مع مبارك الفاضل في محنته!! بقلم: ضياء الدين بلال

 


 

 


diaabilalr@gmail.com
كنت أستمع باهتمام كبير لإفادات السيد مبارك الفاضل بصالون الراحل الأستاذ سيد أحمد خليفة، منذ وقت طويل لم تتوفر لي فرصة الاستماع إليه.
مبارك سياسي مولع بجمع المعلومات وبارع في عرضها، وله في ذلك مهارة استثنائية لا تتوفر لكثير من السياسيين. ولكن أزمة الرجل أنه كثيراً ما يقع أسيراً لحصائد معلوماته وضحية لها، حينما تمسك المعلومات بزمامه وتقوده الى أماكن تسهل مهمة النيل منه من قبل الخصوم!
ربما التفسير القريب لذلك، أن مبارك له رأي في طريقة تفكير وعمل السيد الصادق المهدي عبر المسطرة والقلم مع الاستعانة كثيراً بالاستيكا، باعتبارها طريقة تفتقد سرعة الإنجاز وتتسم بالتردد، فاختار مبارك نقيض تلك الصفات، صفات البلدوزر، سرعة الحسم، والوصول للنهايات القصية، دون التفات للمترتبات والنتائج الجانبية، والتي بتراكمها وتتابعها  قد تفسد الأهداف!
خاض مبارك مرحلة التجمع وكان أكثر القيادات تأثيراً على مجريات الأحداث داخله، حماس ونشاط ومقدرة فائقة في استخدام كل الأسلحة المحرمة والمباحة، ولكن في عجلته تلك وجد نفسه قد وطىء على أقدام كثيرين، تحولوا مع الأيام والمواقف لرصيد أعداء!
وعلى عجل انتقل لصف الحكومة في منصب مساعد رئيس الجمهورية وخاصم السيد/ الصادق ، وبعد مدة وجيزة اكتشف أن الحلفاء الجدد لا يزالون- رغم كل شيء- يعتقلونه داخل مباني مصنع الشفاء المهدمة بصواريخ كروز!
خرج الرجل من القصر الجمهوري جريح الكبرياء، ليعود الى صف المعارضة. لم يجد في البداية سوى الشماتة ولكن بطريقته في المثابرة واحتمال الصدمات أصبح من أخطر ثلاثة قيادات معارضة تحسب لهم الحكومة ألف حساب!
وفي عجلة من أمره قام بحل  حزبه في رحلة العودة الى حزب الأمة القومي، ولكنه وجد المقاعد شاغلة والأنفاس ساخنة، صبر على والوقوف (شماعة) واحتمل عطس البعض في وجهه، ولكن سرعان ما انقطع حبل الصبر، وسعى على طريقة البلدوزر لفرض وجوده داخل الحزب بالقوة، فأصبح في منزلة بين المنزلتين!!
استمعت لمبارك في سبت الصالون وهو يشن أشرس وأعنف هجوم على الحكومة ولم ينس نصيب الصادق المهدي، معلومات وتحليلات وتوقعات وكلها تقود الحكومة للموت بالمقصلة أو الكرسي الكهربائي، والرجل وهو يفعل ذلك لم يشعر في حمأته تلك أنه يطأ بمركوبه الأنيق على مشاعر عدد كبير من الحضور ويضغط على جراح البعض!!
فإذا به يفاجأ برد فعل عاصف من قبل مستمعيه، الصحفي يوسف عبد المنان عاب على مبارك وصف قبائل البقارة بأنها قبائل تستأجر بالمال للقتال لمصلحة حكومة الخرطوم، والبقية أثار غضبهم انحياز مبارك التام لموقف حكومة الجنوب، وقالوا له: ( إنك تفعل ذلك لحماية ودعم استثماراتك بالجنوب)!!
نعم، مبارك الفاضل بارع في جمع المعلومات وماهر في عرضها ، لكنه مثل أكرم الهادي حارس مرمى المريخ، ثقته الطائشة في نفسه مصدر ضعفه، لذلك كثيراً ما تستقبل شباكه أهدافاً سهلة جداً!!

 

آراء