محنة المسيرية بين بلطجة الجيش الشعبي وتطنيش اليونسفا وصمت الخرطوم. بقلم: محمود الدقم –لندن

 


 

 


في اواخر عام 2008م تقريبا اجتاحت عصابات الجيش الشعبي لتحرير ما يسمي بالسودان ديار المسيرية، وعاثت في البلاد والعباد فسادا وتدميرا  وتقتيلا،  لعق المسيرية وحدهم جراحهم يومذاك، ولم تتحرك منظمات حقوق الانسان اليسارية واليمينية بالخرطوم وما بينهما، كي تتضامن مع المسيرية في محنتهم امام جيش  بلطجي انفق زهاء نصف مليار دولار امريكي  عبارة عن اعباء تكلفة تدريب من قبل قوات بلاك ووتر
وقبل بضع اسابيع يعيد شبيحة الجيش الشعبي (عيال دينكا نقوك) نفس السيناريوا، ويحاولون  فرض واقع جديد بشمال ابيي، وكتبرير اجوف سطحي  اطل سفير دويلة جنوب السودان متانقا ربطة عنق لولوبية يطمئن ناس القصر العالي  بان ابار النفط والنفط يرقدان ويرفلان في امن وامان، وان الصراع هو محدود بين قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك يحاول جاهدا طمس قرص الشمس بفزلكة لا تقنع احدا

جماعة  اليونيسفا وهي قوات  اممية  (حبشية) جيء بها فزع فاضحت وجع ومرض علي المسيرية، فهي لم تكتفيء بان  ترتمي في احضان جنرالات الجيش الشعبي بجنوب السودان فحسب، وهي لم تغض الطرف علي تجاوزات الجيش الشعبي المتفلت كي يعيث نهبا في مناطق المسيرية فحسب، بل هناك بعض الافادات من الاهالي تقول بان افراد من اليونيسفا يلجأون الي سجن وضرب واهانة رعاة المسيرية وربط بعضهم ومنعهم من شرب الماء  فقط لان ابقار هؤلاء الرعاة قد تجاوزت اراضي يعتقد الدنيكا هي لهم!! وهنا نطلب من مثقفي المسيرية توثيق مثلا هذه التجاوزات حتي ننشرها في الصحف الغربية ونرسلها لاكثر من عشرة الف  منظمة  حقوق الانسان في كوكب الارض

اخر حمرنة لقوات اليونسفا هذه انها قالت في تقرير لها مرفوع للامم المتحدة يوم 25 فبراير الماضي ان هناك تواجدا لمقاتلي الجيش الشعبي في ابيي يقدر ب650 عنصرا منتشرين في خمس مواقع وجيوب داخل ابيي، هذا تعدي سافر وخطير علي سيادة السودان الشمالي النيلي اولا واخيرا، والسؤال المتواضع البسيط هنا، ما هو دور هذه القوات الاممية ازاء هذه  البلطجة التابعة للجيش الشعبي لجنوب السودان؟ ولماذا تصب قوات اليونفسا جام غضبها علي رعاة المسيرية العزل وهم يحاولن ثني ابقارقهم كي لا تجتاز الارض الي الجنوب وفي نفس الوقت  تغض النظر عن مليشيات الجيش الشعبي المدجج بالسلاح حتي اسنانه؟؟؟ ومتي تحمي اليونفسا شعب المنطقة نعني به المسيرية؟؟  بل متي يحمي الجيش السوداني مواطنيه بغرب
كردفان؟ ليس هذا بل الانكاء والمضحك هو ان هذه القوات (اليونسفا) غير قادرة حتي علي حماية نفسها من خروقات الجيش الشعبي

واذا كان هذا حال اليونيسفا فان حال الخرطوم تشيب له الولدان، فهي مثل ابوالهول بل اشد صمتا من ابوالهول ذات نفسه، لم نسمع حتي ادانة صارخة من قبل النظام الحاكم في الخرطوم يخفف حزن المسيرية علي قتلاهم، لم نسمع ادانة واضحة وحاسمة وشديدة اللهجة من الخرطوم للجيش الشعبي لدويلة جنوب السودان!
لم نسمع عن اجتماع طاريء للحكومة  تم فيه اتخاذ تدابير حاسمة ضد دولة ولدت ميتة وتاكل بعضها بعضا الان، لم نسمع عن  لجنة الامن والدفاع بالبرلمان قد اجتمعت لتصدر توجهاتها برفضهم هذا التعدي الصارخ علي وحدة وسيادة دولة السودان الفضل، هذا كله لم نسمع به ولن نسمع به علي ما يبدو

اما المسيرية فانهم سوف يواجهون هجمات اخري وجديدة كورقة ضغط تقوم بها جوبا ضد الخرطوم كعقاب لموقف الخرطوم الوسطي الذي فسر بانه تعاطف مع الدكتور رياك مشار في مطحنة الاخوة الجديدة بين قبيلة النوير والدنيكا بجوبا التي يبدو انها ستقضي عليهم اجمعين، وهذا هو السيناريو الذي علي كل المسيرية ان يستعدو له سيناريوا تصفية حسابات تاريخية قديمة تنتهي بافراغ ابيي من المسيرية بالقتل والتشريد والتهديد، في ظل تعتيم اعلامي خرطومي متواطيء بالصمت منذ الثمانينات.. وللان..

mo2ahd@gmail.com

 

آراء