معركة عدوا هي رمز للحرية !!
ايوب قدي
3 March, 2023
3 March, 2023
احتفلت اثيوبيا يوم أمس الخميس بذكرى الانتصار في معركة "عدوا" الـ 127 التي حقق فيها الشعب الإثيوبي أعظم نصرعلى إيطاليا عرفته القارة الإفريقية في تاريخها الطويل على الإستعمار الغربي وهو النصر الذي هز المستعمر الغربي وزلزل الأرض تحت أقدامه ,وكذلك الدول الأوروبية التي كانت تستعمر البلدان الإفريقية في تلك الفترة.
وفي نفس الوقت أعاد هذا النصر للبلدان الإفريقية الثقة بنفسها وبقدرتها وشجعها على مواجهة الإستعمار الغربي والدفاع عن وطنها وأرضها من اجل الحرية والإستقلال عن الاستعمار الغربي في ذلك الوقت .
تعتبر معركة عدوا من بين أهم مراحل النضال و الكفاح التحرري الذي قاده الشعب الإثيوبي في نهاية القرن التاسع عشر ضد الاستعمار الإيطالي الذي أراد السيطرة على المنطقة واستنزاف ثرواتها واستعباد شعبها.
مع احتفالنا بيوم النصر الـ 127 في عدوا ، لا يجب إحياء ذكرى النصر في ساحة المعركة فقط ، ولكن أيضًا الحفاظ على تراث عدوا ، وأن نفهم تمامًا أن سر انتصارنا هو وحدتنا الوطنية في مدينة عدوا، التي أثبتت أن الأفارقة لم يكونوا أبدا لقمة سائغة لأي استعمار غربي في القرن التاسع عشر، ويعتبر كثير من الأفارقة هذه المعركة رمزا للصمود الأفريقي ككل في وجه المستعمر ورمز التحرر .
اعتبر الإيطاليون إلغاء منليك الثاني لمعاهدة وتشيلي بمثابة إعلان للحرب عليهم لذلك أعلنوا الحرب من جانبهم ضد الحبشة و اخذوا يزحفون على إقليمي الامهرا و تجراي و أعلن (باراتيري) القائد الإيطالي ضم إقليم تجراي لاريتريا ، وقصد الايطاليون عدوا وتقدموا نحو أكسوم فقوبلوا بمقاومة عنيفة عند تقدمهم تجاه هذه المدينة المقدسة لدى الاثيوبيين .
لكن الطليان صمموا على الانتقام من الاثيوبيين و اتجهوا إلى مدينة(عدوا ) العاصمة القديمة لاقليم تجراي ، حيث كانت المعركة الفاصلة بين الطرفين في أول مارس 1896م ، والتي انتصر فيها الاثيوبيين انتصارا كبيرا و ساحقا على الطليان. في هذه المواجهة، يقول التاريخ إن منليك الثاني، إمبراطور إثيوبيا حينئذ، استدرج الجيش الأيطالي، إلى منطقة عدوة في إقليم تجراي بشمال إثيوبيا، والتي تحيط بها جبال ومرتفعات وعرة.
سياسيا : يتمثل في تبليغ الحكومة الايطالية للدكتور (نيرازيتي) المفاوض لايطالي في مباحثات السلام مع إثيوبيا أن الحكومة الإيطالية ستوافق على الإلغاء غير المشروط لمعاهدة اوتشيالي و الاعتراف بسيادة واستقلال إثيوبيا . و قد دخل الطرفان في مفاوضات سلام انتهت بتوقيع معاهدة أديس أبابا في 28 أكتوبر 1896. أكدت هذه المعاهدة الاستقلال الكامل للحبشة في تلك الفترة ،حيث أعلنت المادة الأولى منها على انتهاء الحرب بين الطرفين .
يقول احدى المؤرخين "ومما يُذكر لملوك الحبشة بالثناء العطر، ويُكتب بمداد الفخر، أنهم مهما دبَّ بينهم دبيب الشقاق في شئونهم الداخلية، وتنافسوا على العرش، فلا يتفقون مع الأجنبي على محاربة بعضهم بعضًا، "
الصراع الداخلي في إثيوبيا حينئذ أعطى مفاهيم وانطباعات خطأ عن الحبشة وقوتها، ما جعل إيطاليا تقنع بقية دول الغرب بهدفها وتخطيطها استعمار إثيوبيا والتغلغل إلى أراضيها من الشرق عبر إريتريا.
لكن القادة الإثيوبيين اتحدوا على صد عدو واحد، لتكون عدوا معركتهم الفاصلة لدحر القوات الإيطالية، فتجمعت قيادات الجيوش من الأقاليم المختلفة وشكّلت جيشا متماسكا موحد الهدف والولاء، فكان اللقاء والانتصار التاريخي في عدوة. الكاتب انور ابراهيم
مما لا شك فيه إن سر نجاح إثيوبيا هو وحدتنا وحريتنا وقيمنا الوطنية. وانتصار معركة عدوا هو قصتنا المشتركة حيث وقف الإثيوبيون معا من أجل سيادة بلدهم وكرامة الشعب . علاوة على ذلك فإن معركة عدوا هي مصدر فخرنا الوطني. إنه فخر لجميع السود خارج إثيوبيا.
مما لا ريب فيه إن انتصار عدوا نضال تحرير الأفارقة وجعل إثيوبيا رمزًا للوحدة الإفريقية. لم يكن الانتصار في معركة عدوا ضعف العدو ، بل قوة وحدتنا وليس هذا فحسب بل إن انتصار معركة عدوا لم يثبت فقط قوة إثيوبيا وقيادتها في ذلك الوقت ، بل مهد الطريق أيضًا للنضال من أجل الاستقلال في دول أفريقية أخرى.
امتد تأثير أحداث 1896 خارج إثيوبيا، فقد أصبحت ألوان العلم الإثيوبي الأحمر والأخضر والأصفر راية جماعية للأفارقة ورمزًا للمقاومة الإفريقية الرائدة، وبعد نصف قرن اعتمدت الدول الإفريقية المستقلة حديثًا تلك الألوان كجزء من أعلامها الوطنية.
ولدت ثمار الإيديولوجية من البذور التي زرعتها معركة عدوا، هذه البذور نبتت وعبرت المحيط الأطلسي أيضًا حيث كان الأمريكيون الأفارقة يخضعون لقوانين جيم كرو وسيادة المؤسسة البيضاء.
استلهمت القوميات السوداء مما رأته صراعًا مشابهًا للمستضعفين من إثيوبيا ضد القوى الأوروبية، كان النشيد الرسمي للرابطة العالمية لتنمية الزنوج "إثيوبيا؛ أرض آبائنا" وقد حصل مؤلفه الموسيقي الشهير المقيم في هارلم جوسيا فورد على دعوة للهجرة إلى إثيوبيا.
قال البروفيسور آدم كامل: بعد انتصار معركة عدوا علي الايطاليين قام الأفارقة وتمردوا على الغزاة والمستعمرين، والتحرك لنيل الحرية والإستقلال عن الاستعمار.وكان ذلك فخرا للأفارقة عموما، وانتصارا للإثيوبيين. وكانت معركة عدوا ونتائجها مكانة كبيرة للإثيوبيين وعلى مستوى السود حتى في أمريكا. وكانت بداية إنتصار السود على البيض، وبداية التحرر والتحرك نحو الإستقلال، ومن ثم بدأ الإستعداد والتجهيز للاستقلال عن الاستعمار الغربي.
وفي مقابلة مع صحيفة العلم قال الدكتور آدم كامل الكاتب والباحث في العلاقات الإثيوبية -العربية ان المعيار الأساسي للإنتصار في كل المعارك دائما ليست القوة العسكرية والمعدات الحديثة بل حب الوطن بالدرجة الأولى والوحدة والتلاحم وتحمل المسؤولية والاستعداد للدفاع عنه بكل ما أوتي الإنسان من قوة معنوية ومادية خدمة لمصالح وسمعة وكرامة البلاد.
واضاف ان هناك أيضا معايير دينية ووطنية واقتصادية واجتماعية ,والمعيار الأساسي في الإسلام كان الدفاع عن العقيدة الإسلامية وهي أساس الإنتصار للمعارك التي خاضها الرسول عليه الصلاة والسلام .
وقال " نحن في إثيوبيا لم نتعرض للإستعمار الغربي كما تعرضت البلدان الأخرى,وهذا يدل على ان الشعب الإثيوبي شعب عريق ولديه مبادئ وعقائد للدفاع عن سيادة بلاده مهما واجه من قوة ,وحين حاولت إيطاليا الإستيلاء على إثيوبيا قام الشعب الإثيوبي جميعا بكافة قومياته وأجناسه وأديانه وأعماره للدفاع عنها , والجيل الجديد يستند إلى هذه المبادئ لأن الإنتصار الذي حققناه في معركة عدوا يلهم الجيل الجديد للدفاع عن وطنه عندما تتعرض البلاد للإعتداء من قبل القوة الأجنبية".
في احدى مقابلات صحيفة العلم قال الباحث زاهد زيدان الهرري قال : بعد إنضمام مناطق الشرقيه في البلاد إلى إثيوبيا الحديثة بعد وقت قصير قامت معركة عدوا بين الإمبراطور منليك الأول و المستعمر الإيطالي فتم الإستنفار للحرب مع العلم العلاقات لم تكن على احسن حال بين منليك و أهالي شرق البلاد(هرر و الصومال و عفر) لكن النداء الوطني كان أكبر من كل هذه العقبات فقد تم رهن دخل الضرائب لمدينة هرر تحت الطليان التي تعد بي أربع مليون ليري إيطالي في ذاك الوقت وقد رفض المجتمع في شرق البلاد من التسليم للمستعمر وتم إنشاء كتيبه قدرها أكثر من عشرين ألف مقاتل تحت قيادة المجاهد عبديسي و المجاهد محمد حنفري بأكثر من خمس عشر مقاتل و المجاهد الإمام الغازي بحوالي إحدى عشر ألف مقاتل وقد انطلقو من شرق البلاد إلى شمالها وكان معهم معونة غذائية كفت كل الجيش لأكثر من أسبوع والغريب في ذالك الوقت توحد جميع نسيج المجتمع تحت لواء القائد الذي كانو يروه كعدو في الأمس القريب لكنهم فضلو علو الوطن و مصلحته و سيادته على كل المشاكل التي كانت بينهم و ان الوطن فوق الجميع وتركو الخلافات وراء ضهورهم وان الوطن فوق الجميع فلي مسلمي الشرق الأثر الكبير في تجاوز هذه المحنه وقد كان لهم الفضل بعد الله في تغير نتيجة الحرب ولا ننسى المجاهد طلحة جعفر و كتيبتة العظيمة التى إنطلقت من ولو وآخرين أيضا مثل كتيبتة الخيالة المحمدية التي خرجت من أورميا.
والقائد عبدالرحمن من سلطنة اوسا شارك مع فيلق كامل في المعركة وأيضا القائد بيتعا شارك بقيادة فرقة عسكرية كاملة وهنالك الكثير من القيادات والالاف الجنود شاركوا في هذه المعركة من الاقاليم العفري .
ومن أبرز الأبطال الذين شاركوا في معركة عدوا المجيدة الدجاماش عمر سمتر الذي ولد عام 1871 في منطقة أوجادين وتربى وترعرع هناك وفقًا للعادات والتقاليد المحلية في الصومال و أمضى طفولته في قراءة القرآن والكتب الدينية والثقافية والتاريخية .
وشغل منصب خليفة السلطان علي يوسف لمدة 23 عامًا م في الصومال و برز في موقف الدفاع عن الوطن ،كما شارك مع المقاتلين الصوماليين الذين شاركوا في معركة عدوة المجيدة ذكرى الإنتصارات على العدو الغاشم بفضل المقاتلين الصوماليين الشجعان الذين سافروا من هرار إلى عدوة راكبين جمالهم ،كما حققوا الإنتصارات في صحراء أوجادين بقيادة دجاماش عمر .
وذكر المؤرخون أن فيتوراري عمر سمتر بطل قاتل بشجاعة وروح وطنية في غورلاغوبي وكوراهي وهانيلي وجميع ساحات القتال التي شارك فيها.
في الصفحة 314 من كتابه ، يقتبس واللين إمرو من عمر سمتر قوله لقد رأيت بأم عيني عدو بلدي يتعرض للدهس من قبل الأبطال. أنا فخور لكوني سليل الإثيوبيين الذين يأتون من كل حصن ورأيت أطفالهم يقطعون رؤوس الإيطاليين في أوجادين. ما زلت فخور بكوني من أبناء هذا الشعب الباسل
فإن دل هذا يدل على أن الوحدة الوطنية أعلى من اي شيء ونتمنى أن تعد هذه المعاني للمجتمع اليوم فيا أشبه اليوم بالبارحة..
إن الانتصار في معركة عدوا أثبت وحدة الإثيوبيين و يعتبر حدث تاريخي يرمز إلى حرية جميع الإثيوبيين والأفارقة.
أخيرا يمكن القول أن معركة عدوا من المعارك التاريخية التي تركت أثارا عميقة سواء في تاريخ إثيوبيا او الافارقة او السود في امريكا أو تاريخ ايطاليا لسنوات طويلة. وقد أدت هزيمة الإيطاليين في عدوا إلى تحقيق الحرية في المنطقة والهمت الافارقة الأمريكان السود الي التحرر من القيود الاستعمارية .
eyobgidey900@gmail.com
وفي نفس الوقت أعاد هذا النصر للبلدان الإفريقية الثقة بنفسها وبقدرتها وشجعها على مواجهة الإستعمار الغربي والدفاع عن وطنها وأرضها من اجل الحرية والإستقلال عن الاستعمار الغربي في ذلك الوقت .
تعتبر معركة عدوا من بين أهم مراحل النضال و الكفاح التحرري الذي قاده الشعب الإثيوبي في نهاية القرن التاسع عشر ضد الاستعمار الإيطالي الذي أراد السيطرة على المنطقة واستنزاف ثرواتها واستعباد شعبها.
مع احتفالنا بيوم النصر الـ 127 في عدوا ، لا يجب إحياء ذكرى النصر في ساحة المعركة فقط ، ولكن أيضًا الحفاظ على تراث عدوا ، وأن نفهم تمامًا أن سر انتصارنا هو وحدتنا الوطنية في مدينة عدوا، التي أثبتت أن الأفارقة لم يكونوا أبدا لقمة سائغة لأي استعمار غربي في القرن التاسع عشر، ويعتبر كثير من الأفارقة هذه المعركة رمزا للصمود الأفريقي ككل في وجه المستعمر ورمز التحرر .
اعتبر الإيطاليون إلغاء منليك الثاني لمعاهدة وتشيلي بمثابة إعلان للحرب عليهم لذلك أعلنوا الحرب من جانبهم ضد الحبشة و اخذوا يزحفون على إقليمي الامهرا و تجراي و أعلن (باراتيري) القائد الإيطالي ضم إقليم تجراي لاريتريا ، وقصد الايطاليون عدوا وتقدموا نحو أكسوم فقوبلوا بمقاومة عنيفة عند تقدمهم تجاه هذه المدينة المقدسة لدى الاثيوبيين .
لكن الطليان صمموا على الانتقام من الاثيوبيين و اتجهوا إلى مدينة(عدوا ) العاصمة القديمة لاقليم تجراي ، حيث كانت المعركة الفاصلة بين الطرفين في أول مارس 1896م ، والتي انتصر فيها الاثيوبيين انتصارا كبيرا و ساحقا على الطليان. في هذه المواجهة، يقول التاريخ إن منليك الثاني، إمبراطور إثيوبيا حينئذ، استدرج الجيش الأيطالي، إلى منطقة عدوة في إقليم تجراي بشمال إثيوبيا، والتي تحيط بها جبال ومرتفعات وعرة.
سياسيا : يتمثل في تبليغ الحكومة الايطالية للدكتور (نيرازيتي) المفاوض لايطالي في مباحثات السلام مع إثيوبيا أن الحكومة الإيطالية ستوافق على الإلغاء غير المشروط لمعاهدة اوتشيالي و الاعتراف بسيادة واستقلال إثيوبيا . و قد دخل الطرفان في مفاوضات سلام انتهت بتوقيع معاهدة أديس أبابا في 28 أكتوبر 1896. أكدت هذه المعاهدة الاستقلال الكامل للحبشة في تلك الفترة ،حيث أعلنت المادة الأولى منها على انتهاء الحرب بين الطرفين .
يقول احدى المؤرخين "ومما يُذكر لملوك الحبشة بالثناء العطر، ويُكتب بمداد الفخر، أنهم مهما دبَّ بينهم دبيب الشقاق في شئونهم الداخلية، وتنافسوا على العرش، فلا يتفقون مع الأجنبي على محاربة بعضهم بعضًا، "
الصراع الداخلي في إثيوبيا حينئذ أعطى مفاهيم وانطباعات خطأ عن الحبشة وقوتها، ما جعل إيطاليا تقنع بقية دول الغرب بهدفها وتخطيطها استعمار إثيوبيا والتغلغل إلى أراضيها من الشرق عبر إريتريا.
لكن القادة الإثيوبيين اتحدوا على صد عدو واحد، لتكون عدوا معركتهم الفاصلة لدحر القوات الإيطالية، فتجمعت قيادات الجيوش من الأقاليم المختلفة وشكّلت جيشا متماسكا موحد الهدف والولاء، فكان اللقاء والانتصار التاريخي في عدوة. الكاتب انور ابراهيم
مما لا شك فيه إن سر نجاح إثيوبيا هو وحدتنا وحريتنا وقيمنا الوطنية. وانتصار معركة عدوا هو قصتنا المشتركة حيث وقف الإثيوبيون معا من أجل سيادة بلدهم وكرامة الشعب . علاوة على ذلك فإن معركة عدوا هي مصدر فخرنا الوطني. إنه فخر لجميع السود خارج إثيوبيا.
مما لا ريب فيه إن انتصار عدوا نضال تحرير الأفارقة وجعل إثيوبيا رمزًا للوحدة الإفريقية. لم يكن الانتصار في معركة عدوا ضعف العدو ، بل قوة وحدتنا وليس هذا فحسب بل إن انتصار معركة عدوا لم يثبت فقط قوة إثيوبيا وقيادتها في ذلك الوقت ، بل مهد الطريق أيضًا للنضال من أجل الاستقلال في دول أفريقية أخرى.
امتد تأثير أحداث 1896 خارج إثيوبيا، فقد أصبحت ألوان العلم الإثيوبي الأحمر والأخضر والأصفر راية جماعية للأفارقة ورمزًا للمقاومة الإفريقية الرائدة، وبعد نصف قرن اعتمدت الدول الإفريقية المستقلة حديثًا تلك الألوان كجزء من أعلامها الوطنية.
ولدت ثمار الإيديولوجية من البذور التي زرعتها معركة عدوا، هذه البذور نبتت وعبرت المحيط الأطلسي أيضًا حيث كان الأمريكيون الأفارقة يخضعون لقوانين جيم كرو وسيادة المؤسسة البيضاء.
استلهمت القوميات السوداء مما رأته صراعًا مشابهًا للمستضعفين من إثيوبيا ضد القوى الأوروبية، كان النشيد الرسمي للرابطة العالمية لتنمية الزنوج "إثيوبيا؛ أرض آبائنا" وقد حصل مؤلفه الموسيقي الشهير المقيم في هارلم جوسيا فورد على دعوة للهجرة إلى إثيوبيا.
قال البروفيسور آدم كامل: بعد انتصار معركة عدوا علي الايطاليين قام الأفارقة وتمردوا على الغزاة والمستعمرين، والتحرك لنيل الحرية والإستقلال عن الاستعمار.وكان ذلك فخرا للأفارقة عموما، وانتصارا للإثيوبيين. وكانت معركة عدوا ونتائجها مكانة كبيرة للإثيوبيين وعلى مستوى السود حتى في أمريكا. وكانت بداية إنتصار السود على البيض، وبداية التحرر والتحرك نحو الإستقلال، ومن ثم بدأ الإستعداد والتجهيز للاستقلال عن الاستعمار الغربي.
وفي مقابلة مع صحيفة العلم قال الدكتور آدم كامل الكاتب والباحث في العلاقات الإثيوبية -العربية ان المعيار الأساسي للإنتصار في كل المعارك دائما ليست القوة العسكرية والمعدات الحديثة بل حب الوطن بالدرجة الأولى والوحدة والتلاحم وتحمل المسؤولية والاستعداد للدفاع عنه بكل ما أوتي الإنسان من قوة معنوية ومادية خدمة لمصالح وسمعة وكرامة البلاد.
واضاف ان هناك أيضا معايير دينية ووطنية واقتصادية واجتماعية ,والمعيار الأساسي في الإسلام كان الدفاع عن العقيدة الإسلامية وهي أساس الإنتصار للمعارك التي خاضها الرسول عليه الصلاة والسلام .
وقال " نحن في إثيوبيا لم نتعرض للإستعمار الغربي كما تعرضت البلدان الأخرى,وهذا يدل على ان الشعب الإثيوبي شعب عريق ولديه مبادئ وعقائد للدفاع عن سيادة بلاده مهما واجه من قوة ,وحين حاولت إيطاليا الإستيلاء على إثيوبيا قام الشعب الإثيوبي جميعا بكافة قومياته وأجناسه وأديانه وأعماره للدفاع عنها , والجيل الجديد يستند إلى هذه المبادئ لأن الإنتصار الذي حققناه في معركة عدوا يلهم الجيل الجديد للدفاع عن وطنه عندما تتعرض البلاد للإعتداء من قبل القوة الأجنبية".
في احدى مقابلات صحيفة العلم قال الباحث زاهد زيدان الهرري قال : بعد إنضمام مناطق الشرقيه في البلاد إلى إثيوبيا الحديثة بعد وقت قصير قامت معركة عدوا بين الإمبراطور منليك الأول و المستعمر الإيطالي فتم الإستنفار للحرب مع العلم العلاقات لم تكن على احسن حال بين منليك و أهالي شرق البلاد(هرر و الصومال و عفر) لكن النداء الوطني كان أكبر من كل هذه العقبات فقد تم رهن دخل الضرائب لمدينة هرر تحت الطليان التي تعد بي أربع مليون ليري إيطالي في ذاك الوقت وقد رفض المجتمع في شرق البلاد من التسليم للمستعمر وتم إنشاء كتيبه قدرها أكثر من عشرين ألف مقاتل تحت قيادة المجاهد عبديسي و المجاهد محمد حنفري بأكثر من خمس عشر مقاتل و المجاهد الإمام الغازي بحوالي إحدى عشر ألف مقاتل وقد انطلقو من شرق البلاد إلى شمالها وكان معهم معونة غذائية كفت كل الجيش لأكثر من أسبوع والغريب في ذالك الوقت توحد جميع نسيج المجتمع تحت لواء القائد الذي كانو يروه كعدو في الأمس القريب لكنهم فضلو علو الوطن و مصلحته و سيادته على كل المشاكل التي كانت بينهم و ان الوطن فوق الجميع وتركو الخلافات وراء ضهورهم وان الوطن فوق الجميع فلي مسلمي الشرق الأثر الكبير في تجاوز هذه المحنه وقد كان لهم الفضل بعد الله في تغير نتيجة الحرب ولا ننسى المجاهد طلحة جعفر و كتيبتة العظيمة التى إنطلقت من ولو وآخرين أيضا مثل كتيبتة الخيالة المحمدية التي خرجت من أورميا.
والقائد عبدالرحمن من سلطنة اوسا شارك مع فيلق كامل في المعركة وأيضا القائد بيتعا شارك بقيادة فرقة عسكرية كاملة وهنالك الكثير من القيادات والالاف الجنود شاركوا في هذه المعركة من الاقاليم العفري .
ومن أبرز الأبطال الذين شاركوا في معركة عدوا المجيدة الدجاماش عمر سمتر الذي ولد عام 1871 في منطقة أوجادين وتربى وترعرع هناك وفقًا للعادات والتقاليد المحلية في الصومال و أمضى طفولته في قراءة القرآن والكتب الدينية والثقافية والتاريخية .
وشغل منصب خليفة السلطان علي يوسف لمدة 23 عامًا م في الصومال و برز في موقف الدفاع عن الوطن ،كما شارك مع المقاتلين الصوماليين الذين شاركوا في معركة عدوة المجيدة ذكرى الإنتصارات على العدو الغاشم بفضل المقاتلين الصوماليين الشجعان الذين سافروا من هرار إلى عدوة راكبين جمالهم ،كما حققوا الإنتصارات في صحراء أوجادين بقيادة دجاماش عمر .
وذكر المؤرخون أن فيتوراري عمر سمتر بطل قاتل بشجاعة وروح وطنية في غورلاغوبي وكوراهي وهانيلي وجميع ساحات القتال التي شارك فيها.
في الصفحة 314 من كتابه ، يقتبس واللين إمرو من عمر سمتر قوله لقد رأيت بأم عيني عدو بلدي يتعرض للدهس من قبل الأبطال. أنا فخور لكوني سليل الإثيوبيين الذين يأتون من كل حصن ورأيت أطفالهم يقطعون رؤوس الإيطاليين في أوجادين. ما زلت فخور بكوني من أبناء هذا الشعب الباسل
فإن دل هذا يدل على أن الوحدة الوطنية أعلى من اي شيء ونتمنى أن تعد هذه المعاني للمجتمع اليوم فيا أشبه اليوم بالبارحة..
إن الانتصار في معركة عدوا أثبت وحدة الإثيوبيين و يعتبر حدث تاريخي يرمز إلى حرية جميع الإثيوبيين والأفارقة.
أخيرا يمكن القول أن معركة عدوا من المعارك التاريخية التي تركت أثارا عميقة سواء في تاريخ إثيوبيا او الافارقة او السود في امريكا أو تاريخ ايطاليا لسنوات طويلة. وقد أدت هزيمة الإيطاليين في عدوا إلى تحقيق الحرية في المنطقة والهمت الافارقة الأمريكان السود الي التحرر من القيود الاستعمارية .
eyobgidey900@gmail.com