مختارات رمضانية (7) .. جمع وتصنيف: عبدالله حميدة

 


 

 

يصادف اليوم (الاثنين ١٧ رمضان ١٤٤٣ من الهجرة النبوية ) مرور ما يزيد عن اربعة عشر قرنا علي غزوة بدر الكبري . وقد سميت بهذا الاسم تمييزا لها عن غزوة (بدر الصغري) او ( بدر الآخرة) او (بدر الثانية ) او( بدر الموعد ) التى حدثت بعدها بعامين حين خشي كفار قريش من ملاقاة جيش المسلمين عند بدر ايضا ، فانسحبوا من مكان يقال له ( عسفان) رغم ان زعيمهم ابا سفيان كان قد قال بعد هزيمتهم في بدر الكبري : ( موعدنا بدر )
سميت (بدر الكبري) ب : (يوم الفرقان) وقد ذكرت بعض تفاصيلها في سورة (الانفال) ، فهي فرقان لانها :
• فرقان بين الحق والباطل.
• مفارقة في مفهوم القوة العسكرية التقليدية حيث يكون عدد الجند وضخامة العتاد هو الحاسم في المعارك الحربية. فقد انتصر المسلمون الذين كانت نسبة عددهم ١: ٣ من عدد جيش كفارقريش .
• فرقان من حيث اشتراك قوة خفية (الملائكة) في صفوف المسلمين فزاد عددهم وعتادهم من غير ان يشعر كفار قريش بهذا الفارق الإلهي في ميزان القوي.
• فرقان في نتيجة المعركة اذ لم يتجاوز شهداء المسلمين ١٤ رجلا بينما بلغ قتلي الكفار ٧٠ رجلا كان من بينهم زعماء قرشيون الي جانب ٧٠ اخرين من الاسري.
• فرقان من حيث النصر الاستراتيجي بالنسبة للمسلمين في مقابل الهزيمة النكراء لكفار قريش.
ورغم مظاهر الفرقان التي تبدت في هذه الغزوة ، إلا ان في اسمها و يوم وقوعها والشهر الذي حدثت فيه موافقات عجيبة. فمن حيث اسمها مايروي انها تنسب الي ( بئر بدر ) التي يقال ان ماءها كان من الصفاء الي درجة ان القمرحين يكون بدرا يظهر علي صفحته ليلا في بهاء وجلاء بديع. وقد تجلي اسم( بدر ) في وجدان المسلمين – وياسبحان الله – قبل عام كامل من هذه الغزوة حين استقبلت يثرب رسول الله وصحابته من المهاجرين باهازيج الفرح والترحيب :
طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا
ما دعا لله داع.
فهل كان الانصار يستشرفون يوم النصر الاكبر في (بدر) اخر..علم ذلك عند الله علام الغيوب.
ومن حيث يوم وقوع غزوة بدر(يوم الإثنين) فقد تكرر اسم هذا اليوم مسبقا في مولد الرسول صلي الله عليه وسلم: ( الإثنين ١٢ من ربيع الاول عام الفيل ) ثم في يوم وفاته – علي ارجح الاقوال – ( الاثنين ١٢ من ربيع الاول عام ١١ من الهجرة )
ثم ان هذا اليوم السابع عشر من رمضان شهد في سنوات لاحقة احداثا اخري في تاريخ الاسلام ابرزها :
• استشهاد الامام علي رضي الله عنه عام ٤٠ من الهجرة .
• انتصار المسلمين علي الروم في معركة عمورية عام ٢٢٣ هجري.
...فسبحان الذي جمع (الفرقان) و(التوافق) في صعيد واحد هو صعيد ١٧رمضان ، وسبحان الذي جعل فيه من الأسرار والاشارات مايربط وجداننا بعظمة هذا الشهر الكريم..

aha1975@live.com

 

آراء