مصداقية الوات ساب والفيس بوك !!

 


 

 

 

 

هل يمكنك تصديق كل ما يصلك؟

هل تثق في كل ما يصلك من الوات ساب والفيس بوك؟

الوات ساب:
تجمعت مجموعات كثيرة في شبكة الوات ساب، وشكّلت تواصل بين أصدقاء، لم يعد من سبيل لإعادتهم لحظيرة الصداقات في عشّها القديم، لولا اكتشاف الوات ساب. لقد أصبح طريق التواصل بين الدول، والأشخاص. لا يقف حائل ضد تواصلهم. رغم أن الدول صارت تضيّق السبيل عن التحادث عن طريق الوات ساب، خدمة لأجهزة شركات التلفون.
إن سبيل التواصل الاجتماعي، هو مجموعات الوات ساب. وقد شغل الناس ووقتهم، وصار التواصل سبيل للوصال، يعرفون أحوال بعضهم ويرسلون فيديوهات أو موضوعات منقولة. وقد استخدمت أجهزة الاستخبارات سبيلها للوصول للمجموعات، وصارت الجهات الأمنية تتخذ السبل لتنفذ لتلك المجموعات، تبث رسائلها الخادعة.

(2)
هل فتح المجموعات وبث الرسائل، يجدي ؟
كثير من المنتمين للمجموعات لا يدققون في مصداقية الرسائل. فتشهد أنت كثير من المعلومات الاستباقية( تسريبات )، ومعظمها كاذبة، تضيّع الوقت وتهدر التفكير، بدل أن يبذل الناس الجهد فيما يفيد، نجدهم يبذلون كثير من الوقت والجهد في قراءة الوات ساب، وتغيم الحقائق وينثر عليها الكثير من عدم الثقة والضبابية والشكوك، رغم أن الكثيرون يصدقونها، ويلجأ الأفراد إلى نثر الفيديوهات التوثيقية مكررة، رغم أنها عرضة للصناعة والخداع.

(3)
ليس من أحد ينكر دور الوات ساب في خلق تواصل ثوري، وقد أدت تلك الوسيلة إلى دور تنظيمي واعلامي لا ينكره أحد، ولكن لعولمة الاتصالات محاسن، ولكن لها أيضاً مساوئ، ليس بإهدار الوقت وحده، بل بالإغراق في معلومات من الصعب تفحصها وإخراج الصحيح من الكذوب. للعولمة رغم الإيجابيات، بأن تصل العالم والأفراد ، إلا أن الخسائر المترتبة على المعلومات الخادعة كبيرة.

(4)
الفيس بوك
فيسبوك يزيل 2.2 بليون حسابات وهمية:
قالت مؤسسة فيس بوك إنها أزالت 2.2 مليار حساب مزيف في الربع الأول، وهو رقم قياسي يوضح كيف تحارب الشركة مجموعة من الممثلين السيئين، الذين يحاولون تقويض صحة أكبر شبكة اجتماعية في العالم.
في الربع الأخير من عام 2018، عطل الفيس بوك أكثر من مليار حساب مزيف و 583 مليون في الربع الأول من العام. قالت الشركة إنه تمت إزالة الغالبية العظمى في غضون دقائق من إنشائها، لذلك لا يتم احتسابها في مقاييس المستخدم النشط التي يتم مراقبتها عن طريق فيس بوك شهريًا ويومياً.
وقال جاي روزن، نائب رئيس النزاهة في فيسبوك، للصحفيين "الكميات الكبيرة من الحسابات المزيفة يقودها مرسلو البريد العشوائي الذين يحاولون باستمرار التهرب من أنظمتنا". لم ينسب روزن حسابات البريد العشوائي إلى أي مجموعة أو كيان محدد.
شارك فيس بوك أيضًا مقياسًا جديدًا في تقريره: عدد المشاركات التي تمت إزالتها والتي كانت تروج أو تشارك في مبيعات المخدرات والأسلحة النارية. سحب فيس بوك أكثر من 1.5 مليون مشاركة من هذه الفئات في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، وقال إنه يود في النهاية توسيع تقريره، ليشمل أنواعًا أخرى من الأنشطة غير القانونية. وقال مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة Facebook، إن الشركة زادت إنفاقها بشكل كبير لمراقبة منتجاتها.

(5)
وقد ذكر ابن خلدون الذي ملأ الكون بعلمه وأدبه وشغل الناس في القرن الرابع عشر الميلادي، أن من أسباب الكذب التشيّع للآراء والمذاهب ومن أسبابه الافراط في الثقة بالناقلين وتوهم صدقهم ومنها الذهول عن المقاصد التي عناها الناقلون، أيضاً التقرب لأصحاب السلطان بالمديح، ومنها الجهل بطبائع الأحوال فإن كل حادثة لها خصوصيتها.
فكيف بنا اليوم من تعقد أمر استخلاص الحقيقة من شبكة الأكاذيب؟.

لا شك أننا في عصر تخصصت فيه أجهزة الاستخبارات في كل الدول لصناعة الكذب فيبدو كالحقيقة، وقد أسهمت العولمة في جعل الكذب ميسراً، ليخدم الأغراض الاستخباراتية، لعرض الكذب كأنه حقيقة، ولعل من أكبر ادعاءات الكذب قضية المتسبب في سقوط الطائرة المدنية بضاحية لوكربي، واتهام ليبيا بتدبيرها. وهو عمل استخباراتي بامتياز.

(6)

مقاطع فيديو بتقنية "التزييف العميق" تثير قلق استخدامها لأغراض سياسية وإباحية
روي سيلان – جونز مراسل شؤون التكنولوجيا – بي بي سي
8 أكتوبر/ تشرين الأول 2019
رصد بحث تكنولوجي جديد وجود طفرة مثيرة للقلق في إنتاج ما يطلق عليه مقاطع فيديو بتقنية "التزييف العميق"، وتضاعف عدد هذه المقاطع على الإنترنت خلال الأشهر التسعة الماضية تقريبا، وهناك ما يشير أيضا إلى أن إنتاج مقاطع الفيديو هذه أصبح عملا مربحا. وعلى الرغم من تركيز حالة القلق على استخدام هذه المقاطع لأغراض سياسية، إلا أن الأدلة تشير إلى أن المواد الإباحية تمثل الغالبية العظمى من استخدام مثل هذه المقاطع.
أجرى البحث مؤسسة "ديب تريس" للأمن الإلكتروني، ورصد الباحثون إنتاج 14698 مقطع فيديو على الإنترنت، مقارنة بـ 7964 مقطعا في ديسمبر/كانون الأول 2018. وقال الباحثون إن 96 % من المواد كانت إباحية في طبيعتها، وغالبا ما يكون الوجه لشخصية شهيرة يستبدل بها وجه الممثل الأصلي المصور في مشهد يمارس نشاطا جنسيا.
وعلى الرغم من أن العديد من الموضوعات المعروضة كانت لممثلات أمريكيات وبريطانيات، إلا أن الباحثين وجدوا أن مغنيين بوب من كوريا الجنوبية قد استُخدموا أيضا بكثرة في إنتاج مقاطع فيديو مزيفة، مما يؤكد أنها ظاهرة عالمية. ويسلط التقرير الضوء على إمكانية استخدام تقنية "التزييف العميق" في الحملات السياسية، وعلى الرغم من ذلك من الواضح أن الخطر الحقيقي في الوقت الراهن يكمن في استخدام التكنولوجيا في أغراض الانتقام الإباحي والتنمر عبر الإنترنت.
ويقول هنري أجدر، رئيس تحليل الأبحاث في مؤسسة "ديب تريس"، إن الكثير من المناقشات التي تثار بشأن تقنية التزييف العميق تخطيء الهدف. وأضاف: "يدور النقاش حول السياسة أو الاحتيال والتهديد على المدى القريب، لكن الكثير من الناس ينسون أن المواد الإباحية المثيرة للقلق تعد ظاهرة حقيقية للغاية، وتؤذي الكثير من النساء".

صور مزيفة، وأموال حقيقية:

ويعد وجود مؤسسة "ديب تريس" في حد ذاته دليلا على سرعة انتشار ظاهرة "التزييف العميق"، على نحو أصبح مصدر قلق للشركات والحكومات. وتصف المؤسسة مهمتها بأنها تهدف إلى "حماية الأفراد والمنظمات من الآثار الضارة الناجمة عن الوسائط التي تستعين بتقنيات الذكاء الاصطناعي". واستخدم مصطلح "التزييف العميق" لأول مرة في تقرير نشره موقع "ريديت" في عام 2017، وأوضح هذا التقرير أنه في غضون عامين فقط، سيستفيد قطاع التكنولوجيا بأكمله من هذه الظاهرة.
وقالت كاتيا بيجو، الباحثة الرئيسية في مؤسسة "نيستا" للابتكار: "أصبح من الممكن الآن إنتاج مادة باستخدام التزييف العميق عن طريق الاستعانة بكم صغير فقط من مواد الإدخال، إذ تحتاج الخوارزميات إلى كم أقل من مقاطع الفيديو أو الصور لمعالجتها".
وأضافت: "بما أن التكنولوجيا تتقدم بسرعة كبيرة، فمن المهم بالنسبة لصانعي السياسة أن يفكروا الآن في الاستجابات المحتملة. ويعني ذلك النظر في تطوير أدوات الاكتشاف ورفع الوعي العام، والنظر أيضا في الديناميت الاجتماعية والسياسية الأساسية التي تجعل التزييف العميق المحتمل يتسم بالخطورة الشديدة." كما يتحدث محررو تقرير مؤسسة "ديب تريس" عن بوابات الخدمة، أي الأعمال التجارية عبر الإنترنت التي تنشئ وتبيع مقاطع فيديو من خلال تطبيقات "التزييف العميق".
ويحذر مبتكر مجهول على قناته: "لا تصدق كل ما تراه على الإنترنت، حسنا؟ "ويهدف الفنان الذي يطلق علي نفسه "Ctrl Shift Face" إلى الترفيه بدلا من الخداع، لكن من الواضح أن هناك مخاوف من أن مثل هذه الأشياء المزيفة يمكن أن تستخدم للتأثير على حملة انتخابية أو إثارة الكراهية ضد فئة معينة. وقد يكون من مصلحة "مؤسسة ديب تريس" الآن، ككيان تجاري أُنشيء لحماية المنظمات من هذه الظاهرة، زيادة تهديدات هذه المقاطع.
وتسأل بيجو عما إذا كانت تقنية اكتشاف التزييف العميق طريقة صحيحة. وأضافت: "يمكن أن يصل مقطع الفيديو بسرعة هائلة إلى جمهور بالملايين، ويتصدر العناوين الرئيسية للصحف في غضون ساعات". وقالت: "يخبرنا وسيط تكنولوجي بأن الفيديو خضع لمعالجة في وقت متأخر جدا". ويبدو، على أي حال، أن الضحايا الحقيقيين للمستخدمين الخبثاء الذين ينتجون مقاطع فيديو بتقنية "التزييف العميق" لن يكونوا على المدى القصير حكومات وشركات، بل الأفراد، ومعظمهم من النساء. وليس من المحتمل أن تكون لديهم القدرة على تحمل تكاليف الاستعانة بخبراء لمكافحة سوء الاستخدام.
عبدالله الشقليني
8 أكتوبر 2019

alshiglini@gmail.com

 

آراء