مخالفة باسم الرئيس !! … بقلم: عبد الباقي الظافر
20 October, 2009
تراسيم.
بعد ان وزع الخليفة عمر بن الخطاب الكساء على الرعية من بيت مال المسلمين ..وقف فيهم خطيبا..ولكن عين من العامة أبصرت ان رداء أمير المسلمين كان طويلا ..فسأل رجل من العامة الخليفة قائلا "يا أمير المؤمنين أنت رجل طوال فمن أين لك بهذا ".. ومازال الرجل يحقق مع الخليفة الراشد حتى أدرك ان بن الخطاب أخذ نصيب ابنه حتى يستر طوله الفارع .
أبان السباق الامريكى نحو البيت الأبيض ..انشغل اوباما بترتيب البيت الامريكى من الداخل ..بينما حاول الجنرال الماكر جون مكين ان يصور نفسه قائدا خبيرا .. فزار العراق .. في المنطقة الخضراء ذات التأمين العالي .. اخرج مكين من محفظته دولارا ثمنا لكوب قهوة .. أراد ان يبث رسالة تقول ان العراق في أمن أمان.. ولم يشرب العجوز مكين سوى رشفتين ..اعتبر أمريكي مشاغب ان ذلك إهدار لمال عام ..فكتب تعليقا مختصرا في بند تعليقات القراء "السيد مكين هل هذا دولاري ؟".
اضطر باراك اوباما أن يرد إلى عمته العزيزة نحو مائة دولار .. كانت العمة العزيزة قد تبرعت بها إلى حملة ابن أخيها الانتخابية .. يوم اكتشف الناس ان العمة كانت تقيم بصورة غير شرعية ..وما بني على باطل فهو باطل .
قبل أيام كنت أشاهد تلفازنا البائس ..أما بؤس تلفزيوننا فتلك حلقة أخرى ..لفت نظري مشهد يعرض المشير البشير في مسيرة شعبية ..ثم يكمل المشهد بجملة سيادة الرئيس نحن معك .. بالطبع حتى الآن أنا شخصيا لم احدد ان كنت مع الرئيس أو مع منافسته الفضلى فاطمة ضرار .
طفت الخرطوم ..رأيت صور الرئيس تملأ الطرقات ..في الموقف الجديد كانت تسد الأفق ..احترت عندما رأيت بعض السيارات ترتكب مخالفة ثنائية وهى تجعل صورة رأٍس الدولة في زجاجها الخلفي ..تهدد السلامة العامة .. وتخالف توجيها كريما منع وضع صورة الرئيس في المكاتب العامة .. ووضع صورة رأس الدولة في مكاتب الحكومة وسفاراتها عرفا عالميا .. من زهدنا منعنا ذلك .. ومن عدم مبالاتنا تركنا المركبات العامة تخالف وبصورة السيد الرئيس.
الانتخابات على الأبواب ..من حقنا أن نسأل من يدفع ثمن الدعاية الانتخابية للحزب الحاكم ..الشفافية تقتضى ان يعرف المتلقي الكريم مصدر تمويل الإعلان .
الرئيس المشير البشير يستطيع أن يحقق فوزا نظيفا ..من النادر (جدا) في منطقتنا أن يخسر حزب حاكم ..والحزب الحاكم حزب ثرى جدا.. رجالات الأعمال يهرعون إلى حضنه زرافات ووحدانا ..الأثرياء لا يستثمرون في حزب خاسر.
Abdulbagi Alzafir [alzafir@hotmail.com]