مدنيَّة قرار الغابة: مقتطف- ريحة الموج والنوارس الجزء الثاني .. بقلم/ عادل سيد أحمد

 


 

 

*************

لقد آلت الأمور في الغابة إلى حضيضٍ لم يكن في حُسبان قوى الثورة فيها, فصارت كلاب وضباع العرين، والتي إستأسدت الآن، تمارس في خروقات مستمرة للوثيقة الدستورية بدأً بانقلاب السمبر والرخم عليها في 25 أكتوبر 2022م. وما تلتها من مظاهر تعسفية تمثلت في مواجهة مظاهرات حيوانات الغابة بالرصاص الحي، وإعتقال الناشطين من فصائل الهدهد والزارزير إعتقالاً تعسفيا طال أمده، ولكن لم يكن يدها لتطلق لو أن تجمع مهنيي الغابة وقواها السياسية كانت على قلب رجل واحد.
لقد سارت لجان المقاومة لفصائل الحيوانات المختلفة في طريق الثورة لم تنكص عهداً ولم تخلف وعداً، وواجهت رصاص العرين بصدورٍ مكشوفة ولم تقبل بالاتفاق بين السمبر والرخم من جهة وبين تيس السعانين، الذي شغل منصب رئيس وزراء الغابة متمتعاً بأكبر شعبية ينالها زعيم في تاريخ الغابة الحديث في نوفمبر 2022م.
وظلت تلك اللجان تمسك بالجمر الملهلب حي، وهي تقدم الشهيد تلو الشهيد لتحافظ على غليان الشارع في الغابة وفوران مراجله.
بيد أنه: لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن!
فبدون وجود مركز موحد للمعارضة يضم كل قوى الثورة، بما فيها تجمع مهنيي الغابة موحداً، فإن المسير سيطول، والتضحيات الجسام ستكون مطلوبة.
إن الحديث عن الشارع في الغابة، دون أن نعني به (كل) مكوناته، من لجان مقاومة وأحزاب سياسية وتجمع مهنيين ومنظمات مجتمع مدني، دون ذلك يكون الحديث حديثُ غفلة أو ذو غرض.
إن ما وحد حيوانات الغابة في 19 ديسمبر 2018م. ما زال قائماً، وشعارات ثورة ديسمبر في غابة السعد مازالت صحيحة وكافية، ولا أثر وسط أطنان البيانات والخطب للإنتقاص من تلك الشعارات ذات المثلث الذهبي: حرية سلام وعدالة، مدنية قرار الغابة.
amsidahmed@outlook.com

 

آراء