مجلة الإيكونومست تتنبأ بفشل مفاوضات أديس أبابا وبتجدد الحرب ؟

 


 

ثروت قاسم
13 August, 2012

 



Tharwat20042004@yahoo.com

الموقف السياسي العام !

نلخص أدناه  في أربع  نقاط  بعض الأحداث ذات الأهمية ، والتي مرت مرور الكرام ، على بعض السابلة والسيارة :

أولا :

1 -  حوارات الصفوة !
+  ألقى المبعوث الأمريكي الخاص للسودان برينستون ليمان خطابا ، في ندوة  حول السودان بمركز مايكل أنصاري بالمجلس الأطلنطي  للعلاقات الدولية في واشنطون  ( الأربعاء 1 أغسطس 2012 ) لخص فيه سياسة إدارة اوباما في السودان ! وتلى إلقاء الخطاب  مناقشات هامة بين المشاركين في الندوة  !

أهمية الندوة لا تكمن  في محتوى الخطاب ، فسياسة إدارة اوباما في السودان معروفة  للقراء الكرام ، وليست في شخصية الخطيب ، فالسفير ليمان منفذ وليس صانع سياسات !

أهمية الندوة كانت في ماهية المشاركين فيها  ...  فمعظمهم من صانعي السياسات ، الذين يمكن أن يغيروا سياسة إدارة اوباما في السودان !

حيث شارك فيها أعضاء في الكونغرس الأمريكي ، وأعضاء في مجلس الأمن الوطني الأمريكي ، وبعض كبار الموظفين في وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة الإستخبارات المركزية بجانب بعض كبار كتاب الرأي، والمعلقين السياسيين في الصحف ومحطات التلفزيون الأمريكية  !

اختزل  السفير ليمان في ورقته  سياسة إدارة أوباما في السودان في دعم نظام البشير ومساعدته في  تأمين الإستقرار والتنمية في  السودان ، ببساطة لأن تأمين الإستقرار والتنمية في دولة جنوب السودان يعتمد على تأمينهما في دولة شمال السودان ! فدولتا السودان توأم سيامي ، إذا اشتكى منه جزء ، تداعى له الجزء الثاني بالسهر والحمي ، حسب مفهوم إدارة اوباما !

ولكن تتعدد مراكز اتخاذ القرار في أمريكا ، فالكونغرس يمثل مركز آخر مهم بجانب إدارة اوباما لإتخاذ القرار بخصوص السودان ! وسياسة الكونغرس في السودان مدابرة لسياسة إدارة اوباما ! الكونغرس يناقش هذه الأيام قانون ( محاسبة السودان – 2012 ) ، الذي ربما تم اعتماده في اكتوبر 2012 !

هذا القانون يدعو للقبض على الرئيس البشير ومحاكمته في لاهاي ، لأنه لا استقرار ولا تنمية في السودان بدون احقاق قبلي للعدالة ، حسب مفهوم الكونغرس ! واستقرار دولة شمال السودان تؤدى بالضرورة لإستقرار جنوب السودان ( المبتغى الأساسي  والحصري ) !

ثم أن معظم المشاركين الآخرين في الندوة من الكتاب والإعلاميين الذين يؤيدون وجهة نظر  الكونغرس الأمريكي لحل الأزمة في السودانين  ! هؤلاء المفكرون والكتاب يؤثرون في تشكيل الرأي العام الأمريكي ، والذي يؤثر بدوره في سياسة إدارة اوباما وسياسة الكنغرس في السودان  !
كما أن هكذا حوارات بين الصفوة المتنفذة تساعد في تشكيل رؤى ومواقف كبار موظفي مجلس الأمن الوطني الأمريكي ووكالة الإستخبارات المركزية ووزارة الخارجية المشاركين كذلك في الندوة !


ومن ثم أهمية المناقشات التي دارت بين المشاركين في الندوة  بعد إلقاء المحاضرة ، لتداعيات  ومآلات هذه المناقشات  المباشرة على سياسة إدارة اوباما في السودان !

نتمنى من قادة تحالف قوى الإجماع الوطني وتحالف كاودا الثوري أن يتكرموا بمتابعة فيديو المناقشات  المعقبة على محاضرة السفير ليمان على الرابط أدناه : 


http://www.youtube.com/watch?v=QQDtHVBnDOs



كما  دعا السفير ليمان السودانيين كافة  للتعليق على مقترحاته وتوصياته  المضمنة في ورقته ، لإزالة عدم الثقة والشك بين الطرفين ! يمكن لاهل النظر التكرم بالرد مباشرة للسيد ليمان ، بصورة للرأي العام السوداني والدولي !

راجع خطاب المبعوث الرئاسي ليمان على الرابط أدناه :

http://www.acus.org/files/Africa/080112_PrincetonLyman_USSudanRelations.pdf

ثانيا :
2 – مجلة الإيكونومست البريطانية !
ذكرت مجلة الإيكونمست البريطانية المحترمة ( عدد يوم الخميس 9 اغسطس 2012 ) أن دولتي السودان لم تتفقا بعد على بنود ورقة  الطلاق بينهما ، وهو تسريح بلا احسان في كل الحالات ، وربما قاد الى محاولة كل طليق اغتيال  طليقه ! وعابت المجلة على اتفاقية النفط أنها اتفاقية نصف مطبوخة ، ومن المتوقع عدم اكتمال طبخها ، نسبة لشروط الرئيس البشير التعجيزية التي اشترطها على الرئيس سلفاكير  ... (فك ارتباطه بالحركة الشعبية الشمالية وتسريح قواتها  المسلحة  ، وطرده لحركات دارفور الحاملة للسلاح من دولة جنوب السودان) !

استعار كمال حقنة تعبير كوندليزا رايس الشهير ( اتفاقية مرفرفة على الرف ) لتوصيف اتفاقية النفط  واتفاقية المعابر الآمنة ، كون تفعيل كل اتفاقية مشروط  بإستيفاء الجنوب لشروط تعجيزية يفرضها الشمال ، كما هو مذكور أعلاه !
تدعي  مجلة  الإيكونومست  أنه حتى لو اكتمل طبخ اتفاقية النفط ، وهذه معجزة في حد ذاتها ، فإن مردودها المالي لن يكفي ليوقف التضخم والغلاء والمظاهرات الإحتجاجية في الشمال ، ولن يكفي ليوقف الإنهيار الإقتصادي والإفلاس  المالي  في الجنوب !
اضافة  لتشاؤم مجلة الإيكونمست ( وهو تشاؤم مبصر عن معرفة ودراية ببواطن الأمور ) ، فانها أماطت اللثام عن بعض البنود غير المكتوبة في اتفاقية النفط ، نختزل منها بندين ، وبند ثالث مكتوب ، أدناه :
+  خلال فترة ال 42 شهرا المرحلية القادمة  وحتى أول مارس 2016 ، سوف تدفع دولة جنوب السودان حوالي 3 مليار دولار  للشمال ، يتم خصمها عينيا من كل برميل نفط جنوبي مباع ، بالإضافة الى رسوم عبور بواقع 9 دولار للبرميل ، يتم خصمها عينيا من كل برميل نفط جنوبي مباع ... هذا بند مضمن في الإتفاقية !
+ ذكرت المجلة أن الصين ربما طلبت من شركتها العاملة في السودان والتي أنشأت ، بمالها ، خط انابيب البترول من الجنوب الى بورتسودان ( وهي المالك الحقيقي لخط أنابيب البترول ) أن تجمد المطالبة  بنصيبها  في تعريفة ترحيل برميل البترول لصالح نظام البشير (  المفروض 8 دولار للشركة الصينية ودولار لنظام البشير من تعريفة ال 9 دولار الترحيلية ) خلال فترة ال 42 شهرا القادمة ،  للتنفيس شيئا عن نظام البشير خلال هذه الفترة العصيبة من تاريخه ... هذا بند شفاهي غير مكتوب !
+ ذكرت المجلة أن إدارة اوباما سوف تدعم دولة جنوب السودان ماليا خلال فترة ال 42 شهرا المرحلية  القادمة ، وسوف تطلب من المملكة العربية السعودية والكويت تقديم دعم مماثل لدولة شمال السودان خلال نفس الفترة المرحلية  ... حوالي 3 مليار دولار في كل حالة ... هذا بند غير مضمن في الإتفاقية !

وتختم مجلة الإيكونومست تقريرها بعدة ملاحظات ، نورد منها اثنين :
+ دولة جنوب السودان لها مصلحة في أن لا يتم اتفاق النفط بسلام حتى يسقط نظام البشير المترنح ؛ والعكس صحيح ! وقد صرح كل طرف بهذه الأمنية صراحة !

إذن كل طرف سوف يعمل على اغراق اتفاق النفط ، وبالتالي بقية الملفات العالقة  ، ليضمن سقوط عدوه ، ناسيا نفسه ، وناسيا تداعي باقي الجسد لمرض أحد اعضائه !
+ بدأت حجوة  ( يفتح الله يستر الله ) أم ضبيبينة  ، ومتلازمة  المديدة حرقتني ، ومعركة عض الأصابع  بين دولتي السودان ، التي ربما انتهت بالحرب بينهما ؟  ونفس الفيلم سوف يتكرر بين نظام البشير والحركة  الشعبية  الشمالية ، الفيلم الذي سوف يقود الى استدامة الحرب الأهلية بينهما في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ، واستدامة أهوالها على حوالي مليون نازح ولاجئ !
اجتماع القمة القادم  بين الرئيسين البشير وسلفاكير ( أديس أبابا – السبت 22 سبتمبر 2012 ) ربما تمخض ليلد فأرا ، وأمسك بعدها بالملف المتشددون في كل دولة  من أمثال كمال حقنة وباقان أموم ؟
لمزيد من التفاصيل ، يمكنك قراءة كامل تقرير مجلة الإيكونومست على الرابط أدناه :
http://www.economist.com/blogs/baobab/2012/08/two-sudans



ثالثا :


3- خطاب سلفاكير الإعتذاري !
+   يدعي الموقع الإلكتروني لحركة الداعية الإسلامي الأمريكي لويس فرخان ( النداء الأخير ) ، أن إدارة اوباما  واقعة  تحت تأثير الإنجليين الجدد ، وبالأخص القس فرانكلين  جراهام ، ولذلك تهتم  بجنوب السودان المسيحي ، على حساب دارفور المسلمة  ، وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان المسلمتين ، في الغالب  !

يدعي موقع الداعية فراخان أن الرئيس سلفاكير قد أرسل خطابا اعتذاريا للرئيس اوباما :
•     اعترف  فيه بتقديمه  دعماً عسكرياً ولوجستياً لقوات الحركة الشعبية   الشمالية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق !

•     اعتذر فيه عن الكذب على الرئيس اوباما في هذا الموضوع مرتين في الماضي !
راجع الرابط أدناه :

http://www.mcclatchydc.com/2012/08/02/159535/clinton-visit-to-south-sudan-colored.html

وأشارت مواقع إلكترونية أمريكية أخرى لهذا الخطاب ، رغم أن حكومة دولة جنوب السودان قد نفت أي وجود لهذا الخطاب !
هل يعني هذا الخطاب الإعتذاري ، أن الرئيس سلفاكير بصدد ، تحت الضغط الأمريكي المتصاعد ، فك ارتباطه بالحركة الشعبية الشمالية ، وبالتالي بحركات دارفور الحاملة للسلاح !
هل يقع  تحالف كاودا الثوري بين مطرقة أبالسة الشمال وسندان أفاعي الجنوب ؟
ربما  يفسر خطاب الرئيس سلفاكير الإعتذاري للرئيس اوباما الإنشقاق الأخير ( الأربعاء 1 أغسطس 2012 ) في حركة العدل والمساواة ، وربما انشقاقات أخرى قادمة في مكونات تحالف كاودا الثوري ، بل ربما هلاك هذا التحالف لإعتماده الحصري على الرئيس سلفاكير ، اعتماد الجنين في بطن أمه على الأم ، بعد قفل أبواب ليبيا وتشاد ؟
رابعا  :

4 - القائد باقان أموم !

+   بعد رجوعه من أديس أبابا ، عقد معالي الوزير باقان اموم مؤتمرا صحفيا ( جوبا -  السبت  4 أغسطس 2012 ) ، طفح بكثير من التصريحات غير الصحيحة (  في عصر ثورة الإتصالات! ) ، والمتناقضات الشاخصة حتى بين فقرات من حديثه  في نفس المؤتمر الصحفي ! وهذه التصريحات المغلوطة  ترتد الى نحره ونحر دولته الوليدة ، وتفقدهما التعاطف الدولي والإقليمي !

كان يمكن لمعالي الوزير باقان أن يتواضع لربه ، ويتذكر :

+ أن دولة جنوب السودان هي الدولة الوحيدة في العالم قاطبة ، التي يعتمد أكثر من نصف ( مواطنيها ) على الإغاثات الدولية !

+ أن اسم معاليه يرقد في أعلى القائمة الخمس وسبعينية التي أرسل الرئيس سلفاكير  خطابات لمنسوبيها ( الخميس 3  مايو 2012 ) يطلب فيها منهم ارجاع 4 مليار دولار منهوبة من المال العام الجنوبي !

+  أن اسم معاليه من بين المتهمين في جريمة اختلاس 2 مليار دولار تم تحويلها لشركات وهمية  لتوريد ذرة لم تصل الى الجنوب في عام 2009!

ولا ننطق عن هوي  ، بل نتوكأ علي بينات !

راجع الرابط أدناه ، وتعال قابلني :

http://www.finalcall.com/artman/publish/World_News_3/article_9051.shtml


+ إن التوازنات القبلية وحدها هي التي حمته من الطرد من وظيفته الرسمية !

اللي اختشوا ماتوا !
5 – صدق أو لا تصدق ؟
فتحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، (  صباح الأحد  12 أغسطس 2012 ) ، معبر كرم أبو سالم التجاري،  في قطاع غزة، لإدخال 270 شاحنة محملة بالمواد الغذائية ، ولتصدير شاحنة واحدة من الخضروات إلى السعودية!
وفي المقابل ، استمرت حكومة العسكر  في مصر في قفل معبر رفح ، وخنق سكان غزة  ؟ كما رفض  العسكر   ،  عقب حادث رفح ،  السماح بالمرور عبر معبر رفح  ، لشاحنات  تحمل منحة الوقود القطري ( وليس المصري )  المخصص لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة ، مما اوقع سكانها  في ظلام دامس  ! 
في هذا السياق ، وصل إلي القاهرة (  الأحد 12 أغسطس 2012 )  يعقوب أميتاي سفير إسرائيل لدى مصر قادمًا من تل أبيب بعد قضاء أجازة استغرقت عشرة أيام في إسرائيل ؟
تعيش ! وتشوف !  وتصدق ما تشوف !  وتردد مع صلاح جاهين ... عجبي !

ولكن وفي نفس يوم الاحد 12 أغسطس 2012 ، سقط في مصر فرعون  عسكري ، وظهر فرعون ثان مدني !
سقط المشير طنطاوي ومعه المجلس العسكري العالي وفلول مبارك من عرش  الفرعونية ، وحل محله الفرعون المدني محمد مرسي !
نتمني بظهور الفرعون الجديد ان يبدأ الفجر الصادق لثورة 25 يناير ، وأن تختفي المساخر المذكورة أعلاه ، وأن يتبع  الفرعون المدني  محمد مرسي قوله للذي عنده علم من الكتاب بالفعل !


نواصل ...

/////////////

 

آراء