معركة وطن

 


 

كمال الهدي
18 March, 2023

 

تأمُلات
. حتى وقت قريب مضى كنا ننظر لبطاقة التأهل للأدوار القادمة من بطولة كأس الأندية الأبطال كتحدٍ كروي ومرحلة في منافسة اللعبة، لكن الأمر بات تحدياً جاداً للحفاظ على اسم الهلال واثبات جدارته وصون كرامة وطن تعود البعض على استصغاره في كل شيء.

. ليس لدينا أي خلاف ولا حساسية تجاه منافسينا اليوم، بل على العكس نحترم كافة منتسبي صنداونز ونعبر عن تقديرنا الشديد للنقلة النوعية التي أحدثوها في ناديهم الكبير.

. لكننا لابد أن نتعامل مع الأمر في اتساق مع بيت الشاعر سهل بن مالك الذي صار مثلاً ( إياك أعني واسمعي يا جارة).

. وحتى هؤلاء الجيران لسنا في حرب معهم كأمة، فلست ممن يستسهلون الكتابة المحرضة ضد شعب بأكمله.

. لكن يعلم القاصي والداني أن مصر الرسمية بأغلب مؤسساتها تستهين بنا وبقدراتنا وتستصغرنا وهذا ما لا يمكن أن نقبله أو نرضاه لأنفسنا تحت عناوين التخاذل من شاكلة ( لا تشحنوا الناس)، أو ( نحن بنشرب من نيل واحد).

. فنحن لا بنشحن ولا بنفرغ، لكن إدارة وغالبية المنتسبين للنادي الأهلي المصري أشعلوا نيران لسنا مسئولين عن اطفائها بالدوس على كبريائنا وكرامتنا.

. وكما قلت غير مرة نحن نخوض منافسة كرة قدم ولو أرادوا خوضها بشرف لما قلنا شيئاً.

. لكنهم حرضوا ضدنا واشتكونا للكاف واتهمونا بما ليس فينا، فعن اي شحن يتحدث بعض المتخاذلين.

. حتى في العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الدول تكون هناك ندية بدونها لن يحترمك أحد.

. ونحن لا نطلب أكثر من التعامل بندية مع هؤلاء النفر.

. ومن يتهمك بما ليس فيك ويفرط في فبركة الأشياء لا يمكن أن تقول له " زد فنحن إخوة وأشكرك على ذلك" إلا إذا كانت المسألة خاصة وهنا يمكننا أن ننسب هكذا ردة فعل للحُلم.

أما وقد تعلق الأمر بكياناتنا ووطننا فلابد أن نتصدى لهم بحزم.

. ولو لم يكن الأمر كذلك لما قال المشجع المريخي للمصري (المتآمر) منسق صنداونز " أنا مريخابي لكنني مع الهلال".

. فمصالح وكبرياء الأوطان تعلو على غيرها ولهذا اثلج ذلك المشجع الأحمر صدري بكلماته تلك لأنه كما نقول في دارجيتنا ( لم يقبل الحقارة).

. والندية تقتضي أن نطالب بلعب مباراتنا القادمة معهم بأرض محايدة بعد أن سمعنا وشاهدنا وقرأنا ما يكفي من تهديد ووعيد.

. وأقولها صريحة لا خير في مجلس الهلال بعد كل ما حدث إن لم يتقدموا بمثل هذا الطلب للكاف.

. فالمحافظة على هيبة ومكانة ناديكم تحتم عليكم القيام بمثل هذه الخطوة.

. وبعيداً عن كل هذا يستطيع أسود الهلال أن يردوا لنا اعتبارنا بكسب الست نقاط المتبقية.

. لهذا تعد مباراة اليوم جزءاً من معركة كيان ووطن ولابد من حصد الثلاث نقاط لكي يخرس أولادنا ألسنة هؤلاء البشر غريبي الأطوار الذين يتقبلون الخسارة من غيرنا لكن عندما نجرعها لهم تبدو لهم مثل الحنظل.

. فأسقوهم حنظلاً يوجع قلوبهم قبل بطونهم وردوا لنا جزءاً من كبرياء وكرامة وطن يا لاعبي الهلال.

kamalalhidai@hotmail.com

 

آراء