مطلب مفروغ منه

 


 

كمال الهدي
1 October, 2021

 

تأمُلات
. بقدر ما سعدت لصحوة الثوار ( ولو إنها تأخرت كثيراً) بقدر ما حزنت لإتباع بعض قيادات قوى الثورة ذات نهج الكيزان الذي رفضناه.

. لا ينتطح عنزان في أن تصرفات وتصريحات بعض العسكر ألهبت مشاعر الثوار تجاه ثورتهم، وذكرتهم برفاقهم الذين قدموا الأرواح الغالية من أجل هذا التغيير.

. لكن ما يجب أن يفهمه بعض رموز قوى الحرية والتغيير أن مدنية الدولة أمر مفروغ منه، ولم تُقدم التضحيات الجسيمة إلا من أجل تحقيق هذا الشعار.

. أكتب ذلك لأن البعض بدوا وكأنهم قد تذكروا فجأة أن أرواحاً قد أُزهقت ودماءً قد سالت لكي يتغير واقعنا البائس وليعود بعض قادة جيشنا لثكناتهم، وحتى يرفع العسكر أيديهم عن موارد وثروات هذا الشعب بعد أن عبثوا بها طويلاً.

. إذاً الشعب ثار مجدداً وهاج وماج لأن البرهان وحميدتي والكباشي تمادوا في غيهم، وليس من أجل دعم أفراد في المكون المدني لهذه الحكومة.

. حتى لجنة التفكيك التي احتشد الثوار بمقرها يجب أن يتذكر أعضاؤها أنهم أهملوا قضايا جوهرية طوال الفترة الماضية وهذا هو سبب تمادي بعض العسكر في غيهم.

. منذ الأيام الأولى لتشكيل الحكومة واللجنة ظلننا نجأر بالشكوى من اهمال فيصل محمد صالح لأهم الملفات.

. قلنا مراراً وتكراراً أن الإعلام سيقصم ظهر الثورة.

. فأين كان الفكي ومناع ووجدي، ولماذا لم يبدأوا بتفكيك المؤسسات الإعلامية التي قامت بأموال هذا الشعب ليسيطر عليها في النهاية أفراد عرفناهم بدعمهم اللا محدود (للساقط) البشير ونظامه البغيض!

. كيف توقع القوم أن تكتمل الثورة في ظل تساهل وتلكؤ وزير الإعلام في حسم مثل هذا الملف الحيوي!

. لم يسترد الكيزان أنفاسهم، ولم يتجرأ البرهان وحميدتي على قول ما سمعناه منهما مراراً إلا لأن مدنيي هذه الحكومة تركوا الإعلام لقمة سائغة في أفواه الجياع و(المقاطيع) الذين جعل منهم نظام المخلوع رموزاً إعلامية.

. ولو بدأتم يا الفكي ووجدي ومناع بالتعامل الحاسم والصارم مع هذا الملف ودفعتم أَول وزير للإعلام للتخلي عن ضعفه وفككتم الصحف والقنوات الفضائية التي تعلمون الكثير عن مصادر أموالها لكان موقفكم كمدنيين أقوى بكثير عن ما هو عليه اليوم، ولما احتجتم لخطب اشعال المشاعر بعد تهديدات البرهان وحميدتي الواضحة.

. ما دمتم تمتلكون الجرأة لقول ما سمعناه منكم في اليومين الماضيين لماذا سكتم على عبث العسكر طوال الفترة الماضية!

. وما الذي جعلم تغضون الطرف عن المؤسسات والشركات التي امتلكها الجيش بغير وجه حق!

. ولماذا صمتم عن تهريب معدننا النفيس!

. ألم نقل غير مرة أن البرهان وحميدتي أوهن من خيط العنكبوت، وأن الثوار ملأوا هؤلاء العسكر رعباً في الثلاثين من يونيو الذي تلا أبشع مجزرة يشهدها السودان!

. الآن فقط أدركتم أنه بإمكانكم الوقوف في وجههم مسنودين بهذا الشعب الذي أشعل الثورة!

. كل العشم ألا يكون ما جرى في اليومين الماضيين مجرد فورة أندروس تعودون بعدها لذات الخنوع الذي مكن العسكر من تهديد الثورة وإفراغها من العديد من شعاراتها.

. أما هبة الثوار فأقول تأخرت لأنها أتت بعد أن سُمح لمفاوضي جوبا بتوقيع اتفاق مفخخ وضع البلاد على فوهة بركان.

kamalalhidai@hotmail.com

 

آراء