مشروع الباقير التعاونى وآلية التغيير

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يعد مشروع الباقير التعاونى من المشاريع المهمة فى منطقة شرق النيل تأتى أهمية المشروع فى كبر مساحته وخصوبة ارضة وفى عددية المساهمين فيه إضافة الى كثرة المشاكل والعقبات التى واجهت تقدم المشروع أهمها وأبغضها خلافات الساسة حول لجان المشروع والتى كان آخرها تكوين لجنة للمشروع بالتعيين بعد أن فشلت كل الجهات الادارية التعاونية والسياسية فى آخر جمعية عمومية للمشروع فى اختيار لجنة بطريقة ديمقراطية ، المهم جاءت لجنة المشروع بالتعيين وطبيعى أن يرفضها أغلب المساهمين فى المشروع باشرت اللجنة مهامها واستطاعت أن تكسب كل المساهمين المعارضيين لها عند بدايات التكوين كسبتهم بالعمل الذى حث المساهم به وأصبحت اللجنة محل تقدير وإحترام ، وهذا بالطبع بيان بأن رفض اللجنة ليس بسبب الاشخاص الذين تم تعينهم بل بسبب التدخل السياسى الذى عمل على احتواء المشروع بصورة خلقت الكثير من المشاكل بين المزارعين أنفسهم ، استطاعت اللجنة اعادة ثقة المساهمين فى نجاح المشروع . وبدأت فى خطوات تأسيس للمشروع بصورة توثيقية لم تكن موجودة من قبل ، الحقيقة تشرقت بمقابلة رئيس اللجنة فى عدة جلسات تناولت الحديث عن المشروع وعلمت بأن لجنته بذلت جهداً مقدراً فى تأسيس مكتب المشروع الذى ظل خالياً من دون ملفات لاثبات احقية الارض للمساهم أو نزعها منه أو بيعها لأى سبب من الاسباب ، تمكنت اللجنة من تزويد المكتب بجهاز حاسوب رصدت فيه كل البيانات الخاصة بالمشروع اسماء المساهميين وبيان ملكيتهم للارض عقودات البيع والشراء وبيانها بصوره ممتازة تمكن الناظر اليها لمعرفة كل المستندات والقرارات المتعلقة بها وهذا بالطبع عمل يحسب للجنة لانه يمثل مرتكز ومحور اساسى فى ادارة المشروع ، وتمت زراعة كل أراضى المشروع بصورة مرضية ، كذلك تحاول اللجنة جاهدة فى الخروج بالمشروع من نطاق الزراعة التقليدية الى زراعة استثمارية تفيد المساهم بصورة أفضل ومن ثم بدأت الاتصالات بالعديد من الجهات العلمية فى المجال الزراعى بغرض النهوض بإنسان الريف ودعمه بإقامة مشروعات تساعده على محاربة الفقر والجوع ، مشاريع تعمل على زيادة دخل المساهم وجعل المشروع جاذباً لكل الجهات صاحبة رأس المال للاستثمار مما يجعله جزءً رئيسياً فى تنمية الاقتصاد القومى ، دفع ذلك لجنة المشروع للاتصال بالمجلس القومى للبحوث قسم النباتات الطبية والعطرية "البروفسيور حسن السبكى " وعبره تم الاتصال بمجموعة ابحاث وتطوير المورينقا والجيتروفا فى محاولة منها لانشاء مشارع زراعية مجديه من النواحى الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتقوم الفكرة بتخصيص ثلاثة افدنه لكل اسره فقيره تؤسس بمحاصيل تكفيه عيشة كريمة اضافة لزيادة دخله وزراعة شجرة المورينقا التى تتمتع بقيمة غذائية عالية وزراعة شجرة الجيتروفا لانتاج الوقود الحيوى علماً بأن عائد هاتين الشجرتين خلال عامين ونصف يغطى تكلفة تأسيس الثلاثة أفدنة وما تحتاج اليه من مياه ومصاريف زراعية اخرى ، وقد قامت لجنة المشروع ومجموعة شركة المورنيقا والجيتروفا  بطرح المشروع ووضعت كل الدراسات العملية والميدانية الخاصة بتنفيذ المشروع رهن التطبيق ، علماً بان الفكرة تم تطبيقها على ارض الواقع بمنطقة السامراب بمحلية بحرى وكانت كل النتائج ايجابية وممتازة حظيت بزيارة كل المهتمين بالزراعة على كافة المستويات الادارية والعلمية والفنية ، وتم اختيار بنك الخرطوم لتمويل المشروع عبر توفير كل الاحتياجات الازمة للمشروع من تكاليف رأس المال والمصاريف التشغيلية للزراعة . علماً بأن مثل هذه المشاريع تستهدف أهل الريف "القرويين" لان طبيعة المشروع زراعية ويدخل ضمن اطار التمويل الجماعى او العائلى وإن شاء الله سوف تشمل الدراسة عشرة اسر من منطقة الباقير وتم اختيارهم ورفع اسماؤهم لادارة المشروع التابع لمجموعة المورينقا والجيتروفا وهذا يأتى من ضمن استراتيجية لجنة المشروع فى محاولة للتعاقد من شركاء فاعلين يعملون على تغطية الاحتياجات الغير مالية للفئات المستهدفة وذلك لضمان تنفيذ المشروع على ارض الواقع بواسطة بنك الخرطوم وشركة مجموعة المورينقا والجيتروفا الشريك الاساسى للمشروع ،وحتى نتبين دور كل شريك يجب أن نوضح بنك الخرطوم دوره توفير التمويل المناسب والمتابعة الميدانية ورصد ومتابعة كل المشاكل والمعوقات وتقييم المشروع عند كل قرية ، أما الشريك الثانى مجموعة شركة المورينقا والجيتروفا عليها اختيار وتجهيز المستهدفين فى كل قرية وتنظيم المستهدفين فى شكل جماعات تعاونية وعائلية كذلك شراء الاحتياجات اللازمة لانطلاقة المشروع ، اضافة للمتابعة الفنية ملازمة المستفيدين أثناء استغلال المشروع وتقديم النصح والمشورة ثم تدبير تسويق الانتاج واستلام نصيب البنك من المحاصيل وبيعها ، من خلال ذلك يحقق المشروع أهدافاً كثيرة منها ازالة الجوع والفقر وتنمية الريف مما يجعله أكثر جاذبية للعمل واتاحة الفرص للخريجين للعمل علاوة على انتاج بذرة الجيتروفا والمورينقا بغرض تغطية احتياجات البلاد من الوقود الحيوى والمساهمة فى امتصاص ثانى اكسيد الكربون مما يساعد على محاربة الاحتباس الحرارى كذلك الاستفادة من شجرة المورينقا فى مجال الدواء والسماد وغذاء الانسان . المشروع يقوم على منح ثلاثة فدان لكل اسرة تزرع الاسرة فدانين بعدة انواع من المحاصيل ثم تزرع الفدان الاخير بعلف المورنيقا وواحد من المحاصيل الرئبيسية لغذاء الاسرة ثم تزرع شجرتى المورينقا والجيتروفا على طول حدود الثلاثة فدان ، كذلك توفر ادارة المشروع بقرتين لكل اسرة وعدد سته مناحل لانتاج العسل من زهور المورنيقا  ويجب ان نشير الى أن تكلفة المزرعة مساحة ثلاثة أفدنه للاسره قدرت التكلفة الاجمالية بثلاثين الف جنية تمول من بنك الخرطوم فى شكل منحة غير مسترده وهذا يعتبر عنصر مهم لضمان نجاح المشروع بتوفير الطمأنينه للمساهم. علما بأن المساهمين كانت لهم تجارب سالبه بالنسبة لسلفيات البنوك .جهود اللجنة معتبرة ومتميزة فى محاولة التغيير ونقل المزارع من الزراعة التقليدية الى الزراعة الحديثة بغرض تحسين وضعه المادى بإخال محاصيل نقدية ذات قيمة عالية وتنويع أدوات الانتاج ومصادره  بصورة تمكنه من العيش الكريم نسأل الله لهم التوفيق .
Elfatih eidris [eidris2008@gmail.com]

 

آراء