مشوار البشير للوفاق والتغيير ما زال طويلا وشاقا !

 


 

 


جماعات الحرس  القديم المحتشدة  حول  الرئيس  البشير  كانت  وما زالت  ابرز  المعوقين لجهود الوفاق  والتغيير برفضا  التنازل عن  مواقعها  التى  تعتبرها   حقوقا  مكتسبة.  ! و فى  الثلاثين  من  اغسطس  من  العام  الجارى  سدد  امام  الانصار  ورئيس  حزب  الامة ، السيد الصادق  المهدى ،  سدد ضربة  قوية  لما  يصفه  الاعلام  الرسمى  بجهود  الرئيس  لاحداث  تغيير شامل فى  ظل  وفاق  وطنى  وحكومة  جديدة  سيعلنها  الرئيس  فى الاسابيع  القليلة  القادمة . ففى  خطبته  المشهودة التى  القاها  فى  صلاة  الجمعة  فى  الثلاثين  المشار  اليه  باحد  مساجد  مدينة  امدرمان ،  قال  السيد  المهدى  بنبرة  حادة  "  انه  يؤكد  للمرة  الالف  ان  حزب  الامة  لن  يشارك  فى  الحكومة  المرتقبة  التى  يسعى  السيد  البشير  الى  تشكيلها    كحكومة  وفاق  وطنى  ,  و  اضاف السيد  المهدى  ان  حزبه   ماض  فى  مشروع  تذكرة  التحرير التى  تدعو  الى القيام     باحتجاجات  واعتصامات  للضغط  على  النظام  لاحداث تغيير حقيقى  والانتقال  بالبلاد  الى نظام  جديد .   وختم  امام  الانصار بالقول ان  حزبه  يقف مع  الوطن   وضد  الوطنى  - أى  ضد  الحزب  الحاكم   فى تصعيد  ملفت للنظر .  بخطابه  ذاك   يكون  امام  الانصار قد  دلق  فنطازا  كبيرا   من  الماء  البارد  على  مساعى  السيد  البشير الهادفة  الى  ضم  اليه  الحزب  الاكبر فى  السودان ،  ذى  القاعدة العريضة و المصادمة ، ليلحقه بالحزب  الكبير  الآخر الذى  اختارت  قيادته  منذ  وقت  طويل  الجلوس  فى  المقاعد  الخلفية  من  مقطورة  نظام  الانقاذ  والتزمت  الصمت الاليم  حتى  وبلادهم   تتجرع  كؤوس  الحنظل . لقد  غير  حزب  الرئيس  البشر  خططه  تجاه  حزب  الامة  بعد  ان  فشل  فى  تفتيته  عن  طريق  بذر  الشقاق  فى  صفوفه  و عن طريق  شراء  ولاء  العناصر   المستعدة  بالوظائف  والفوائد  المادية . وتنفيذا  لمخطط  التفتيت  ذاك  ، ساعد   حزب  السيد  البشير  فى  انشاء عدة  احزاب  صورية  اجتزأها  من  حزب  الامة . و اطلق  عليها  اسم  حزب الامة  مكايدة واستفزازا  للحزب  الكبير و لقيادته  التاريخية ، من نوع  المكايدات  التى  كانت  صفة  مميزة  لنظام  الانقاذ  فى  سنينه  الاولى  التى  تعدى  مداها  الخصوم  المحليين ، ووصل  الى  قيادات دول  الجوار  مما  لا  يسقط  عن  الذاكرة  الجمعية   لشعب  السودان. فى  خطابه  الحاد  اغلق امام  الانصار الباب امام  التزاكى  المفرط  الذى  مارسه و يمارسه  نظام  الانقاذ   على  حزبه  حين  يسعى  اليه  حزب  السيد  البشير بحميمية  مصطنعة  للتحالف  معه . وهو  تزاكى  لا يمر  على  ذاكرة  الحزب  العريق  الذى  بذل  نظام  البشير الوقت  والمال  والوظائف  لكى  يفتته  ويمزقه  اربا اربا  تحسبا  لقوة  هذا  الحزب  الجماهيرية  والمعنوية  والسياسية  اذا  جدّ  الجد  و طرأ  ظرف  انتخابى  حقيقى  ونزيه  لا  يسمح  فيه  (بالخج )   (وكبس ) الصناديق  عن  آخرها  لهذا  المرشح .  وافراغ  صندوق  المرشح  الآخر عن  آخره . او  تبديله  اذا  لزم  الامر . يذكر ان  نظام  الانقاذ  افتتح  خططه  بتفتيت  وتشقيق  حزب  الأمة  باستيلاد  (حزمة)  من  احزاب  الزينة او  احزاب  الفكة   من  وزن  الريشة  واطلق  عليها  جميعا  اسم  حزب  الامة . وبذل  لها العطايا  والمزايا  لكى  تنمو  .  ولأن   العشب لا  ينبت  فى  الارض  اليباب . ،  فقد ذهب   الزبد  جفاءا   ومكث  ما  ينفع  المشروع  الديمقراطى  فى  الارض . بعد  كل  هذا  الجهد  الجهيد  لتفتيت  حزب  الأمة  يكتشف  الانقاذيون  ان  الطريق  غير  سالك ،  فيعودون  ادراجهم  نحو الحزب  الذى  طالما  احتموا بظلاله  عندما  كانوا  زغبا  فى  الحياة  وفى  السياسة . يقبلون نحوه   للاستقواء به  فى  مواجهة  مشاكلهم الجمة   تحت  عنوان  جذاب هو  (وحدة  الجبهة  الداخلية  لمواجهة  المخاطر  التى  تحيط  بالوطن ! ولكن  جماهير  الحزب  العريق لم  تغرها  صحوة   الانقاذ  المتاخرة  و صمت  آذانها  وتساءلت  فى  استخفاف :  أالآن  فقط! ولم  تأخذ  بقول  حكيم  الانجليز  الذى  قال  خير  أن  تصحو  متاخرا  من  أن  لا تصحو  البتة .  اما م  الانصار يعرف  حقيقة  ما  يمور  فى  افئدة   قواعده الاسمنتية, ويعرف اشواقها . ويعرف  ان  هذه  القواعد  ترفض  ان  تنسى  خطط  الانقاذ  القديمة  والجديدة  لتفتيت  حزبها  مع  سبق  الاصرار  والترصد .  و هى  تريد  ان  يغلق  زعيمها  باب  التعامل  الثنائى  مع  الانقاذ  لصالح  التعامل  الجمعى . وان  يلتزم  سارية  الجبل ! وتحس  هذه  القواعد  ان  خاصية  التآمر التى  برع  فيها  الانقاذيون  لن  تلبث  ان  (تتاورهم )  لحظة  حصولهم  على  أى  انفراجة . الدكتورة  سارة  نقد  الله  رئيسة  المكتب  السياسى  لحزب  الامة  قالت  بوضوح  شديد  ان  عشم  حزب   البشير   فى  الشراكة  مع  حزب  الامة  هو  مثل  عشم  ابليس  فى  دخول   الجنة.  ومعروف  ان  دخول ابليس  فى  الجنة  سوف  يتحقق  فى حالة  واحدة  هى  عندما  يتمكن  الجمل  من  ان   يلج  الجمل  فى  سم  الخياط . ان  نظرة  سريعة  وفاحصة  لكل ما  تقدم   تقول  ان  مشوار  الرئيس  البشير  المفضى  الى  الوفاق  و التغيير ما زال  طويلا   وشاقا !!
أخ . . .  ياوطن !


Ali Ibrahim [alihamadibrahim@gmail.com]

 

آراء