متى يستيقظ ضمير المثقف السودانى

 


 

تاج السر حسين
13 November, 2011

 


royalprince33@yahoo.com

متى يستيقظ ضمير المثقف السودانى وهو يشهد بعينيه وطنه يتمزق وينقسم ويتفتت واقتصاده يتدهوره والحاجه والعوز جعلت بيت العز والشرف يغض طرفه ويسمح بممارسات ما كان يسمح بها فى السابق ، وفساد النظام فى زيادة وتنامى كل يوم وفى جميع جوانب الحياة والنهب من المال العام بلا رحمه أو شفقه ، أضافة الى ذلك لا يج الشرفاء من ازلام النظام سوى الأفتراء والأساءة واللسان (الزفر)، وكأنهم لم يستمعوا لزين العابدين بن على وهو يردد (فهمت .. فهمت) ثم يؤكب طائرته ويهرب للسعوديه أو (للقذافى) وهو يستجدى الثوار التوقف عن ضربه وهو من شنق اخوانهم الطلاب فى ساحات الجامعات الليبيه خلال شهر رمضان، مثلما فعل (البشير) بالضباط الثوار الأحرار ال 28 فى نهار رمضان خلال ساعات ودون محاكمات عادله.
بالطبع لا أعنى جميع (المثقفين) وأنما الذين ماتت ضمائرهم واسكتهم الدينار وظلوا يوالون النظام ولا زالوا يتحدثون عن (البشير) دون خجل (بالسيد الرئيس قال .. والسيد الرئيس فعل .. والسيد الرئيس ود بلد) !!
والبلد أصبح بلا أب أو ولد.
الم يتعظوا من حال المثقفين فى الدول المجاوره التى غمرتها الثورات، الذين اصبح بعضهم غير قادر على رفع عينه للنظر فى وجوه رفاقه الشرفاء الذين قبضوا على الجمر باياديهم الطاهره، وبعض آخر تحول وتلون ولم يهتم لوضع اسمه فى قائمة المتحولين والمنافقين.
متى يستيقظ ضمر هؤلاء (الأزرقيه) الذين نقرأ لهم فى صحف النظام الصفراء ونشاهدهم على الفضائيات ونستمع اليهم دون خجل وهم يطبلون لنظام عمر البشير، بعد أن سامحهم الشعب وغفر لهم ولم يحاسبوا أو يعاقبوا على نفس هذا الدور الذى كانوا يقومون به خلال فترة نظام (مايو) الكوؤده؟.
كتب المثقف المصرى (عمار على حسن) على صحيفة (المصرى اليوم) بتاريخ 1/11/2011 عن المثقف المصرى (عديم الضمير)، فى وضع مشابه لحال المثقف السودانى قائلا:
" آن لأغلب المثقفين أن يكفّروا عن كل سيئاتهم التى ارتكبوها فى حق الشعب المسكين سنوات حين زينوا للطاغية أفعاله، وصمتوا عن فساده، وعرفوا جهله وعناده وغروره وفقر خياله لكنهم صوروه للناس على هيئة غير هيئته وحال غير حاله فأطالوا عمر حكمه، وقبضوا الثمن البخس، الذى لم يزد على رضا من صاحب الحظيرة، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ثم يسخرون من أولئك الشرفاء من بينهم الذين رفضوا الاستكانة والذل والخراب، وانحازوا إلى الناس وحملوا أشواقهم إلى العدل والحرية والكفاية.
آن لهؤلاء أن يعيدوا النظر فى قراءاتهم الأولى ليعرفوا مستوى الخيانة التى تلفهم، وحجم العار الذى يلطخ أرواحهم وأجسادهم. لقد لاكوا كلاماً فى الزمان الأول طالعوه فى كتب جان بول سارتر يقول لهم: «أينما حل الظلم فنحن الكتاب مسؤولون عنه»، وصدعونا كثيراً بأقوال عن "فى البدء كان الكلمة" و «أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر» لكن عزائمهم بقيت خائرة وقتا طويلا، ولم يتعلموا شيئا حتى من الشعب المعلم والشباب الملهم، وظنوا أن الكتابة والإبداع والعلم مجرد قلائد للزينة يمكن أن تجعلنا نقبل النظر إلى جسد متهالك متحلل حين توضع عليه، أو مجرد توابل يمكن أن تجعل السمك المشرف على التعفن مستساغاً للجوعى.
قام الشعب بثورة عظيمة بينما كان مثقفو السلطة يتيهون فى غيهم، ويغوصون فى أوحالهم، ويلعقون بأيديهم وألسنتهم الفتات المتاح أمامهم فى خوان السلطان. أيام الثورة دافعوا عن الرئيس المخلوع فى البداية، ثم تخلوا عنه تدريجياً فلما سقط كانوا فى طليعة من هجوه وذموه ورموه بكل الموبقات والنقائص، ثم راحوا يدافعون عن الثورة وكأنهم هم من أطلقوها أو دعوا إليها ونظَّروا لها. ولم يمر وقت طويل حتى عادوا إلى خندقهم القديم، بعد أن استبدلوا مبارك بمجلسه العسكرى، وسارعوا إلى أماكنهم التى راقبوها من بعيد حتى اطمأنوا إلى أن العسكر راغبون فيهم أبواقا جديدة ومستشارين يزينون الباطل، ويأسرون الشعب لحساب السلطة، ويقتلون أحلام الناس لتحقيق مصالح أصحاب العروش والكروش، فهرولوا وهم يقولون: ((الحمد للسلطان الجديد، الحظيرة على حالها، تغير الحارس فقط، ومنافعنا تنظرنا، وليذهب الشعب إلى الجحيم، ولتمت الثورة إلى الأبد)).
فيا أيها المثقفون المحترمون، يا من رفضتم الأكل على موائد مبارك، وقبضتم على الجمر ولم تئنوا، تعالوا إلى كلمة سواء، فالناس تنتظركم على مشارف كل صباح، ولا أمر فى مكان أو زمان إلا ويوقفنى أحدهم: أين أنتم؟ وها أنا أصرخ مع كل السائلين: أين أنتم؟ أين أنا؟ أين نحن؟ أين هم؟ كل ما يجرى حولنا يستصرخ فينا أمانة الكلمة ونخوة الرجال وشرف الوطنية، ألا نترك الناس تنزف أحلامها على قارعة الطريق، جوعى عرايا، بعد أن بنوا آمالاً عريضة على الثورة فى أن تنقلهم من الاستبداد إلى الديمقراطية ومن الاستعباد إلى الحرية ومن العوز إلى الكفاية.
أنتهى جزء من المقال الرائع للمثقف المصرى (عمار على حسن).
وها انذا اقول للمثقف السودانى فى الداخل اذا لم تستطع الصدع بقول الحق فالصمت أكرم، اما لمثقفى الخارج اقول ان معظمكم تركوا بلدا يحبونه بسبب الرأى أو الموقف السياسى أو بسبب القهر والتعذيب والتشريد والمضائقه فى الرزق وصعوبة الحياة، وغالبيتكم أصبح لاجئا أو مقيما فى ديار المهجر مرغما لا بارادته، فمن غير المنطقى هذا الدور السلبى مما يدور فى الوطن وأن يختزل (الحل) فى تحقيق بعض النجاحات الشخصيه والفرديه ، فكل متعة وكل مال زائل ويبقى الوطن .. والوطن فى خطر وخطر كبير جدا.


 

آراء