محاولات مستميتة ولكن!!

 


 

 

الصباح الجديد -
لا يغمض جفن لأنصار النظام البائد دون تحريك كل طاقاتهم من أجل استمرار الحرب ليس حباً في مناصرة الجيش أو لدحر قوات الدعم السريع وإنما لتغطية الفساد التراكمي الذي ولغوا فيه لأكثر من 30 عاماً وحتى الآن ، وللحُلم الذي يراودهم بالعودة للحكم المطلق مرة أخرى بعد أن أطاحت بهم الثورة .
من الواضح أن هناك علاقة ما زالت عميقة بين (الفلول) والحكومة الحالية ويظهر ذلك في تصرفاتها المرتبكة سواء كان على مستوى العلاقات الخارجية وإدارة الشأن الداخلي التي تبدت ملامحها الخاسرة بقرارات إبعاد أعضاء من المجلس السيادي دون مبررات موضوعية والتصريحات المعادية للدول.
إن تجليات الأزمة وتداعياتها تجاوزت الإطار العام ووصلت درجة الاستقطاب حدتها إلى الملاومة داخل (قروبات الواتس) الخاصة بأعضاء الحركة الاسلامية.. فالبعض يرى أن (إخوان) ينحدرون من مناطق معينة لم يحملوا البندقية ويقاتلوا من (إخوانهم) جنباً إلى جنب في خنادق معركة (الكرامة) ..هكذا انعدمت الثقة حتى داخل معسكرات (البلابسة).
في المقابل في صباح كل يوم تنشر وتبث الأخبار بدنو أجل المعركة وحسمها وأن على المواطنين العودة إلى ديارهم وأشياء من هذا القبيل لدرجة أزعجت الجيش نفسه ..صحيح أن الناطق الرسمي نسب مصدر هذه الأخبار لقوات الدعم السريع والناشطين المؤيدين لها في (الميديا) لكن لا يحتاج الأمر لسبر أغوار لاكتشاف أن من يسعون بمثل هذه الأخبار هم أنصار النظام البائد وليس سواهم.
وبالرغم من قناعتهم بأن استمرار الحرب تعني مزيد من الدمار وتمرير لأجندة تقسيم السودان تجدهم يضعون العراقيل للوصول لاتفاق لاطلاق النار بمنبر جدة ، تارة بالاصرار على ضرورة خروج الدعم السريع من العاصمة وتارة أخرى بطلب هدنة أو العودة للتشاور ، وكل ذلك يعكس أن وفد التفاوض ليس على قلب رجل واحد وأنه يحمل آراء عدة مؤسسات منها المؤسسة العسكرية وكذلك (الحركة الاسلامية).
وشاهد العدل على ذلك زيارة قائد الجيش عبدالفتاح البرهان إلى جيبوتي في الأسبوع الماضي التي كان الغرض منها دعم الحل السياسي بعد أن تم تقسيم العمل في منبر جدة وتفويض قضايا الحل السياسي إلى منظمة "إيغاد" والاتحاد الأفريقي، خاصة بعد اتفاق البرهان مع السيد ورقني قبيهو، السكرتير التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية (الإيغاد)، على عقد قمة طارئة لرؤساء بلدان الهيئة لبحث أزمة السودان ..لكن بعد أيام من عودة البرهان قطع الطريق عليه بتصريحات صادمة لكشف (الحركة الاسلامية) أن جزء من المجهودات كان سيكتمل من خلال مؤتمر المناخ المنعقد في دبي حالياً!!
ليت الإسلاميون يدركون أن هذه الحرب هي نتاج للإنسداد التي حدثت منذ الحرب في الجنوب وأدت لانفصاله مروراً بالحرب التي استنزفت دارفور فضلاً عن استفحالها في جبال النوبة والنيل الأزرق والآن جاء الدور على الخرطوم وأن تطرق الحرب الأهلية كل ابواب مدن البلاد ، الآن السودان في مفترق طرق وما عادت تدابير (الفلول) تجدي واصرارهم يعني الفوضى والتقسيم مقابل انتحارهم.
الجريدة

 

آراء