مستشفى الخرطوم، زيارة لم تتم؟؟

 


 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
وجهة نظر

أجهزة الإعلام الرسمية المقروءة والمسموعة والمرئية، وكل وسائل التواصل الاجتماعي أعلنت عن زيارة للسيد. رئيس مجلس الوزراء بصحبة السيد وزير الصحة الإتحادي للوقوف على سير العمل في مستشفى الخرطوم التعليمي،
وأعلن السيد مدير عام مستشفى الخرطوم عن تلك الزيارة ودعا الأطباء للحضور والمشاركة واستقبال الضيوف الكرام.
لم تكتمل فرحة إدارة مستشفى الخرطوم ولا الأطباء والذين كانوا يمنون انفسهم بلقاء مكاشفة وصراحة وشفافية مع القيادة السياسية ممثلة في رئيس الوزراء بحضور السيد وزير الصحة الإتحادي!
ربما يكون قد طرأ امر جلل قاد إلى تأخير هذه الزيارة لوقت لاحق، وربما يكون لسبب اخر هو معرفة السيد رئيس الوزراء بأن الوضع الصحى في أسوأ حالاته ولهذا سيواجه بعاصفة من الأسئلة والإستفسارات والتوضيح آت،
ولكنه للأسف لايملك إجابة تشفي غليل الأطباء وهم في وجه عاصفة المرضى يدفعون الثمن غاليا حتى الأرواح.
الوضع الصحى ينذر بكارثة او تسونامي سيقضي على أخضر ما تبقى قبل اليابس،
والحكومة كان الأمر لايعنيها لان علاجهم ليس في مشافي السودان، بل في الأردن وتركيا على حساب حمد احمد ود عبد الدافع،
علاجا لمرض ليس اصلا موجود، وسفرا للإستشفاء دون قمسيون طبي ،معقول انا اسافر للعلاج عن طريق القمسيون الطبي(رحم الله نميري لم يتعالج الا في السلاح الطبي ولم يسافر إلا بقمسيون طبي،
مخير الله وزير صحة إتحادي سافر لعلاج ابنه في السعودية، ووزير مالية سافر لعلاج ابنه في أمريكا ؟؟؟طبعا على حسابنا نحن المساكين الغلبانين، وحتى الأطباء وهم يعملون في الحكومة يتعالجون هم واسرهم على حسابهم الخاص او الكشف الذي يدفعه الزملاء)

لهذه الأسباب وغيرها لم تتم الزيارة،
ومع ذلك لنا الحق ان نسأل ونتساءل إلى متى يمكن أن تكون الصحة من أولويات الحكومة ،واكرر الحكومة المدنية حكومة حمدوك وليس مجلس السيادة بشقيه العسكري والمدني لأننا لا نؤمل فيه كثيرا.
مشاكل الصحة تتفاقم يوما بعد يوم،ومع ذلك يظل الأطباء هم في مواقعهم يطببون كل من لجأ للمستشفى طلبا للعلاج،
أطباء وطني يصنعون من الفسيخ شربات، ويعملون في أسوأ بيئة ومناخ عمل تشهده مستشفيات السودان ،
إعتداءات متكررة على الأطباء حتى أصبحت ظاهرة تتكرر يوميا في معظم المستشفيات بإستثناء النظامية حيث لا يستطيع المرافق ان يفتح فمه ولا حتى عند طبيب الأسنان في تلك المستشفيات.
حلول وعد بها السيد رئيس الوزراء للنواب ،ولكن تبخرت الآمال، اطباء إمتياز قارب العام ولم يصرفوا مرتباتهم؟
اي ظلم اكثر من هذا؟
الكورونا حصدت الكوادر الطبية بالعشرات،
ولم نسمع نعيا رسميا من السادة مجلس السيادة ولا تابينا لمن إستشهدوا في ميدان الكورونا،
ومازال الأطباء والكوادر الطبية تعمل في مراكز العزل والعنايات المكثفة تحت رعاية رحمة الله سبحانه وتعالى وعنايته، ويفتقدون لابسط مقومات الوقاية والعلاج،
وللأسف المسئول إذا كان عنده شوية فتور فاول طائرة للاردن لإجراء مزيد من الفحوصات على حساب الشعب السوداني.
الأخ حمدوك،إن كثرة تغيير الوجوه في قيادة الصحة وإدارات المستشفيات ليست دليل عافية، بل تعني ان هنالك خللا لم تتمكنوا من علاجه في الصحة.
ونقول لكم بالفم المليان كل الذين يتبؤون المناصب الآن اتت بهم الثورة ، كلهم جميعا بمافي ذلك السيادة ليس من بينهم من فاز في إنتخابات وجاءت به الجماهير محمولة على الاعناق،
ولهذا فإن الثوار يدركون هذا الخلل وهم على اهبة الإستعداد للتغيير والحسم في اللحظة المناسبة،فالوطن يعلو ولا يعلي عليه،
وهذه المناصب تكليف لاداء واجب محدد ومعلوم وليست تشريف وعلاقات عامة.
بمثل كان الأطباء والكوادر الطبية راس الرمح في التغيير والثورة،فإننا نقول إن الثورة قد تؤتي من باب الصحة، ولهذا مالم تملك الحكومة الإرادة السياسية لتغيير وضع الصحة وان تكون من اولوياتها، وأن تصدر من القرارات ما يعيد للصحة صحتها وعافيتها، فقطعا سيأتي يوم لن نجد من يكتب حتى روشته بندول لمريض.
نحن نملك الماء والسكر والملح، ومع ذلك نستورد المحاليل الوريدية من السعودية؟؟ لماذا لا تتحمل الدولة مسئوليتها بالكامل وتشغيل مصنعي عيون والزهراء ليكتفي السودان من المحاليل الوريدية ؟

أين السيادي و الحكومة و التصنيع الدوائي؟؟

لماذا تم وقف العشرة في المائة من عائد الصادر لصالح إستيراد الادوية ؟
متى تعود الإمدادات الطبية لطبيعتها والعطاءات للأدوية والمستهلكات الطبية.
الأخ حمدوك،
إن ملف الصحة لن يتم تناوله وحل مشاكله في زيارة لمستشفى الخرطوم والامدادات الطبية،ملف الصحة لن يحل بتغيير القيادات،
هذا الملف يحتاج لإرادة سياسية تتخذ من القرارات ما يعيد للصحة عافيتها،
الأطباء يملكون الإرادة ولكن لايملكون سلطة إتخاذ القرار وقطعا إن إستمر الوضع بهذا السوء، ستاتي لحظة سيتملك فيها الأطباء الإرادة السياسية والقرار، إنها لحظة التغيير التي يراها الكثيرون في الافق، حالة الإحباط ستقود إلى التغيير.
اللهم استر فقرنا بعافيتنا والبسنا ثوب الصحة والعافية يارب العالمين
اللهم آمييييين
sayedgannat7@hotmail.com
///////////////////

 

آراء