مكافة الـ”الأيدز” و”البلهارسيا”

 


 

 


manasathuraa@gmail.com

أظهر تقرير وزارة الصحة ولاية الخرطوم لـ"النصف الأول" من العام الحالي، إصابة 110 آلاف تلميذاً بـ"البلهارسيا" في محليتي جبل اولياء وشرق النيل، ومجموع حالات الإصابة بمرض "الأيدز" وحاملي الفيروس بلغ 450 شخصاً.

علينا أن نتخيل، أن يصاب خلال ستة أشهر 110 آلاف تلميذاً بمرض خطر كالبلهارسيا، وهذا المرض من مراض التخلف وعدم الوعي الإهمال الرسمي، وهو بجانب خطورته من أسهلها وقاية ويمكن القضاء عليه بكل سهولة، وأن يصاب هذا العدد الكبير من التلاميذ، وداخل العاصمة، مؤشر خطر جداً على مستقبل الأجيال، وهذا الرقم كفيل بإقالة الحكومة كلها دعمك من وزير الصحة، أو الجهات المسؤولة عن مكافحة هذا المرض، الذي يهدد ملايين الشباب، وبالتالي يهدد مستقبل جيل كامل، وهذه فقط الأرقام الرسمية، يعني الواقع يتحدث عن اعداد مضاعفة.

سبق وأن نبهنا بالخطر القادم، بسبب مرض "الأيدز"، وطالبنا السلطات بمواصلة التوعية، في الأجهزة الرسمية والشعبية، وتمكين المواطنين من معلومات هذا المرض، وكيفية الوقاية منه، وهو واقع موجود ولن يجد دفن الرؤوس في الرمال، ومزيد من التجاهل يعني المزيد من الإنتشار والمزيد من الدمار، ومرض الأيدز أشد خطر من الحروبات الأهلية والخلافات السياسية على الاقتصاد، فالمجتمع يتآكل من داخله، بسبب عدم الوعي، وعدم نشر الكشوفات الرسمية، وأن تعلن وزارة الصحة عن 450 إصابة جديدة خلال نصف عام، هذا واقعياً يعني أصابة 4 آلاف خلال ذات الفترة، ولكن الجهات الحكومية لا تمتلك إحصاءات دقيقة، بسبب عدم الإهتمام، وبسبب ثقافة الدولة التي ترى في مكافحة المرض عن طريق التوعية بإستخدام "الواقي الذكري" وتوزيعه مجاناً في الصيدليات والمحال التجارية، و فحص الدم المنقول.. الخ، نوع من التشجيع على الرزيلة، ولكن تقدمت الدول في هذا الجانب، وفعلا احرزت تقدماً ملحوظاً، وقللت بشكل كبير نسب الإصابة الجديدة، واستطاعت ان تحاصر المرض.

هذه دعوة، إلى الأحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدي، بأن يدقوا ناقوس الخطر، وأن يبدأوا في عقد الندوات والورش العلمية، لمكافحة أمراض "البلهارسيا" و"الأيدز"، التي لا تقل أهمية عن النضال من أجل الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان... ودمتم بود


الجريدة

 

آراء