مشكلة الحرية والسقوف التى تحجبها
بسم الله الرحمن الرحيم
اذا اعتبرنا ان الانسان هو الكائن الوحيد الذى يشعر بأنه حر فى حركاته وتصرفاته تبعا لاحتياجاته الضرورية لاساس وجوده ، فان احدا لابد ان يعتقد ان الانسان دائم الصراع مع النزعة التى تفرض عليه القسر فى تحقيق حريته . والانسان بدون شك دائم الحلم بتخطى مواقع الجبرية . وعلى هذا نستطيع ان نفترض ان مفهوم الحرية هو جوهر وجود الانسان . من اجل ذلك اعتبر الانسان نفسه مخلوقا مميزا من بقية مخلوقات الارض . وقد تبع هذا الاعتقاد قدرة الانسان على السيطرة على الطبيعة . ويستطيع عن طريق - تفكيره – ان يستفيد منها لتحقيق مصالحه . ان مشكلة الحرية من اهم المشاكل التى يجب ان تبحث لانها القدرة على اختيار ما نريد وفى نفس الوقت التمتع بقدرة مماثلة على عدم اختيار ما نريد . ويرى البعض ان مفهوم الحرية من اهم المفاهيم العقلية التى حارت بها العقول ، وان فهم نقيض الحرية يدلنا ولو الشئ اليسير على مفهوم الحرية . ويمكن اعتبار نقيض الحرية تلك السقوف التى تضعها السلطات دائما لاجهاضها او حجبها بالقوة . وقد عبر (روسو) عن ذلك خير تعبير بقوله : يستحيل على القوى ان يظل سيد الموقف . اذن لماذا تخاف السلطات من الحرية ؟ وهى الخير والرفاهية والامن للشعوب ، لانها الاخت الرضيعة للديموقراطية ولهذا تجدنى اناشد قادة المؤتمر الوطنى بضرورة ان يكون سقف الحرية عاليا جدا يتجاوز صغائر ودنليا الامور ، فى حين اننا نرى انه ليس للحرية سقف تصطدم به انما هو فضاء لا نهاية له تتقدم به الشعوب وتحتفظ به كامانه ما دامت لها الحياة . ان تصريحات وزارة الاعلام تومئ بتراجع الحريات او التعبير الحر والمتضرر هنا الوطن باكمله وليس الصحيفة . اننى من الذين تزعجهم محاولة خفض سقف الحرية او مصادرتها ، وسبق ان بينت ان الحرية هى مساحة واسعة ليس لها سقف سوى الوحدة الوطنية بما تشمل من حقوق وقيم وفضائل . فالحرية عندى هى غياب الاكراه . وكل الدول تؤمن بذلك و تعلم انها فى حالة تغيير مستمر حتى وان استقر بعضها لفترة زمنية معينة . وقد علمنا التاريخ انه لا توجد دولة من الدول استمرت على مر الزمن فالامر مناقض لسنة الكون .ومهما كانت استراتيجيات الحكم ،فان الفئة الحاكمة التى تعمل من اجل المجموع الكلى لافراد الشعب ، كان حكمها دستوريا للصالح العام وكانت الحرية . واذا كانت الفئة الحاكمة حاكمة لاجل نفسها ، كان حكم القلة لصالح القلة فقط عندها تذوب هيبة الدولة وينتشر الظلم والفساد ويستباح المال العام . وقد تطبق الدولة قوانين غير عادلة لفترة زمنية او فترات مستعملة طرقا ضد الحرية من قهر- وجبر- وحبس- واظهار قوة . ولكنها فى نهاية المطاف ستدفع ثمنا باهظا قد يؤدى لا محالة لتغيير نظامها السياسى بطريقة اعنف من الطرق التى استعملتها لتنفيذ قوانينها واستمرارها فى الحكم ... الامر الذى يعنى استمرار الحرب والخراب والدمار وفناء لوطن عزيز ... اللهم احفظ سوداننا .
أ . د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان ...... أمدرمان
prof.salah@yahoo.com
///////////