معركة المناهج ومنطق د.عمر القراي!!
haideraty@gmail.com
سلام يا .. وطن
*أزمة التعليم المتفاقمة أخذت أبعاداً أخرى وهي تفرز واقعاً جديداً وتحدياً أكبر من أن يتصوره العقل ، ونحن على هذه الزاوية كتبنا عن السياسة التي صممت خصيصاً لتدمير التعليم وقد برز ذلك جليّاً عندما قامت الإنقاذ بالتمييز بين المعلم وزميله عبر تقليص فرص التدريب وأقتصاره على أهل الولاء وان كانوا بلا عطاء ، وعندما عملت الحكومة على منح الامتيازات للتعليم الخاص على حساب التعليم الحكومي ، ووجدنا في عهدهم البئيس المعلم الذي يحاكي وضعه وضع فنان الشباك ، وعرفنا كيف أضحى المعلم المؤهل سلعة في سوق النخاسة التعليمي ، فصار قلة من المعلمين تقتلهم التخمة والكثرة الغالبة تموت من الجوع ، ووجدنا المدارس الحكومية تعرض الطلاب النوابغ على المدارس الخاصة بمبالغ يسيل لها اللعاب فيباع الطلاب من المدرسة الحكومية الى المدرسة الخاصة في أبشع تجارة رقيق تعليمي عرفته بلادنا في تاريخها المعاصر ، وبمثل هذا طالت المأساة أولياء الأمور والمعلم والتلميذ ، واضحت المدارس باباً من أبواب التفاخر والبوبار كلما علا سعرها.وجاءت معركة المناهج ومنطق دكتور / عمر القراي.
*وكان المؤتمر الصحفي الأول للقراي تشخيصياً وعلاجياً لقضية المناهج وضرورة تغييرها خاصة عندما اعتمد حس الثورة ونهجها مستصحباً معه التنوع واللا إقصاء والتعدد الإثني لتصحيح مسار التعليم الذي أفشلته الإنقاذ وأخواتها وهم يحملون فكرة ضعيفة ودعوة سامية هي الإسلام وعملوا على تشويهها وتاجروا بها تجارة خاسرة أضاعوا بها العلم والفكر والدراسة ، وخرّجت لنا المدارس والجامعات أميون بشهادات ، وزحموا سوق العمل بالصحفي الذي يكتب وهو لايميز بين الهاء والتاء المربوطة ولم يقرأ الألفية ولاعرف كتاب الكامل او المغني ، وصارت اللغة العربية غريبة والإنجليزية أشد غرابة ، والأدهى وأمرّ هو تمركز التعليم في حدود ولاية الخرطوم فتمركزت نتائج التفوق في ولاية الخرطوم وأصبحت الولايات محرومة من المراكز المتقدمة لأنها تفتقر الى المعلم والمعمل والبيئة الدراسية ، وبدأت الثورة لتقوٍّم الصور المقلوبة ، وجاءت معركة المناهج وبمنطق دكتور / عمر القراي.
*إن الثورة الحقيقية التي إبتدرها وزيرالتربية والتعليم ومدير المناهج ووجدت الدعم الذي تستحقه من كافة مكونات الشعب السوداني المستنير في ذات الوقت قوبلت بتلك الحملة القذرة من سدنة الظلام الذين عملوا على تحويل المعركة من معركة المناهج الى معركة مع الفكر الجمهوري الذي يلتزمه القراي وهي في الحقيقة ليست معركة بين الفكر والمناهج انما بين الجهل والعلم ، فالقراي لم يأت الى المناهج كجمهوري انما أتاها كعالم في علم المناهج ، اما الذين في عقولهم جهل وفي قلوبهم وجل من الوعي والاستنارة وتصحيح مسار المناهج وتنقيحها من الأوهام والأباطيل ، هم الذين رفعوا رايات تشويه مسيرة القراي وهيهات لهم ان ينالوا مادبروه بليل وستنتصر معركة المناهج بمنطق القراي ، ولو كره المنحطون .. وسلام يااااااااوطن.
سلام يا
مرت بالأمس الذكرى السنوية الأولى لإنتقال الأم / جانيت أبيب سمعان وهي من أوائل السسترات في هذا البلد ، وقد تخرجت من الجامعة الأمريكية ببيروت ..ألا عليها رحمة الله وسلامه والبركة في ابنائها هاني، وسيلفيا، وجويدا فايز بطرس .. وسلام عليها في الخالدين ..
الجريدة السبت 30/11/2019