرف جيدا موقف الأمم المتحدة الرافض لتهمه الابادة. وموقف الكونغرس الامريكى المصر عليها لاسباب واضحة.
ولسنا ندري ما هو المطلوب ازاء هذه المعلومة: هل هي اشارة لصرف النظر عن هذه الانتخابات التي لن توقف المحكمة الجنائية التي يبدوا انها الشغل الشاغل للمعارضة؟ ام هي دعوة لطمأنة المعارضة بان الانتخابات لن توقف الاتهامات التي يعتمدون عليها كثيرا في إزالة المؤتمر الوطني حتى ولو اكتسح الانتخابات ؟ بصراحة ، هل المقصود تبخيس الانتخابات وبالتالي تبخيس إرادة الشعب السوداني ام اعلاء شأن المحكمة الجنائية التي لا يقف في وجهها شئ.
ماذا لو قال زعيم متعاون في رام الله ان مقاومة الشعب الفلسطيني التي تدعو لها حركة حماس ليست حصانة من الاحتلال الاسرائيلي، ولن تحمي اطفال غزة من قنابل اسرائيل المحرمة؟ أو قال زعيم لبناني ان مقاومة حزب الله لن تكون حصانة ضد الغزو الاسرائيلي لبيروت ؟ وماذا تنفع قناعة فيتنامي متعاون مع امريكيا بان الشعب الفيتنامي الاعزل لا حصانة له امام سطوة امريكا ؟.
ما جدوي اطلاق تصريحات عقيمة بهذا الشكل ؟ فقيام الانتخابات في السودان ، ومقاومة العراق وافغانستان وحزب الله وحماس وقبل ذلك فيتنام وكل مقاومة شريفة شجاعة تقوم علي تبريرات من ذاتها ولا تستند علي حسابات منطقية او قانونية ما اذا كانت ستوقف تآمرا او تردع عدوانا او تمنح حصانة ضد محاكمة تآمرية .
ونعم .. صدق السيد الإمام : لن تمنح الانتخابات أي حصانة ضد المحكمة الجنائية الدولية وكذلك لن تمنح حصانة ضد أي من المخططات الامريكية والصهيونية. ولن تمنع ما يخطط للسودان من عقوبات وحصار وخطط لتقسيمه واضعافه وربما لمحوه من الوجود.
ولا اعتقد ان أي مواطن سوداني يملك أي قدر من الوعي السياسي قد خطر في باله ان صوته سيمنع اوكامبو من مواصلة المخطط الذي اختير له او يوقف العقوبات والمقاطعات الموجهة ضد شمال السودان
نعم يا سيدي ! الانتخابات لن تمنع شرا ولن ترد مكروها يخطط لهذه البلاد من خارج الحدود . ولكني اقول لك ما يمكن ان تفعله ! ان تأتي بحكومة ومعارضة اصيلتين على قلب رجل واحد من صلب هذا الشعب الشجاع فلا تعمل أي منهما مكايدة لفتح الابواب لرجل منحرف اخلاقيا ومتهم دوليا مثل اوكامبو يعمل علي تجنيد شهود الزور عيانا بيانا للنيل من كل مؤسسات هذا الشعب وليس الرئيس وحده .
حينئذ فقط لن يكون للمحكمة الجنائية والمتعاملين والمتعاطفين معها الحصانة التي تجدها الآن من العملاء والمندسين وشهود الزور . المحكمة الجنائية هي التي تحتاج الي حصانة لا الرئيس السودانى . حصانة الرئيس ودستور البلاد وكرامتها تاتى من هذا الشعب .
وحصانة هذا الشعب وكل شعوب العالم تأتي من قوتها الذاتية وشجاعتها وولاء ابنائها.
mohammed shoush [mi_shoush@hotmail.com]