مشروع ح نبنيهو: أفكار تسبق التنفيذ!!
ركن نقاش
فكرة: المواصلات: للخروج من التجزئة للمسارات الطويلة
المواصلات من ضمن الخدمات غير الربحية التي تقدمها الدولة للمواطنين، رغم كفاءتها الممكنة في تغذية الخزينة العامة، وسد مجال الخدمات المطلوبة للمواطنين، من المؤسف ان تتخلى الدولة للقطاع الخاص لينفرد بتقديمها، مثل اي سلعة يحكمها العرض والطلب، وانزوت هيئة مواصلات العاصمة مهيضة الجناح فاقدة للادارة المقتدرة، والمبادرة نحو خدمات أفضل، وهي تملك - كما علمت - اسطولا من الباصات مختلفة الماركات والموديلات ومقرات التصنيع، الاسطول يبلغ حجمه أكثر من ٧٨٠ بصا أغلبها معطلة لاسباب ميكانيكية طفيفة، مقدور عليها، واتضح ونحن خارجين من دولة التمكين الفاسدة المفسدة بثورة ١٩ ديسمبر المجيدة، ان ادارة مواصلات العاصمة استنت سنة سيئة - ولعلها مغلوبة على امرها لضيق ذات اليد - بتاجيرها البصات بعد صيانتها الى سائقين بربط يومي حسب تصنيف البص المعين، وبعد ان يفي السائق بربطه المقرر يرمي بعد ذلك في جيبه الخاص، وهي طريقة معطوبة تدل على ضعف في الارادة والخيال، وعلى الجهات المختصة في الحكومة الثورية الانتقالية ان تنتبه وتعين الادارة للخروج من هذا المازق المذري، خاصة وقد انضمت مئات من البصات الجديدة الى اسطول الهيئة السابق..
رفدها بأفكار معينة:
اولاها ان تستكمل الهيئة قوتها البشرية من كماسرة وسائقين ومفتشين واداريين وتشرع في ادارة اسطولها بحنكة واقتدار..
ثانيا نقترح ابتداع الرحلات الطويلة بحيث يكون وسط الخرطوم وامدرمان والخرطوم بحري أمكنة عبور فحسب إلى بدايات ونهايات خطوط المواصلات، وتكون بدايات الخطوط في الخرطوم: سوبا والكلاكلات والصحافات والجريفات (الى اخره) ، وفي امدرمان الامبدات والصالحة والثورات وود البخيت (إلى اخره)، وفي بحري الحاج يوسف والقرية ومكي الشابك والحلفايا والدروشاب (إلى اخره)، ثم بعد تجويد واستكمال ما ذكرنا من بدايات الخطوط في مناطق العاصمة المثلثة تبدأ مرحلة سير الخطوط لتخدم المواصلات جميع الشوارع الرئيسية في المدن الثلاث بكفاءة ترضي حاجة المواطنين جميعا بقدر الامكان..
ثالثا من الضرورة القصوى ابتداع نظام فئات ترحيل متدرجة كما يحدث في جمهورية مصر العربية، حسب المسافات المختلفة، بحيث لا يتضرر اصحاب المسافات القصيرة ويدفعون ذات الاجر للمسافات الطويلة..
مدخل ضروري:
قررت حكومة ثورة ديسمبر الانتقالية - وهو قرار حكيم بالطبع - ألا يصدر اي منتج في هيئة خام، بل يصدر منتجا نهائيا، لتجني البلاد القيمة المضافة من ذلك الجهد، علاوة على فتحه مجالات عظيمة للأيدي المنتجة التي يمكن ان تستوعب في هذا النشاط الحيوي المهم..
فكرة: حل لمشكلة. النفايات
لا شك ان بلادنا الحبيبة تعاني الان من تكدس النفايات، وهي مشكلة مؤرقة للمحليات المختلفة، وأخذت تشكل صداعا مستمرا للمسؤولين والمواطنين على السواء، رغم ان العالم - من حولنا - قد طفر طفرات واحالها من مشكلة الى باب لثروة متجددة بالفرز واعادة التدوير، بل قرأت ان بعض الدول اخذت تقدم عروضاً لشراء النفايات، فان صح ما وصل الى علمنا من هذا القبيل، فقد يفتح عيوننا على ما اغفلنا تقديره وحسبانه..
النفايات في السودان:
ابني الحسين كان موضوع تخرجه في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية (تخصص تصميم صناعي) عربة نفايات مستحدثة لفرز واعادة تدوير النفايات..
مكونات النفايات عندنا:
افادني ابني ان الغالب في تكوين النفايات عندنا في السودان هو النفايات الغذائية، تليها البلاستيكية، تليها الاوراق، ثم الاخشاب، فالاتربة، فالزجاج، فالنفايات الالكترونية، فقطع الحديد، وجميعها يمكن اعادة تدويرها ما عدا الاتربة التي يمكن - ببساطة - اعادتها الى امها الارض، والنفايات الالكترونية بالنسبة لها يمكن - لخطورتها ما لم يتم معالجتها - ان تضاف الى الخلطات الخرسانية،، بواقي الاطعمة يمكن تحويلها الى اسمدة عضوية، والخشب والاوراق تحول إلى صناعة الخشب المضغوط، اما البلاستيك فهو ثروة معروفة في اعادة التدوير بعد تنظيفها ومعالجتها، الزجاج يحول إلى ذرات ترابية واعادة تدويره زجاجاً يسر الناظرين..
ضربة البداية:
توعية المواطنين بالثروات الكامنة في هذه النفايات، وتشجيع الفنيين لشراء النفايات والاستعداد آلياً لتدويرها، وعلى الاعلام ان يعمل في هذا المجال معرفة وتبليغا وتزويدا حتى يعلم المواطنون كوامن هذا المجال فيرتادونه كباقي الأمم من حولنا، واذكر تجربتي في مصر القريبة قبل عشرات السنين ايام "الطلبنة" فقد كنت احتار من هذا "الزبال" الذي يطلع العمارة ذات السبعة ادوار عدة مرات لجمع نفايات الشقق بلا كلل ولا ملل، ثم يتقاضى في نهاية الشهر "تراب الفلوس" (كما يقول أحبابنا المصريين) من هذه الشقق كقيمة مضافة، هل علمتم السبب ايها السودانيون؟، مثال آخر من الهند – التي تشبهنا الخالق الناطق في التعدد العرقي واللوني والديني والثقافي – هندية مستنيرة كانت تعمل في مجال فرز وبيع النفايات، وتيسر لها أن تجمع ثروة مقدرة، فاتجهت وفق مراقبتها اللصيقة لأدواء مجتمعها الهندي، أن تشرع في اقامة مدارس مجانية للفقراء من مواطنيها، ونجحت نجاحاً باهراً، كل ذلك من عائد النفايات، وكرمتها منظمة عالمية تكريماً يليق بانسانيتها الطامحة!!..
eisay1947@gmail.com