مراكز غسيل الضمائر

 


 

 

القراية أم دق
(1)
أنظر الى ترتيبات مليونية 30 يونيو التى يرتجف منها (الفلول) فاشعر بالاطمئنان والوعي الذي يمتلكه هذا الشعب.
لا يهمنا من بعد ذلك ان اغلقوا (الكباري) او جففوا الشوارع من المواكب بعد ان تحقق كل هذا النجاح لمواكب 30 يونيو.
المقصود من الثورة هذا الوعي والاستمرارية والحماس.
نجاح مواكب 30 يونيو ليس في يوم 30 يونيو وإنما فيما يسبقه.
حسين ملاسي نشر على صفحته في الفيس بوك خبراً عن والي الخرطوم السابق خالد نمر يتحدث فيه عن اغلاق الكباري في 29 يونيو و30 يونيو.. وملاسي يعلن ويبرر بهذا للإغلاق القادم للجسور في اواخر هذا الشهر.
ما فعله ملاسي يؤكد حالة الارتباك والرعب الذي يعيش فيه (الفلول) ، وصلوا لمرحلة اصبحوا فيها لا يملكون قدرة على تبرير افعالهم إلّا بالرجوع الى حالات مشابهة كانت من غيرهم.
هذا قمة الضعف ان تستشهد بخصومك لتقوم بما كانوا يقومون به.
كأنهم يقولون عن انفسهم انهم لا شيء، وهم حقيقة لا يسوون شيئاً.
استشهاد ملاسي بخبر عن والي الخرطوم السباق هو تجسيد فعلي لمقولة الثورة مستمرة.
مع خالد نمر او بعده – الثورة مستمرة.
الثورة لم تكن حالة او ظرف عابر، ولا هي ضد شخص ومع شخص على حساب الوطن .. ولكن هل يفهم ملاسي ذلك؟ وهو مازال منغلقاً في المربع الذي اعلن فيه عبدالحليم المتعافي والي الخرطوم السابق في العهد البائد ان يكون (الفراخ) وجبة للفقراء في ولاية الخرطوم. هذا الامر كان قد حدث في نفس الوقت الذي دعا فيه وزير الصحة السابق مأمون حميدة في ولاية الخرطوم عندما كان المتعافي والياً لها عن فوائد (البروتين) الذي يتواجد في (الضفادع) ودعا الشعب الى تناول (الضفادع).
دائماً اقول ان (الفلول) هم زاد هذه الثورة وهم وقود هذا الحراك الذي تشهده الشوارع السودانية منذ 19 ديسمبر 2018م.
(2)
هم ليس في وجههم (مزعة) لحم، ولا في قلبهم (نطفة) من الخجل. يحصدون ويجمعون كل هذه الثروات والبلاد تمر بكل هذه الازمات.
ماذا سوف يقولون لرب العباد يوم ان يحشروا زمراً في النار؟
استمرار التيار الكهربائي لبعض الساعات اناء الليل او اطراف النهار اصبح يشكل عند الناس حالة من حالات (الرفاهية)… الفرحة كلها اصبحت تتجسد فقط في عودة التيار الكهربائي.
وهم يعيشون حياتهم بالطول والعرض ولا يشعرون بحالة الشعب ومعاناته، حتى في الحصول على المياه والكهرباء.
دولة بعظمة السودان وتاريخه وثرواته الكبيرة تعانى في المياه والكهرباء. هل يمكن ان يصدق ذلك؟
ماذا تفعلون؟ وكيف تحكمون؟
في الامارات احتفلوا بمرور (42) سنة بدون ان يحدث انفصال في التيار الكهربائي ولو لمدة ثانية.
في مصر التى يصل عدد السكان فيها الى (120) مليون نسمة وتصل درجات الحرارة الى الاربعين وتستهلك كهرباء عشرة اضعاف ما يستهلكه السودان تعيش استقراراً كهربائياً لا مثيل له وتقدم الخدمة بأسعار زهيدة وفي متناول يد الشعب.
في السودان مع كل الانهار والخزانات الموجودة في البلاد ، وبعد الاستعانة بالمد الكهربائي من اثيوبيا ومصر ومع الاسعار الخرافية لتعرفة الكهرباء يعيش السودان في ظلام دامس بسبب قطوعات الكهرباء.
تباً لكم.
عليكم لعنة الله في الدنيا والآخرة على ما فعلتموه في هذه البلاد.
هل نظروا الى الخسائر التى تسببها تلك القطوعات وعلى الانعكاسات التى تحدثها؟
هم لا يشعرون بذلك ولا يعرفون قيمة استقرار التيار الكهربائي الذي يدفعون ثمن انقطاعه غالياً.
البلاد تديرها مجموعة من الذين لا يفقهون شيئاً.
لقد ابتلى الله السودان وشعبه بهذه الحكومة فصبر جميل.
نحن في حاجة الى مراكز غسيل للضمائر … هم في حاجة ملحة لذلك.
اغسلوا ضمائركم قبل ان تظهروا للناس.
(3)
مع ان مواكب 30 يونيو سوف تأتي في خضم الحراك الثوري المستمر منذ فترة طويلة ، إلّا اننا يجب ان ندرك جميعاً ان هذه المواكب هي (بداية) وليست (نهاية).
علينا ان نبدأ من 30 يونيو ولا ننتهى عنده.
الثورة مستمرة.
الشعب السوداني على استعداد ان يكرر مواكب (30 يونيو) بصورة مستمرة وحضارية ومجدولة.
علينا ان نرتب صفوفنا من جديد من اجل الوصول الى الامال التى ينشدها هذا الشعب.
استفيدوا من هذا الجمع فيما هو قادم.
من حق هذا الشعب ان يعيش حياة كريمة وان يحكم بالطريقة التى يحددها هو وليس بالطريقة التى يحددها له الاخرون.
ان قبلوا من هم في السلطة بذلك عليهم ان يعلموا ان الشعب السوداني لا يقبل بهذا.
وسوف يعلم الذين ظلموا الى أي منقلب سوف ينقلبون.
نحن سعداء بهذه الثورة – رغم المعاناة ورغم الفواتير الباهظة التى دفعها الشعب السوداني.
سعداء بثورة حتماً سوف تنتصر.
لا تيأسوا.
لا تتراجعوا.
الخلاص آت.
والفجر قريب ان شاءالله.
قدر السودان لا بد ان يكون جميلاً .. واذا الشعب اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر وقد ارادها الشعب السوداني حياة كريمة وسلطة مدنية
(4)
بغم /
(قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ).
قريباً ان شاءالله سوف تنتصر الثورة السودانية .. ويعود السودان الى ما يستحق ان يكون فيه.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
///////////////////////

 

آراء