معلمو الحكومة اضربوا عن العمل وجاءت نقابتهم تبكي وتولول مطالبة بتأجيل امتحان الشهادة !!

 


 

 

في هذا الزمن العجيب الغريب الذي أصبح فيه وزير التربية لا علاقة له ولاصلة بالتربية وانما يؤتي به في اخر الشوط بعد أن تكون الوزارات السيادية والمهمة قد تم حجزها واسنادها للموالين بالحزب الحاكم وان وزارة التربية في مثل هذه الأنظمة تكون مهمشة مع سبق الإصرار والترصد وتسند للمؤلفة قلوبهم من أحزاب الفكة وللحركات المسلحة التي همها فقط أن تضمن كرسيا وزاريا أو سياديا لزعيمها ... أما أن يروح التعليم أو الصحة أو الاقتصاد في مليون داهية فهذا الخراب الممنهج لا يهمهم في كثير أو قليل !!..
توقف معلمو الحكومة لمدة شهرين حسوما عن الدخول للفصول والطلاب في أشد الحاجة إليهم ولم يعيروا اي التفاتة لاي مناشدات وكل تعنتهم هذا كان من أجل زيادة المرتبات وقد نسي هؤلاء الأفاضل أن المعلم هو الموظف الوحيد في هذه الدنيا العريضة الذي يمكن أن يعمل في كافة الظروف وبأقل المرتبات ولا يبحث عن علاوات أو بدلات مثل العاملين في الشركات لانه يؤدي رسالة سامية ويكفيه أن كل من علمهم حرفهم سيكونوا لهم أوفياء بل أبناء بررة يحملون له هذا الجميل في حدقات عيونهم علي مر الايام والدهور !!..
جاءت النقابة النائمة في العسل والتي لا نعرف لها إنجازا فهي اخر من يعلم عن وضع المناهج ولا تساهم في هذا العمل التربوي الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي الخطير وليس لها دورية إعلامية تربطها بالمعلمين والمجتمع ولا تقيم ندوات ولا تساعد المعلمين في التدريب والابتعاث في الخارج وليس عندهم ادني مساهمة في حل مشاكل المعلمين وانما همهم التسابق نحو احتلال كراسي النقابة والمكاتب الفخمة والثرثرة الفارغة في أجهزة الإعلام !!..
يامعلمي الحكومة ونقابتكم توقفتم عن العمل من أجل دريهمات معدودة وتركتم الأبناء في مهب الريح وفي هذا الاثناء ظلت المدارس الخاصة تواصل رسالتها علي أبدع مايكون ولما اطل الامتحان وصار حقيقة ماثلة جقلبتم بالنقابة وهرولتم للوزير للتأجيل ورفض سيادته طلبكم غير المنطقي فأنتم السبب في هذه الكارثة القومية وعندما وقع الفاس في الرأس جئتم تطلبون الحل السهل وهو التأجيل ولكن هيهات !!..
احب أن اطمئنكم بأن العملية التعليمية في بلادنا العزيزة قد فارقت الدرب فراق الطريفي لي جملو وان مخرجات التعليم عندنا من الروضة الي الدراسات العليا هي عبارة عن ببغاوات ومسجلات تفرغ مافي جوفها مما حفظته عن طريق التلقين علي ورقة الإجابة وبعد ذلك تدور العجلة من جديد والوزارة مهمشة ووزراء التعليم في الولايات ما جايبين خبر وياحليل باشمفتشي التعليم في عواصم المديريات يوم كان الأستاذ حسن بيومي في الأبيض وقبله الاستاذ عبد العزيز حسن علي ( التايجر ) وكان هنالك في مدني ( الجندي ) ولقب بالجندي لحزمه وقوة شكيمته وسياسته التربوية الحكيمة وكلهم تقريبا هؤلاء المسؤولين الكبار كانوا بعيدين عن السياسة والمؤالاة لهذا الحزب أو ذاك بل كانوا متجردين لخدمة العلم وهذا هو همهم الأكبر وكانوا علماء في مجالهم يفهمون في الإدارة والأمور الفنية وكانت الدولة تبذل النفيس لابتعاثهم للخارج لمزيد من الصقل والتدريب !!..
عندما تصبح وزارة التربية هي الأولي والمميزة التي تحظي بالميزانيات الكبيرة المريحة ويصبح المعلم محل تقدير واحترام بحيث لا يضطر لاراقة ماء وجهه بأية حال من الأحوال وعندما يكون الوزير وأركان حربه في مستوي الرعيل الاول الذين مازالت بصماتهم واضحة منقوشة علي القلوب والعقول !!..
ايتها النقابة طلبكم للتأجيل مرفوض وهذا ليس من اختصاصكم لأن واجبكم الوقوف مع المعلم في احتياجاته المشروعة المرتبطة بترقية الشأن التعليمي من أجل مجتمع معافي سليم ولكن العرضة خارج الزفة والتهريج وعدم الإلمام بمتطلبات الرسالة التربوية والتعليمية هذا ما جعلنا نتخلف ونتخبط ونسير خلف دول سبقتنا اليوم بمراحل وكنا قد علمناهم كيف يفكون الخط !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء