مع (التيار) للطيش والحاضر يكلم الغائب!

 


 

 

لم ألتق الاستاذ عثمان ميرغنى فى حياتى وجها لوجه . ولم نتحدث معا حتى عن طريق الهاتف. ولكنى كنت ، وما زلت،احرص كثيرا على الالتقاء به من خلال عموده اليومى المخضرم والراتب (حديث المدينة) ما تيسر لى ذلك . وهو تيسير يأتى لمامابعد أن احتوتنى الدياسبورا القاسية مع الملايين من الاشقياء من ابناء وطنى. فى ما مضى من زمن كنت أقرأ ما يقع فى يدى من كتابات الاستاذ عثمان بتمعن . وأجدنى فى مرات عديدة مختلفا معه (للطيش!) كما كنا نقول مما زحين بعضنا البعض ايام هترشات الشباب التى لا تخلو من طرافة. ورغم ذلك الاختلاف كنت اجد للرجل مساحة كبيرة من الاحترام فى وجدانى الناقد للرصانة التى يطرح بها اراءه. وبعده عن الاسفاف والتشفى وهو يمارس الاختلاف الموضوعى مع قرائه الناقدين. فهو يقول رأيه ويمضى ، ويترك لهم أن يقبلوه او ترفضوه. ولا يستهدفهمبمدفعيته "الميدانية" الثقيلة القادرة . كان هذا هو ديدنى مع الرجل فى الماضى القريب والمتوسط. اما اليوم فاننى مساند للرجل للطيش بعد ان صار الرجل ايقونة المظلومين التاريخيين. و بعد أن تطورت مواقفه السياسية. وبان له الخيط الابيض من الخيط الاسود فى مسيرة زملاء الامس الحاكمين بالحديد والنار. و بعد ان بانت له النتؤات المهلكة التى خلقها رفاق الأمس فى طريق الوطن حتى انزلق فى هاوية التفتت وضياع الوحدة الوطنية والكرامة الوطنية.

الآن يجذب الاستاذ عثمان نفسا عميقا . ويدوس على جراحهوعلى فرامله . ويتوقف عن السير فى طريق رفاق الامس الوعر.و هو يقول بالفم المليان هذا يكفى.

لقد انحرف الرجل عن طريق رفاقه القديم مائة وثمانين درجة عندما رأى بعينى زرقاء اليمامة المزلقان الخطر الذى يدحرجون فيه البلاد. هذا لم يرض اصحاب العيون المعصوبة . فتنكروا لعلائق الزمالة الفكرية والسياسية القديمة مع الرجل. وتجاوزوا معه  حتى درجة الفجور فى الخصومة المزمومة شرعا . تمثل ذلك فى الضرب تحت الحزام. وفوق الحزام .و فى المليان .و فى العين والرأس . ولما أنجاه الله من غائلة اغتيال الروح والبدن،قرروا اغتياله ماديا ومعنويا. ولكن  الرجل يصمد . والتيارتصمد. بل  وتخرج من محاكم التفتيش مرفوعة الرأس كلما حاولوا أن يحنوا هامتها التى ترفض الانحناء فى وقت تتقوس فيه ظهور الآخرين من ممارسة الانحناء السرمد .

يا ناس هوى ! كاتب هذه السطور يعلنها مدوية  : انه مع التيار وصاحب التيار للطيش من باب مكافحة الظلم . ويبصم مع الباصمين على رأس الصفحة الاولى والحاضر يكلم الغائب .     

alihamadibrahim@gmail.com

 

آراء