1/3 Khogali17@yahoo.com من مبادئ تيار الوسطية الماركسية الذي مثله القائد الوطني عبد الخالق: (1) أن تقييم أو تقدير وزن أي حزب أو تنظيم أو قيادات لا يستند على الأقوال والمواثيق، بل الأفعال. ماضي الحزب والتنظيم وماضي القائد. (2) ولكل مرحلة أهدافها بما يتطلب بالضرورة دراسة شعارات الماضي السياسية ووضع أهداف متسقة مع الظروف الجديدة، ومن الضروري عند تحديد الأهداف أن يكون هناك توازن علاقات بينها، فاختلال التوازن يوقع في أخطاء جسيمة. (3) ولكل مرحلة ظروفها وقياداتها والظروف الجديدة تعني اعادة النظر في أساليب العمل جميعها. والشيوعيون الذين تحللوا يعلمون أن موتهم السياسي يكون بسبب تلك المبادئ ومن مواقع الدفاع يمتهنون التأمر والتشويش بطرق أبرزها: * يكون للحزب أو التنظيم أو القائد أكثر من لسان وموقف في القضية الواحدة، والفكرة وضدها في نفس الؤقت. والتراجع غير المنظم. * تزوير الوقائع واضعاف الثقة في غير التابعين، مستقلي التفكير. * الصمت في مواجهة الحقائق الدامغة والذي يعني (الكذب) فالوقائع تضحدها الوقائع. * طمس المبادئ الاساسية في لجة النشاط العملي اليومي. * الخلط المتعمد بين التحالفات المؤقتة والاستراتيجية. * اختطاف تنظيمات واقامة لافتات تضخيماً لوزن ضعيف يظهر ضعفه في أول مواجهة. * الترويج لدعاوي دفن الماضي واستشراف المستقبل، اي استمرار اخفاء الحقيقة وتفادي كشف الاخطاء، ودوافعها، ونقدها، واصلاحها، والغاء المحاسبة ويقوم هذا المقال (الموجز) على ما ورد في كثير من الصحف اليومية السودانية، وصحيفة (التيار) 2 و4 اكتوبر الجاري بشان تصريحات أبو عيسى (عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني ورئيس تحالف قوى الاجماع) وأوجزها: 1- المعارضون في (الجبهة الوطنية للتغيير) يحاولون اضعاف المعارضة الرئيسية. و العديد من الاحزاب التي وردت في التشكيل الجديد اكدت التزامها بموقفها داخل قوى الاجماع. 2- الجبهة الثورية تقف وراء تحركات التحالف الجديد ومعها أيادي في المعارضة للعبث بقوى التحالف بادوات داخلية. وعقدت الجبهة صفقة مع الصادق المهدي لخلق مركز جديد للمعارضة يستغل لتدمير المركز القديم 3- هناك جهات دفعت مبالغ مالية ضخمة (عبر شيكات) لشخصيات حزبية للانضمام الى التحالف الجديد. وادهشني أن يطرح وزير خارجية السودان ووزير شئون الرئاسة وغير ذلك في الحقبة المايوية قضية فكرية (التحالفات) بمثل تلك السطحية وعدم الموضوعية. ويحتمي لاخفاء فقره بالعنف اللفظي والابتزاز السياسي واشانه السمعة في حق قوى وطنية وديمقراطية معارضة. ان أبو عيسى حل محل د. نافع في اطلاق السهام على القوى الوطنية المعارضة. وهما (اشباه) فنظام الانقاذ الذي يخدمه د. نافع من ذات طينة النظام المايوي الذي خدمه ابو عيسى وشهد شنق قيادات الحزب الشيوعي السوداني. ودققت النظر فوجدت امامي قضية عامة (واعرف أبو عيسي بالاسم و يجب ان يقف عند حده..!!) أو كما هدد الآخرين.. وعجب الناس كل الناس أن تكون (حركة الاصلاح) من احزاب الحركة الاسلامية (الأقرب) للثوريين من القوى المعارضة خارج التحالف الرسمي. وزهد قبل ذلك الكثيرون في تحالف أبو عيسى عندما تحول المؤتمر الشعبي صانع الانقاذ الى (قلب المعارضة) وانبهار قيادات من الحزب الشيوعي بولاية الخرطوم وشروعها في اجراء اتفاق ثنائي مع الشعبي لتنسيق العمل بين قواعد الحزبيين في مجالات محددة منها النقابات. وحتى عندما تدخل المكتب السياسي للشيوعي جاء تدخله شكليا بالعمل مع جميع الأحزاب في التحالف ولم يتدخل (فكريا) و استمرت قيادة كمال عمر (الذي جعل من المركز العام للحزب الشيوعي مقراً!) الي جانب الرفاق حتى الحوار الوطني الشامل (2014) عندما أطلق أبو عيسى صيحة مبحوحة " باع الترابي التحالف للمؤتمر الوطني في أول محطة" وأبو عيسى من قادة التيار الذي باع الحزب الشيوعي (1969) و(التجار أشباه) وبأثر ذلك (البيع) أطلق نميري علي أبوعيسى ومجموعته، الشيوعيين المايويين. ووجدت ان أبو عيسي و د.نافع ود.الترابي في حزب واحد. ان منهج المعارضة الرسمية الثابت في (تحالفها الاستراتيجي) بحسب قولها هو: (التنسيق) و(الاتفاق) مع أحزاب الحركة الاسلامية (معارضون في خدمة المؤتمر الوطني) أما في حالة قوى المعارضة الأخرى فانها تواجه بالابتزاز السياسي والتقليل من الشان والوصم بالعمالة والارتزاق (معارضون في خدمة المؤتمر الوطني). و كل الصحفيين مستقلي التفكير وبالذات في شبكة الصحافيين السودانيين التي نأت بنفسها عن التبعية لم يسلموا من اتهامات أبوعيسى بالعمالة للامن ومن النماذج الاستاذين خالد سعد و ياسر جبارة. وهذه من خدمات أبوعيسى للمؤتمر الوطني وجميع الأحزاب خارج التحالف او التي خرجت والتي ستخرج من المعارضة الرسمية هم من وجهة نظر أبوعيسى (مؤتمر وطني) سواء المهمشين من الشرق او الحزب الناصري (مصطفى محمود) أو غيرهم. و نعتقد ان تضخيم أثر المؤتمر الوطني بالصور التي يرسمها أبوعيسى هي خدمه للمؤتمر الوطني بالدعوة الناعمة للاستسلام المتدرج حتى الشراكة في السلطة. و اخطر الخدمات التي يقدمها أبوعيسى للمؤتمر الوطني الرسائل المركبة والمضللة التي يبعث بها للشعب ولشبابه المفتقر للخبرات "التي تم تهجيرها باشراف مكتب أبوعيسي بالقاهرة ومشروع (اعادة توطين اللاجئين السودانيين) حيث يتم فصل الكوادر النقابية والشبابية والحزبية والتنظيمية من الخدمة في السودان وينظم أبوعيسي هجرتهم من القاهرة لكل دول العالم ليتم افراغ البلاد وتتنفس الحركة الاسلامية الصعداء..) و من نماذج كلمات ابوعيسى: نوفمبر2011: علي الرغم من كل الحروب والصراعات والمشكلات فان السودان على ما يبدو على اعتاب ثورة .. وان حجم الفساد في السودان أسوا من مصر وتونس وجميع الثورات العربية يوينو2012: مسيرات اسقاط النظام في السودان انطلقت واتسعت مظاهر الاحتجاج لتشمل كافة أحياء العاصمة الخرطوم ومختلف المحافظات وشكلت المعارضة لجان تعبيئة في المدن لاسقاط النظام (يقصد المنسقيات) يونيو2013: اسقاط النظام اصبح ملحا اليوم قبل الغد.. وان القوى السياسية كافة اتفقت على اسقاط النظام وان جميع قادة المعارضة قد عقدوا العزم علي الخروج في مقدمة المظاهرات الجماهيرية اكتوبر2013: حددت المعارضة السودانية سقف مائة يوم لاسقاط النظام. بل ان أبوعيسى في مؤتمر صحفي ذكر (اتوقع ان يسقط النظام قبل مائة يوم) و خطة المائة يوم لاسقاط النظام كشفها د.نافع وكان رد ابوعيسى: ان الجبهة الثورية حليف استراتيجي لقوى الاجماع الوطني وان خطة اسقاط النظام معلنة غير مخفية ولا تحتاج لمخطط. اكتوبر2014: ان خيار الانتفاضة لايزال بعيداً وتجري حولها مناقشات وان الاحزاب دائما تحت ظل الحكم (العسكري) تكون بعيدة عن نبض الجماهير. ونواصل..
2/3 معارضون في خدمة المؤتمر الموطني.. بالواضح فاروق أبوعيسى محمد علي خوجلي Khogali17@yahoo.com اتهم ابو عيسى جهات، لم يسمها، بدفع مبالغ ضخمة (عبر شيكات) لشخصيات حزبية للانضمام الى تحالف (الجبهة الوطنية للتغيير). ويعلم ابوعيسى يقيناً انه لا أجهزة المخابرات ولا الدول الأجنبية تعمل بنظام الشيكات بدلالة أن ابو عيسى ورفاقه في التجمع الوطني الديموقراطي، ولسنين عددا كانوا يصرفون مرتباتهم عن طريق كشوفات المرتبات التي يعدها التجمع ويرفعها للشركة التي حددتها لهم الادارة الامريكية كما يتم سداد فواتير المصروفات الادارية وغيرها بطلبات منفصلة. ولا نزال نذكر خطاب الاستاذة فاطمة أحمد ابراهيم، عند عودتها للبلاد، والاحتفال بها بدار الرياضة بام درمان وقولها: (هوي يا ناس.. لو انتو منتظرين التجمع الوطني، الترابة دي في خشومكم..ديل خلاص أكلو قروش الامريكان..) ولم يبّين أبو عيسى، وهو العالم بالمبالغ والشيكات، مقابلها بخلاف اقامة مركز ثاني للمعارضة وهل هدف المركز الثاني، الانضمام الى الحوار الوطني الشامل؟ ان المبرر الوحيد لثورة أبو عيسى ان تحالفه سينضم للحوار ولا يرغب ان يشاركه أحد في قسمة الثروة والمواقع!! والتحالف المعارض (الرسمي) عودنا الانتقال من الفكرة الى نقيضها بأثر التمويل النقدي والمادي. والحقيقة ان الادارة الامريكية فرضت قبل ذلك على مكونات (التجمع الوطني الديموقراطي)، تبني طريق (الكفاح المسلح) لاسقاط النظام. وهددت المكونات بوقف التمويل اذا لم تقدم فصائلها المسلحة.. واستجابت المكونات. ومن نتائج ذلك الكفاح المسلح معاناة أهل الشرق حتى العام 2014 من الالغام التي زرعها التجمع الوطني المعارض (بلا خريطة) لتمزق اجساد نساء واطفال.. ان مئات الأرواح البريئة ازهقها (المناضلون). فما هو الفرق بين الطائرات التي تزهق أرواح المدنيين في دارفور والالغام التي تزهقها في شرق السودان؟! وعند منتصف اكتوبر 2011 نفى ابو عيسى زيارته للسفارة الهولندية أو طلبه لدعم مالي لتمويل نشاط المعارضة الهادفة لاسقاط النظام وذلك بعد اطلاق سراحه لاعتقال استمر لسبعة ساعات (ووصفه لافراد الامن بانهم كانوا مؤدبين) وعقد مؤتمراً صحفياً بمنزله قدم فيه الافادات الآتية: 1- عقده العزم على مقاضاة المركز السوداني للخدمات الصحفية الذي نشر خبر طلب الدعم المالي، وكذلك مقاضاته للقيادي ربيع عبد العاطي الذي ادلى بتصريح يتهم فيه قادة المعارضة بالعمالة والارتزاق. 2- ان الحكومة تحاول اشانة سمعة المعارضة. 3- ان الشعب لا يحتاج لدعم خارجي لاسقاط النظام. 4- ان المعارضة لم تشارك حتى الآن في المظاهرات، وان عملها يقتصر على الندوات التي تمولها الأحزاب. ان الأوهام التي تسيطر على بعض قيادات تحالف المعارضة والروح الاستعلائية وأخص بالذكر فاروق أبو عيسى بأن التحالف الرسمي هو (الشعب السوداني) هي من المعوقات لتطور هذا التحالف والذي يضم أحزاباً محترمة ولا نعتقد انها تتفق مع هذا المسلك الغريب. فنلاحظ أن الخبر هو طلب قيادة المعارضة لدعم مالي لاسقاط النظام ويأتي تعليق أبوعيسى أن الشعب لا يحتاج لدعم خارجي لاسقاط النظام. والحقيقة أن تحالف ابو عيسى ليس من أهدافه اسقاط النظام والحقيقة أن تحالف المعارضة ليس هو الشعب السوداني. ولا نبتعد كثيراً فالسيد ابو عيسى في ذات افادته، يؤكد ان المعارضة لم تشارك في المظاهرات (2011) وهذا نصف الحقيقة، النصف الآخر، أن هناك احزاباً جعلت من مشاركة عضويتها أمراً شخصياً واختيارياً فتحالف الأحزاب وقتها (لم يقرر تلك المظاهرات) ولم يكن مستعداً لاختطافها كما في محاولاته (2012) ولذلك كانت الاعتقالات موجهة نحو المستقلين عن الأحزاب أو الذين خرجوا من أحزابهم. وهؤلاء الذين كسروا الطوق وتظاهروا هم من أبناء وبنات الشعب الذي يحتكر أبو عيسى وتحالفه تمثيله. ولأن منهج أبو عيسى واحد و(قديم) فإنه أبلغ الوسيط الافريقي (مارس 2001) بين دولتي الشمال والجنوب تمسك التحالف بالمشاركة في العملية التفاوضية كطرف ثالث يمثل الشعب السوداني (المغيب) ومعلوم أن الوسيط الافريقي ينفذ قرارات مجلس الأمن الدولي الذي مرجعيته اتفاقية نيفاشا واتفاق نافع-عقار كما قدم ابوعيسى رسالة للامين العام للامم المتحدة (أكتوبر 2013) عن الاستعمال المفرط للقوة الذي تقوم به حكومة السودان ضد المتظاهرين. والجبهة السودانية ليست لديها أموال لتصرفها على (تفتيت وحدة المعارضة) بل ان ابوعيسى يعلم ان الجبهة عندما طلبت منهم حضور اجتماع خارج السودان اوضحت لهم أن يعملوا على توفير ما يلزم من مصروفات لممثليهم الخمسة الذين لم يتمكنوا من التوافق عليهم قبل تغيير مكانه. وفي مارس 2014 أفاد الاستاذ على محمود حسنين من قيادات (الجبهة الوطنية العريضة)، بأن هناك دول ومنظمات تنفق ملايين الدولارات لصالح دعم المعارضة السودانية ومع ذلك رفضت تلك الفصائل تمويل مؤتمر القاهرة على الرغم من أن التمويل الذي يقدم لبعض الفصائل ينفق على قيادات تلك التنظيمات وعائلاتهم. وعلى ذلك نفهم أنه كما يوجد (أمراء حرب) يوجد (أمراء معارضة) وهدف الجميع استمرار الاوضاع كما هي أو ان يكونوا (وحدهم) لا سواهم البديل ونفهم أيضاً أنه متى ما اوقف الاجنبي التدفقات النقدية أو خفضها او هدد بايقافها فإن طريقهم الجديد لن يكون الا ذلك الذي يحدده الأجنبي (التسوية الشاملة والشراكة)!! ومعلوم ان شكل الدبلوماسية الامريكية (الجديدة) لانفاذ الافكار الامريكية ان يتم اعداد الأفكار وتجهيزها، ثم استدعاء الرؤساء او القيادات الى البيت الابيض لدفعهم للموافقة على هذه الافكار وليس من اجل دراستها أو اقتراح التعديلات عليها، بل يتم الاتفاق مع القيادات على الأساليب والوسائل الملائمة لتنفيذ الأفكار الأمريكية: - امتناع مولانا محمد عثمان الميرغني عن تلبية دعوة البيت الابيض حرمت التجمع الوطني المعارض من أن يكون طرفاً في اتفاقيات نيفاشا. - وذكر ابوعيسى (اكتوبر 2014) أن التحالف ظل على تواصل مع المجتمع الدولي الذي ظل متفهماً لموقف التحالف من الحوار. لم يتطرق أبو عيسى للتحالفات الأخرى في الساحة السياسية أي أنه اختار الصمت ومنها (جبهة تغيير النظام) والتي هدفها اسقاط النظام والتي تهتم بها الأجهزة الحكومية كثيراً وتراقب حركتها وهذا التحالف الذي يعمل بلا ضجة هو جزء من الشعب واختار اساليب تبعده عن مرمى نيران الحكومة والمعارضة الرسمية معاً المتفقان على اجهاض اي تنظيم جديد في الساحة السياسية أو كما عبرت (الجبهة الوطنية العريضة) التي كانت تأمل ان تنقل مركزها من القاهرة الى الخرطوم قبل اجهاضها وشعارها كان واحداً (لا حوار ومع اسقاط النظام) فاندثرت ولم يتبق امام مكوناتها من الدارفوريين (العرب) سوى الاتجاه المباشر للالتحاق بالاتفاقية. وهناك تحالف (قوى التغيير السودانية) الذي يدعو لتشكيل حكومة قومية انتقالية لرعاية الحوار الوطني الشامل وضمانات انفاذ نتائجه وعقد مؤتمر دستوري ومؤتمر اقتصادي و(تضم احزاباً رئيسية في قوى الاجماع الوطني) وهناك (الجبهة الوطنية الديموقراطية الشعبية) التي تتشكل بمبادرات وصور مختلفة. ونقول عن ثقة ان حقبة احتكارالمعارضة قد انقضت وان نهاية امراء الحرب وامراء المعارضة قد دنت. ونواصل..
3/3
معارضون في خدمة المؤتمر الوطني.. بالواضح فاروق ابو عيسى محمد علي خوجلي Khogali17@yahoo.com انتقد الشيوعيون المايويون ومنهم ابو عيسى عبد الخالق لمعارضته انقلاب مايو 69 ومعارضته لكثير من اجراءات السلطة الانقلابية ومن ابرز الانتنقادات: * "تشكيك عبد الخالق في الانجازات (الثورية) التي تحققت وعلى رأسها المواجهة الحاسمة مع القوى (الرجعية) في ود نوباوي والجزيرة ابا واجراءات التأميم." و(نذكر ان بعض الشيوعيين المايويين شاركوا في تعذيب المعتقلين من شيوخ الانصار في سجن دبك) * "موقف عبد الخالق من النهج الثوري الذي اتخدته حكومة مايو في قضية مصادرة المؤسسات الرأسمالية العميلة ومطالبته علناً في صحيفة (أخبار الأسبوع) بأن تتم اجراءات المصادرة بواسطة المحاكم." أما أبرز انتقادات أبو عيسى: 1- رفض عبد الخالق تعيين ثلاثة وزراء من الشيوعيين في الحكومة بعد 25 مايو (ابو عيسى منهم). 2- اعترض على الاعتراف بالمانيا الديموقراطية في الأيام الأولى (للثورة). 3- اخطار عبد الخالق، الصادق المهدي صباح 25 مايو 69 بعدم تأييد الحزب للمغامرة العسكرية وعدم تورطه مع المغامرين في أية التزامات وأرسل له بيان الحزب في 25 مايو. وقبل المؤتمر التداولي للحزب الشيوعي (أغسطس 1970) حكى فاروق ابوعيسى ان نميري عرض على عبد الخالق في لقاء شهده معظم اعضاء اللجنة المركزية: "أن يغير اسم الحزب فيحظى بترخيص للعمل أو ان يتحول الحزب الشيوعي من حزب (طليعي) الى حزب جماهيري يفتح أبوابه لكل العناصر التقدمية ويصبح قلباً للتنظيم الجماهيري للثورة..الخ" (وقد رفض عبد الخالق العروض برغم ان اكثرية اعضاء اللجنة المركزية قالوا بقبولها) بحسب ابوعيسى وذات (الأكثرية) ظلت تعين بعضها بعضاً لملء المقاعد الشاغرة في اللجنة المركزية. وقامت تلك اللجنة قبل (المؤتمرالخامس) باتخاذها قراراً باستعادة ابوعيسى لعضويته في الحزب من قبل منتصف ثمانينيات القرن الماضي. وحلت اللجنة بقرارها محل (مؤتمر الحزب) الذي من واجباته النظر في حالات اعضاء اللجنة المركزية الذين يفقدون عضويتهم بين المؤتمرين. لذلك لا نندهش عندما نجد ابوعيسى ضمن عضوية المؤتمر الخامس الاخير (لا ادري كيف تم تصعيده) وذات المؤتمر الذي تخلى عن واجباته انتخب ابوعيسى عضواً باللجنة المركزية ولا نستبعد تجديد عضويته في (المؤتمر السادس!!) وسار ابوعيسى وحزبه كالعادة في الطريق الخطأ باخفاء عضويته في الحزب واللجنة المركزية حيث لم يرد اسمه ضمن الاسماء المعلنة. والتبرير الراجح للاخفاء لتفادي (الحرج) مع التجمع الوطني الديموقراطي الذي ينظر الى ابوعيسى كمستقل او شيوعي سابق.. وتمادي ابوعيسى في تلك المسرحية التي هي من جنس مسرحية (اذهب الى القصر.. واذهب الى السجن) فهم اشباه في حزب واحد (!!) حيث لم يكن يجد حرجاً في الاجابة عن اسئلةصحفيين بعقده العزم على اقامة حزب..او انه لم يحن الاوان لاقامة حزبه.. الى اخر الدجل السياسي. وذهب التجمع، واوجد ابوعيسى له عملاً جديداً يتفرغ له حزبياً (قوى الاجماع الوطني) وذلك التحالف وتلك الوظيفة هو الأساس المادي لاخفاء عضوية ابو عيسى في الحزب ولجنته المركزية عن الشعب. ولذلك نجده يستميت في الدفاع عن الجسم والموقع ويرفض من حيث المبدأ (اعادة هيكلة التحالف).. هذه المسألة تؤرقه ويظل يتخبط ويصرح كما كل قيادات العمل الفوقي (التصريحات والمؤتمرات الصحفية) ومن ذلك اقواله: - طلب الصادق اعادة هيكلة التحالف ان يكون رئيساً له لتسليمه للمؤتمر الوطني. - التحالف لم يكن غافلاً عن اهداف حزب الامة الرامية الى تفكيكه (ابريل 2013) - الجبهة الثورية عقدت صفقة مع الصادق لخلق مركز جديد للمعارضة يستغل لتدمير المركز القديم (اكتوبر 2014) - لا اثق في اي اتفاق يوقع عليه الصادق (اعلان باريس). وغيرها.. "وانني اتصور ان فاروق ابو عيسى كلما نظر الى وجه الصادق يتداعى الماضي وتقفز الى جانبه صورة عبد الخالق فيزداد هياجه.. فقد عاب ابوعيسى على عبد الخالق اتصالاته بالصادق المهدي واعتبرها مسلكاً يمينياً، مثلما عاب عليه اعتراضه على اعتقال الصادق بعد (ثورة مايو الظافرة والمنتصرة ابداً بإذن الله) بل وطلبه الى ابي عيسى ان يعمل الحزب على تمثيله في الحكومة بدلاً من اعتقاله.. وها هو ابو عيسى الى جانب الصادق ويردح احياناً في دار الامة!!" وان تواصل الجبهة الثورية السودانية مع القوى السياسية داخل وخارج السودان من حقوقها وليس حصراً على ابي عيسى وحزبه ولا يعني التواصل، (العمالة) أو (الشيكات) وقد سئم الناس كل الناس ولكنكم لا تعلمون مفردات (العلاقة الاستراتيجية) و(لن نسمح) وهم يعلمون انها دخان في السواء. ولا ينبغي محاصرة الجبهة الثورية في علاقات سياسية محدودة اذا كان مقصود النضال هو (الوطن) والجبهة الثورية تدرك ذلك واعلنت انها تعمل على عقد مؤتمر جامع للقوى المعارضة ومنظمات المجتمع المدني كما مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية لتوحيد الرؤى حول مستقبل السودان وتبني برنامج سياسي (موحد) لا (واحد) ومشروع وطني جديد قبيل انعقاد الحوار الوطني الشامل. اذن تجاوز الامر (عدد المراكز المعارضة) والتحالفات المتعددة التي تراها قوى الاجماع الوطني او التي لا تراها، والاحزاب والتنظيمات المسجلة وغير المسجلة. وهذا هو (التنسيق) الذي ظللنا ندعو اليه بلا ملل. وبهذه الرؤية الثاقبة من الجبهة الثورية تسقط قولة ابو عيسى انهم في التحالف يبحثون وضع سيناريو بالاتفاق مع الجبهة الثورية بعد ان تأكد لهم عدم صدقية الحكومة في الحوار السياسي الذي دعت اليه وتأكيده ان تحالف المعارضة سيعمل على تقوية واستمرارية الحراك الجماهيري استعداداً للانتفاضة الشعبية واسقاط الحكومة. وقدم تحالف المعارضة الرسمية من حيث لا يقصد خدمة كبرى لتنسيق جهود القوى السياسية المعارضة ومراكزها، عندما فشل في تقديم رؤية واضحة مقنعة للجبهة الثورية وممثلين متفق عليهم في الاجتماع المشترك والذي ألغى التحالف المشاركة فيه مما جعل لجنة التواصل بالجبهة الثورية مع قوى الاجماع الوطني (تكونت في يناير 2014) تتوصل الى توصيات سليمة وهي: 1- على الجبهة ان تعيد تصنيف القوى السياسية وتعيد قراءة الاوضاع وتحدد القوى التي لديها استعداد للعمل مع الجبهة لتحقيق الاهداف المرجوة. 2- على الجبهة ان تسعى لانفاذ برامجها دون حساب كبير لاسهام قوى الاجماع الوطني بشكلها الحالي. 3- ان يتم التعامل مع الاحزاب والقوى السياسية مباشرة. 4- وتبعاً لذلك يتم تغيير اسم اللجنة وتسمى لجنة التواصل مع القوى السياسية بدلاً عن قوى الاجماع الوطني. ان مناهج العمل القيادي التي تسير عليها قيادة قوى الاجماع مناهج قديمة وكانت محل خلافات حتى في حقبة المركزية القابضة.. وأكدت التجربة فشل تلك المناهج التي تسود الان وفاقم الامر غياب الديموقراطية بدلالة الخروج المتواصل من التحالف أو البقاء داخله مع اختلاف الرؤى. والمواقف الفكرية والمبدئية لا تخضع للاقلية او الاغلبية، كما ان حقيقة بقاء (تحالف مؤقت) لأكثر من ربع قرن تحتاج لاخضاعها للدراسة. وبيان المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني الذي اشار الى اهمية تكوين الجبهة الواسعة لمكونات الساحة السياسية المعارضة (خارج اطار قوى الاجماع) كانت اول اشارة صحيحة وتأخرت لسنوات طويلة. فالجبهة الواسعة هي (اتحاد الجماهيرالمعارضة) وهو ما ظللنا ندعو اليه لسنوات وهذا الاتحاد لن يكون بديله ابداً تحالف قيادات الاحزاب السياسية المعارضة. والتجربة السودانية في 1964 و1985 اكدت ان جبهة الاحزاب المعارضة هو جسم قام لمرتين وكان بعيداً عن حركة التغيير التي تمت ولم تكن له علاقة بكل مجريات الحركة الجماهيرية حتى انتصارها في المرتين. ومثلما فشلت تجربة جبهة الاحزاب فشلت تجربة الجبهة الواسعة ذات التنظيم الهرمي و(السكرتارية) التي تقبض على انفاسها. ومفهوم وجود مراكز متعددة للمعارضة اثبت صحته ومن المفاهيم الخاطئة (المركز الواحد) ولذلك فانه في حقبة الحكم العسكري الاول (1958-1964) خرج الحزب الشيوعي السوداني من جبهة الاحزاب المعارضة واقام مركزه (الثاني) وكان الخروج صحيحاً فعن طريق المركز الثاني انطلقت الجهبة العريضة التي ضمت قواعد أحزاب (جبهة الأحزاب) ونفذت الاضراب السياسي حتى النصر. ومن المفاهيم الخاطئة حول التحالفات المؤقتة (تغييب النشاط المستقل لكل حزب) او العمل القاعدي (الثنائي) او (الجماعي) بما يعني تذويب الأحزاب واضعافها وهذا ما انتبه اليه حزب المؤتمر السوداني وحزب البعث العربي الاشتراكي الاصل.. ونواصل...