مستتبَعـون داخـل فـلك الهيـمنـة .. بقلـم: عمـر العمـر

 


 

عمر العمر
29 January, 2022

 

من أشد أعداء الثورة خطورة على الثورة والثوار المخذّلون المثبّطونا الميئسون المستهدفون ليس فقط إتصار الثورة بل الذاهبون إلى تخويف الشعب من مستقبل الوطن.عند هؤلاء لم يعد فقط ثمة متسع للرهان على فرص إنتصارشباب الثورة بل ليس هناك أملٌ في بقاء الوطن على حاله. منطلق هذا اللغو الهذيان ليس حب البلد إنما أصله كما غايته هو إستهداف إخماد الروح المعنوية لدى الثوار إذ هي جذوة الثورة و وقود شعلة دروب المستقبل. في مقدمة هذه الفئة الضالة يأتي المصنفون زورًا " المحللون السياسيون".
المحلل الساسي وظيفة وهمية زائدة على هرم البيروقراطية الإعلامي إبتدعها بعضٌ من أمثال شاغليها في محطات التنلفزة العربية. مع هذه الفئة "
الخبراء الإستراتيجيون"هم كذلك حملة ألقاب زائفة من عسكر لم يسهموا في التخطيط أوتنفيذ معارك حربية صغُرت أؤ كبُرت أو مشاريع سياسات عظيمة على أي المستويات أو الجبهات
*** *** ***
من أبرز مياسم ثورة ديسمبر إنبثاقها خارج الأطر الحزبية التقليدية أو الأيديولوجية. من ثم فهي لم تترقب في أيٍ من مراحلها هادياً مُنظرا يبيّن لها المسار أو الخيارات . لذلك فهي غنيةٌ عن من يقيّم أو يقوّم أداءها.هي ثورة تلقائية المخاض فجّرتها تراكمات التوق المادية والمعنوية المًلح إلى الغذاء ،الدواء والعمل ، الحرية والكرامة والعدل.لكن تلك الحقيقة لا تعني ولادة ثورة عارية من المضامين الفكرية.بل لديها من حملة الوعي ما يؤمن لها كل هذه القدرة المهولة من الجسارة والمداومة على المصادمة والفداء.هذا العطاء السخي تجسيد حي لمقولة الكاتبة التشيلية إليزابيث الليندي" نحن لا نعرف قوتنا حتى نُجبر على استدعاء القوة الكامنة فينا". إنها قوة مذهلة يعجز تجاه تخذليها كل المرجفون على الشاشات البلورية. هؤلا الفتية لا يسكون فقط شعارات وأشعارا بل يتنافسون على صوغ ميثاق إستشراف دولة الديمقراطية. أزمة أؤلئك المرجفون مع الثورة أنهم يفتقرون إلى أدوات التحليل المنطقي كما يعوزهم عتاد الخبرة في الشأن الإستراتيجي. كل مؤهلاتهم تكمن في إنتمائهم إلى سلطة تستتبعهم بالقدرة على المنح.
*** *** ***
ذلك الإنتماء الفج وحده يبرر تأرجحهم أحياناً بين الحق والباطل بفعل الخوف من السلطة والخوف من المجتمع .فهم يفتقدون إلى الثبات على الموقف بقدرإفتقارهم إلى الرؤى الفكرية أوالسياسية. لذلك يخوضون في العموميات مثل التحذير من الفوضى أو ضرورة تنظيم إنتخابات يتم بموجبها تسليم الأمر إلى سلطة شرعية.هم يتفادون عمدا مع سبق الإصرارالكلام عن إنعدام أي متكئ لشرعية السلطة الحالية أو تحميلها مسؤولية الفوضى الراهنة .هم لم يقرأوا قول غاندي" السلطة إمتيازٌ يمارسه من آلت إليه لحماية من تُمارس عليه." كما أنهم لم يسمعوا خشية اليندي " من القوة المحصنة.لأنها تصبح قوة باطشة". فالجماعة الإنقلابية تمارس قوة البطش بوهم الحصانة بسلطة مغتصبة . الجماعة الإنقلابية تمارس هذا البطش حد انتهاك الكرامة الإنسانية ليس لأنها تسعى إلى كبح الفوضى أو تأمين إنتخابات نزيهة تؤكد الشرعية ، بل لأنها تخاف الحرية والعدالة.
*** *** ***َ
هؤلاء المحللون السياسيون والخبراء الإستراتيجيون المزيَفون يساهمون في تشويه صورة المواطن المدرك لقضايا شعبه مثلما يحطون من قدر المثقف.
تلك هي الصورة المستنسخة من نظام الإنقاذ حيث مورست إبانه سطات المنح والمنع بلا وازع على كثيرمن الوظائف العامة فأنزلتها من درجاتها العليا إلى الدرك الأسفل مثل المعلمين والمطببين.بما أن الإنقلابيين إمتداد للعهد البائد فهم حريصون على الهيمنة على الإعلام والثقافة من حيث الإنتاج أو التوزيع . بهذا المنظور نستوعب ظهور وأدوار المحللين السياسيين والخبراء الإستراتيجيين.
*** *** ***
لكن في المقابل نستوعب إبتكار شباب الثورة منصاتهم الإعلامية وحرصهم على تأطير إبداعاتهم الثقافية الثورية داخل مشروعهم النضالي الوطني المشرّب بالدماء الذكية. فالتظاهرات الإحتجاجية ضد الظلم والعنف الممنهج لم تعد فقط عملا نضاليا سياسياً بل هي كذلك حدثٌ ثقافي جمالي يتم خلاله صناعة مشروع إنساني تقدمي مضاد تماما لـما يسمى بـ" المشروع الحضاري".ذلك مشروع هوى لأنه كان عملاً شكلانيا لم ينفذ إلى قضايا المجتمع الحياتية اليومية.هو مخططٌ يمجد الماضي دون أن يعبأ بالحاضر أو المستقبل .هناك فارق شاسع بين حبس الشباب داخل إطار المسموح والممنوع وبين إطلاق طاقاتهم للتعبيرعن أمانيهم وتطلعاتهم في الغد المرتجى وتفجير إمكاناتهم للمساهمة فيه. فالعمل النضالي الأنساني ليست حكرا على النشاط فقط داخل الميادين السياسية.
*** *** ***
لأ أعرف أي استقامة أخلاقية أو أمانة فكرية في الرؤية التحليلية أو الخبرة الإستراتيجية تتغاضى عمدا مع الإصرار والترصد عن مخاطر فتح أروقة صنع القرار الوطني أمام أيادٍ خارجية توجه وتعبث في شأن البلاد ومستقبل العباد مع أن أول أولويات الإستراتيجية والرؤى السياسية النافذة يؤكدان على استقلال القرار الوطني و سيادة الشعب .كما ان كليهما يضعان المصالح الوطنية العليا فوق رغبات القابضين على السلطة تفويضا أو إغتصابا. حال هؤلاء المزيفون أنهم يستزلهم الشعب والجنرالات في وقت واحد فهم ينالون إحتقار الجماهير ولا يكسبون إحترام الإنقلابيين .

aloomar@gmail.com

 

آراء