محمد ابراهيم نقد (في الليلة الظلماء يفتقد البدر)
د. زهير السراج
24 September, 2023
24 September, 2023
مناظير
manazzeer@yahoo.com
(الحلقة الاولى)
* تخليدا لذكرى المناضل الجسور والسكرتير السياسي السابق للحزب الشيوعي السوداني الاستاذ (محمد ابراهيم نُقد)، اعيد نشر هذه المقالات التي وجدت طريقها للنشر خلال فترة انعقاد المؤتمر الخامس للحزب في سبتمبر، 2009 وهو آخر مؤتمر يحضره الاستاذ نُقد.
لماذا حزب ولماذا شيوعي؟!
كُتب في: 24 /9 / 2009
* على خلفية انعقاد المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني، لابد ان انتهز الفرصة لأحيي نضال وصمود الاستاذ (محمد ابراهيم نُقد) كمفكر فريد، وقائد حزبي، أسهم في بقاء الحزب الشيوعي السوداني حياً ومتماسكاً رغم التجارب العصيبة التي تعرض لها، سواء المتمثلة في حملات القمع بواسطة الأنظمة الشمولية، أو الصراعات والانقسامات المتكررة داخل الحزب التي واجهها الاستاذ نُقد منذ توليه مسؤوليات الأمانة العامة في عام 1971م في ظروف عصيبة جداً فقد فيها الحزب معظم كوادره القيادية والفكرية، بعد فشل انقلاب يوليو 1971 بقيادة المرحوم هاشم العطا، بالإضافة الى فشل التجربة السوفيتية التي ألقت بظلالها القاتمة والسالبة على الأحزاب الشيوعية في معظم أنحاء العالم، مما حدا بمعظمها الى حل أجهزتها أو التخلي عن الفكر الشيوعي، خاصة في المنطقتين العربية والإسلامية، ولم تتبق إلا أحزاب بسيطة وصغيرة تحمل الاسم الشيوعي، وتنتهج الفكر الشيوعي، من بينها الحزب الشيوعي السوداني الذي بقى حياً ومتماسكاً بفضل الفهم الصحيح للفكر الشيوعي والإصرار على التمسك به وتطويره، رغم كل التحديات التي واجهته، ولا شك ان الكثير من الفضل في ذلك يعود الى الاستاذ (نُقد)، ومجموعة من جهابزة الحزب وأعضائه.
* تحيتي للأستاذ (نقد) لها ثلاثة أبعاد، البعد الأول فكري والثاني سياسي، والثالث انساني.
* من المنطق الفكري، فإن الاستاذ (نقد) يستحق التحية والإعجاب الشديد والتقدير، بل أكثر من ذلك، فلقد كان من أوائل المفكرين الشيوعيين، على مستوى العالم، وليس السودان فقط، الذي استطاع ان يفهم ويفند (الجمود) الذي حاصر أطروحات (ماركس وانجلز) عن الاشتراكية وكرّس تصوراً خاطئاً جعل من الاشتراكية نظرية علمية شاملة ومكتملة، ووضع التجربة السوفيتية في مركز هذه النظرية، والنور الذي يضئ الدروب للتجارب الأخرى.. وعندما سقطت هذه التجربة، أصابت الكثيرين باليأس!
* كتب (نقد) عن هذا الجمود والمفاهيم الخاطئة التي رسختها التجربة السيتالينية وأطروحات ستالين العقيمة، الكثير من الأوراق والمقالات التي ساهمت بشكل كبير في التحرر من الإرث الستاليني، والأفكار الجامدة، ولعبت دوراً لا يُستهان به في تثبيت الفهم الصحيح للنظرية الاشتراكية وأطروحات (ماركس ولينين)، ومن أكثر هذه الكتابات عمقاً ومحاصرةً للجمود والأفكار العقيمة ومحاربتها ونشر الوعي، الورقة التي كتبها تحت عنوان (كيف حاصر الجمود أطروحات ماركس وانجلز عن الاشتراكية)، ونشرتها مجلة قضايا سودانية (العدد 24 أكتوبر 2000)!
* لو لم يكتب (نقد) سوى هذه الورقة في حياته، لوضعته في مقدمة المفكرين الذين أسهموا في تحرير الاشتراكية من التجربة السوفيتية، والرد على مزاعم سقوطها كنظرية بسقوط التجربة السوفيتية!
* بقراءتنا لهذه الورقة، نستطيع ان نفهم الى أية درجة ساهمت أفكار (نُقد) المتحررة في بقاء الحزب الشيوعي ككيان فكري وسياسي، بل وجماهيري، واحتفاظه باسمه، ليس فقط بعد سقوط التجربة السوفيتية، بل منذ بداية الصراع الذي نشب بين مجموعة (عبد الخالق) ومجموعة (أحمد سليمان) في بداية السبعينيات من القرن الماضي حول بقاء أو حل الحزب، بعد انقلاب مايو 1969، وقد انتهى الصراع لصالح بقاء الحزب، ولا يزال موجوداً حتى الآن، بفضل الأفكار النيرة لمجموعة من عضوية الحزب، على رأسهم الأستاذ نُقد.
غداً بإذن الله يتصل الحديث .. انتظروني
manazzeer@yahoo.com
(الحلقة الاولى)
* تخليدا لذكرى المناضل الجسور والسكرتير السياسي السابق للحزب الشيوعي السوداني الاستاذ (محمد ابراهيم نُقد)، اعيد نشر هذه المقالات التي وجدت طريقها للنشر خلال فترة انعقاد المؤتمر الخامس للحزب في سبتمبر، 2009 وهو آخر مؤتمر يحضره الاستاذ نُقد.
لماذا حزب ولماذا شيوعي؟!
كُتب في: 24 /9 / 2009
* على خلفية انعقاد المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني، لابد ان انتهز الفرصة لأحيي نضال وصمود الاستاذ (محمد ابراهيم نُقد) كمفكر فريد، وقائد حزبي، أسهم في بقاء الحزب الشيوعي السوداني حياً ومتماسكاً رغم التجارب العصيبة التي تعرض لها، سواء المتمثلة في حملات القمع بواسطة الأنظمة الشمولية، أو الصراعات والانقسامات المتكررة داخل الحزب التي واجهها الاستاذ نُقد منذ توليه مسؤوليات الأمانة العامة في عام 1971م في ظروف عصيبة جداً فقد فيها الحزب معظم كوادره القيادية والفكرية، بعد فشل انقلاب يوليو 1971 بقيادة المرحوم هاشم العطا، بالإضافة الى فشل التجربة السوفيتية التي ألقت بظلالها القاتمة والسالبة على الأحزاب الشيوعية في معظم أنحاء العالم، مما حدا بمعظمها الى حل أجهزتها أو التخلي عن الفكر الشيوعي، خاصة في المنطقتين العربية والإسلامية، ولم تتبق إلا أحزاب بسيطة وصغيرة تحمل الاسم الشيوعي، وتنتهج الفكر الشيوعي، من بينها الحزب الشيوعي السوداني الذي بقى حياً ومتماسكاً بفضل الفهم الصحيح للفكر الشيوعي والإصرار على التمسك به وتطويره، رغم كل التحديات التي واجهته، ولا شك ان الكثير من الفضل في ذلك يعود الى الاستاذ (نُقد)، ومجموعة من جهابزة الحزب وأعضائه.
* تحيتي للأستاذ (نقد) لها ثلاثة أبعاد، البعد الأول فكري والثاني سياسي، والثالث انساني.
* من المنطق الفكري، فإن الاستاذ (نقد) يستحق التحية والإعجاب الشديد والتقدير، بل أكثر من ذلك، فلقد كان من أوائل المفكرين الشيوعيين، على مستوى العالم، وليس السودان فقط، الذي استطاع ان يفهم ويفند (الجمود) الذي حاصر أطروحات (ماركس وانجلز) عن الاشتراكية وكرّس تصوراً خاطئاً جعل من الاشتراكية نظرية علمية شاملة ومكتملة، ووضع التجربة السوفيتية في مركز هذه النظرية، والنور الذي يضئ الدروب للتجارب الأخرى.. وعندما سقطت هذه التجربة، أصابت الكثيرين باليأس!
* كتب (نقد) عن هذا الجمود والمفاهيم الخاطئة التي رسختها التجربة السيتالينية وأطروحات ستالين العقيمة، الكثير من الأوراق والمقالات التي ساهمت بشكل كبير في التحرر من الإرث الستاليني، والأفكار الجامدة، ولعبت دوراً لا يُستهان به في تثبيت الفهم الصحيح للنظرية الاشتراكية وأطروحات (ماركس ولينين)، ومن أكثر هذه الكتابات عمقاً ومحاصرةً للجمود والأفكار العقيمة ومحاربتها ونشر الوعي، الورقة التي كتبها تحت عنوان (كيف حاصر الجمود أطروحات ماركس وانجلز عن الاشتراكية)، ونشرتها مجلة قضايا سودانية (العدد 24 أكتوبر 2000)!
* لو لم يكتب (نقد) سوى هذه الورقة في حياته، لوضعته في مقدمة المفكرين الذين أسهموا في تحرير الاشتراكية من التجربة السوفيتية، والرد على مزاعم سقوطها كنظرية بسقوط التجربة السوفيتية!
* بقراءتنا لهذه الورقة، نستطيع ان نفهم الى أية درجة ساهمت أفكار (نُقد) المتحررة في بقاء الحزب الشيوعي ككيان فكري وسياسي، بل وجماهيري، واحتفاظه باسمه، ليس فقط بعد سقوط التجربة السوفيتية، بل منذ بداية الصراع الذي نشب بين مجموعة (عبد الخالق) ومجموعة (أحمد سليمان) في بداية السبعينيات من القرن الماضي حول بقاء أو حل الحزب، بعد انقلاب مايو 1969، وقد انتهى الصراع لصالح بقاء الحزب، ولا يزال موجوداً حتى الآن، بفضل الأفكار النيرة لمجموعة من عضوية الحزب، على رأسهم الأستاذ نُقد.
غداً بإذن الله يتصل الحديث .. انتظروني