مراكش في مواجهة داعش .. بقلم : بدرالدين حسن علي
badrali861@gmail.com
من سخريات الأقدار أن الناس يعرفون الكثير عن داعش سواء في العالم العربي أو في العالم أجمع ، يعرفون تاريخ نشأتها ومن هم أبرز قادتها والذين أسسوها ، يعرفون أفكارها ولماذا جذبت إهتمام العالم أجمع وكيف تمددت ليس في سوريا والعراق فقط ، بل أصبح لها فروع
وأنصار في الكثير من بلاد العالم وخطفت الأضواء مما يسمى بالقاعدة لدرجة
أنها أصبحت هدفا عسكريا إستراجيا لأمريكا وروسيا وأوروبا ، وتصرف
الملايين لمناهضتها .
وقد صدرت العديد من الفتاوي الإسلامية ضد
داعش وضد إرهاب ميليشياتها . وعلى الأقل كان من المتوقع أن تجعل هذه ا
الفتاوي بعض المتعاطفين مع هذا التنظيم يعيدون التفكير في موقفهم من داعش
.، كما صدرت فتاوي مثل تجريم أفعال تنظيم"الدولة الإسلامية"، وتحريم
التعامل معه أو مساعدته أو دعمه، وذلك لبعد "أفعاله الشنيعة التي يقوم
بها في كل من العراق وسوريا، من تقطيع للرؤوس وقتله للمدنيين وللمسيحيين
والإيزيدين وحتى للمسلمين الشيعة،
لقد أحزنني كثيرا التفجير الذي حدث في مسرح
باتاكلان في العاصمة الفرنسية باريس ،المسرح الذي أحتفظ بذكريات عزيزة
عنه وعن دراستي للمسرح الفرنسي ، ذكريات مولير وراسين وكورني .
آخر المستجدات أن المملكة العربية السعودية أعلنت
وبوضوح تام أن التحالف الإسلامي ضد داعش والإرهاب يضم 35 دولة عربية
وإسلامية ، وسيتم إنشاء مركز عمليات في الريلض لتنسيق ودعم العمليات
العسكرية ، وستكون المواجهة عسكريا وفكريا وإعلاميا .
مراكش مدينة مغربية لا يعرف عنها الكثير رغم
أنها ثالث أكبر مدن المغرب من ناحية الكثافة السكانية ، ويعود تاريخ
تأسيسها كما تقول الوثائق إلى عام ألف ميلادية
مراكش التي زرتها ثلاث مرات تعج بالمتاحف
والمسارح والحمامات والقصور والأسوار والأبواب والحدائق والمنتزهات
والمساجد ، ويشقها نهر واد أسيل إلى جانب التطور في التعليم والرياضة
والسينما والمسرح وغير ذلك من الفنون .
في الآونة الأخيرة إنعقد فيها المهرجان الدولي
للمسرح والمهرجان العالمي للسينما وقد شاهدت فيلم نبيل علوش " الزين اللي
فيك –عاهرات أم قديسات " وكتبت عنه ، خاصة عندما غرفت أنه حجب عن العرض
في المغرب بحجة أنه يمثل إهانة لجميع النساء المغربيات ، وهو فيلم يتحدث
حول ثلاث عاهرات في مدينة مراكش ، وقد حقق في مهرجان ميونيخ السينمائي
نجاحا باهرا ، وسمحت السلطات المغربية بعرضه ، وهناك أيضا فيلمه " خيل
الله " عن الفقر والتهميش مما يعتبره علوش تربة خصبة لتجنيد الإنتحاريين
.
وفي المسرح شاهدت في مراكش مسرحية " كفر ناعوم
" للممثلة الرائعة الجريئة لطيفة أحرار ، حيث تجردت من زيها الرجالي
تعبيرا عن موت جسد المرأة ، ثم تبقى بلباس البحر " البكيني " للحظات قبل
أن تضع برقعا في إشارة لا تخلو من دلالة .
مراكش معتادة على إحتضان مهرجانات الرقص
والموسيقى وعكس الجانب المشرق المعاكس لما تقدمه داعش !!!!!.
يقول الكاتب المسرحي برتولد بريشت :
حقا أنني أعيش في زمن أسود ، الكلمة الطيبة لا تجد من يسمعها ، الجبهة
الصافية تفضح الخيانة ، والذي ما زال يضحك لم يسمع بعد بالنبأ الرهيب ...
أي زمن هذا ؟؟؟؟؟